تخطى إلى المحتوى

جـ.ـيش الأسد لا أخَذْتُمْ ثاراً ولا مَحوْتمْ عاراً ..

جـ.ـيش الأسد لا أخَذْتُمْ ثاراً ولا مَحوْتمْ عاراً ..

جيش الصمود والتصدي جيش المقاومة والممانعة جيش التوازن الاستراتيجي، كل هذه التسميات وبكل ما تحمله من معانٍ ما هي إلا أسماء هزيلة فاشلة كاذبة ومضللة، ما أنزل الله بها من سلطان لجيش أثبتت الثورة السورية ومنذ انطلاقتها وبالأخص بعدما انشق من انشق من الضباط وصف الضباط والأفراد، أنه ليس إلا جيشا مجرما، و”سراب بقيعة وصرح من رمال تهاوى وذرته رياح الثورة، جيش انحل عقده واغتُنمَتْ دباباته ومصفحاته وآلياته، وأُسْقِطَتْ جل طائراته، وسُيْطِرَ على كثير من كتائبه ومستودعات أسلحته وذخائره، كل هذا كان على يد ثوار من الشيب والشباب مسلحين ببنادق آلية و”بمبكشنات” وأسلحة فردية بسيطة وبعقيدة وإصرار قل نظيرهما، فَطَردوا جيش الصمود والتصدي جيش الهزيمة والتعدي المهزلة هذا من 70٪ من الأراضي السورية، وحرروها من رجسه خلال أشهر عدة، وحقيقة لو كان الثوار حينذاك يملكون من يقدم لهم الدعم الجوي بسرب واحد من الطائرات المقاتلة أو القاذفة فقط، لكانوا أسقطوا الأسد في قصره الجمهوري، وقلبوا حكمه الاستبدادي في قلب عاصمة الأمويين دمشق

خابت كثيرا التوقعات الروسية والتقديرات لقدرات جيش الأسد، وأن دعم الروس الناري سيكون في الغالب لجيش مهلهل

عمليا ومنذ السنوات الأولى للثورة السورية، فلاشك أبدا أن “جيش الأسد” وكما بات معروفا لدى القاصي والداني ليس بأكثر من بقايا جيش خاص للأسد وعائلته، بل ميليشيات فوضوية لصوصية إرهابية مجرمة، تتبع في أحسن أحوالها لهذا الطرف من أصحاب النفوذ أو ذاك، طبعا يأتي هذا بعد أن أُنْهِكَ هذا الجيش المُنهكُ أساسا، وانهارت قدراته ومعنوياته الكاذبة بعد فقدانه لأكثر من نصف أعداده وغالبية تسليحه وعدته وعتاده، وبعد أن أصبح هاجس حتى المؤيدين للنظام هو التخلف والفرار من التجنيد والموت المؤكد والمحتوم، وعليه فإن القيادة السياسية والعسكرية الروسية التي كانت تراقب المجريات بدقة وافقت حينذاك على استجداء المجرم “قاسم سليماني” والأسد وقررت في” 30 من “أيلول من عام 2015 التدخل من خلال ترسانات أسلحتها البرية والبحرية والجوية لإنقاذ نظام الأسد، ومنعه من التهاوي والسقوط، ولكن ما يؤخذ على الروس حينذاك أنهم لم يقدروا ويقرؤوا المواقف جيدا حين توقعوا إحراز الانتصارات السريعة والخاطفة من خلال الاعتماد على الدعم الناري الكثيف، وسياسة الأرض المحروقة الذي سيقوم بتقديمه سلاح الجو الروسي الحديث والمُدَمِرْ، لما يسمى زيفا الجيش السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية التشبيحية الموالية له، لكن في الواقع خابت كثيرا التوقعات الروسية والتقديرات لقدرات جيش الأسد، وأن دعم الروس الناري سيكون في الغالب لجيش مهلهل، وبالمطلق لن يستطيع هذا الجيش وقيادة الأسد ومجرميه أن “يأخذ ثارا أو يمحو عارا”، ولن يتمكن ضباط جيش الأسد وجنوده، وأكابر مجرمي قياداته العليا وأركانه، من تغير الأوضاع على الأرض، أو استعادة زمام المبادرات، ومعها الأراضي الخارجة عن سيطرتهم بالكامل مثلما توقع الروس حين تدخلهم، حيث قدروا أنه سيتم ذلك خلال مدة أقصاها 3 إلى 4 أشهر، وعليه فها هي السنة السابعة للتدخل الروسي الإجرامي تكاد أن تكتمل، ولا تزال معها بقايا جيش الأسد وفلوله مع كل ما قدم لها من دعم تتخبط وغير قادرة على استعادة السيطرة على أكثر من ثلث مساحة البلاد

للأسف ومن الفاضح في سوريا هذا البلد العظيم أن يتربع على عرش حمايتها جيش كان من المفترض وكما كل جيوش العالم، حاميا للشعب لا أن يصبح مستبيحا وقاتلا للشعب، بل ومجرد جيش وُجِد أساسا لحماية كرسي الأسد ونظامه القاتل الإرهابي، وحقيقة فإن هذا الجيش ومع تقادم سنوات حكم “آل الأسد” بات عمليا ليس أكثر من عصابات وميليشيات مجرمة، ولم يُرَى من هذا الجيش العقائدي طوال حكم الوارث والموروث انتصارا في معركة أو استرجاعا لمغتصب، بل على العكس تماما فقد كان الفرار والانهزام عنوانه في عام 1967 أمام العدو الإسرائيلي، طبعا بعد بيع وتسليم “حافظ الأسد” الأب “القنيطرة” حفاظا بل وثمنا على وجوده واستمراره في الحكم، ناهيك عن الانهيار المخزي والمذل الذي مني به هذا الجيش وقياداته في “لبنان” عام 1982 عندما حدث الاجتياح الإسرائيلي

إن المشكلة في شخص الأسد وفي استعراض عضلاته وتهديداته هذه للجيش التركي أنها تكمن في انفصاله الأكيد والواضح والقديم في كل أقواله عن الواقع

في الواقع لا غرابة بعد موسم المراسيم الخلبية الهزلية الكثيرة، التي أصدرها ولا يزال يصدرها بل ويتحفنا بها المجرم بشار الأسد ونظامه، أن تخرج أيضا تصريحات استعراضية دينكوشوتية جديدة له بثتها قناة “روسيا اليوم” قال فيها: “إن جيشه سيواجه الجيش التركي (ثاني أقوى جيش في الناتو). إذا حاول القيام بعملية عسكرية جديدة في الشمال السوري”.! و”سيكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى وأن جيشه سيقوم بالتحرك فورا عندما تسمح “الظروف العسكرية” للمواجهة المباشرة”. وحقيقة يذكرني هذا التصريح الفضائي برئيس الوزراء التركي الراحل “مسعود يلماظ” عندما هدد في عام 1998 “حافظ الأسد” باقتلاع عينيه بسبب تهديدات فارغة مماثلة وأيضا بسبب دعمه وإيوائه لزعيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي “عبد الله أوجلان” ووجود مقار ومعسكرات تدريب تتبع لهم على الأراضي السورية. حينذاك قررت تركيا اجتياح سوريا لتلقين الأسد الأب درساً لا ينساه، وحشدت جيشها وأسلحتها على الحدود السورية، ووجهت تهديدات جدية بأنها ستدفع جحافل جيوشها وطيرانها إلى دمشق لإسقاط الحكم فيها. هذا الأمر كاد أن يحدث لولا إسراع المقبور حافظ الأسد بالهرولة لاهثا إلى “مصر” وطلبه وساطة الرئيس “حسني مبارك” و”ملالي قم “لنزع فتيل الأزمة التي لم تنتهِ إلا بعد توقيعه المذل على اتفاقية “أضنة” بكل ما فيها من أسرار وخفايا مخزية له ولنظامه عام 1998

ختاما… حقيقة إن المشكلة في شخص الأسد وفي استعراض عضلاته وتهديداته هذه للجيش التركي أنها تكمن في انفصاله الأكيد والواضح والقديم في كل أقواله عن الواقع، وعدم تقديره لصحيح المواقف، وعدم معرفته فعلا لإمكانياته وحدوده وحجمه، وحدود قوة وصمود بقايا جيشه الذي انكشف وبانت كل سوآته وعوراته من خلال الثورة السورية، وعدم إدراكه أيضا حتى الآن حدود ملعبه الصغير وحجم لاعبيه، وبأن متاجرتهم في الشعارات المجربة الكاذبة الرنانة، وتصريحاتهم النارية الفضائية، ما عادت تنطلي على أحد، وباتت مع من يطلقها وينادي بها عند من يسمعها لا تساوي جُناح بعوضةٍ، حيث إن” إسرائيل” منذ استهدافها وتدميرها ما يسمى المفاعل النووي بدير الزور في عملية أطلقت عليها اسم عملية “البستان” يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2007. وأيضا قصفها لمعسكرات “عين الصاحب” قرب دمشق عام 2003 وهي وحتى هذا الوقت تسرح وتمرح وتصول وتجول في الأجواء السورية، دون أي حركة أو رادع، وحتى دون أي “خجل” من الأسد وجيشه. وفي نهاية المطاف أتصور إن كان الأسد صادقا في تصريحاته الخلبية المملة تلك وأستبعد ذلك، فعليه بادئ ذي بدءٍ أن يرينا تصديه وإسقاطه للطائرات الإسرائيلية، التي لو هي أرادت أن تزلزل أركانه وتسقط حكمه وتدمر قصره الجمهوري فوق رأسه لفعلت، وبعدها فليفكر مع فلول جيشه بإيقاف الجيش التركي عن عملياته ضد حزب العمال الكردستاني وميليشيات قسد في الشمال السوري

Advertisements