تخطى إلى المحتوى

توضيح حقيقة حملات التبرع الأخـ.ـيرة التي حصلت باسم السوريين ووسيلة الاستفادة منها

توضيح حقيقة حملات التبرع الأخـ.ـيرة التي حصلت باسم السوريين ووسيلة الاستفادة منها

توضيح حقيقة حملات التبرع الأخـ.ـيرة

بعد حملة تبرعات أطـ.ـلقها صانع الفيديوهات (اليوتيوبر) الكويتي الشهـ.ـير باسم أبو فلة ، التي حملت عنوان «لنجعل شتاءهم أدفأ»، التي بجمع مبلغ أكثر من 11 مليون دولار أمريكي. حيث جمع المبلغ خلال 12 يوم من البث المتواصل على يوتيوب وذلك من خلال حـ.ـبس نفسه في غرفة زجاجية في وسط مدينة دبي أمام برج خليفة. بهدف تقديم الدعم للاجـ.ـئين والمحتاجين في العالم العربي وأفريقيا، بالتعاون مفوضية شؤون اللاجئين

قام فريق ملهم التطوعي ، السوري، بإطلاق حملة تبرعات لأجل مساعدة النازحين السوريين في مخيمات بشمال غرب سوريا، وذلك عبر بث مباشر من الصفحة الرسمية للفريق في موقع فيسبوك، حملة للتبرع لدعم السوريين في مواجهة برد الشتاء، بغاية نقلهم إلى شقق سكنية عوضا عن إقامتهم داخل الخيام المهترئة وما ترتب عليه من مآس

واستطاع الفريق حتى الآن جمع مبلغ 3,254,747 دولار أميركي، التي تحمل عنوان «حتى آخر خيمة»، وذلك عبر إجراء بث مستمر على فترات متقطعة إلى حين نقل كامل النازحين من داخل المخيمات إلى بيوت إسمنتية، حسب القائمين على الفريق

انتقادات واسعة

وحول خملة “أبو فلة”، أثارت موجة جدل وانتقادات لحملته، بعدما أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين عبر موقعها الرسمي، بأن نصف هذا المبلغ سيخصص لدعم جهود المفوضية للوصول إلى العائلات اللاجئة والنازحة ومساعدتهم خلال الأشهر القادمة، وهذا ما أثار ردود فعل قوية وموجة غضب لدى العديد من النشطاء والفاعلين في الشأن العام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، واتهم البعض المفوضية بالسرقة.

إلى أن قامت المفوضية بتقديم توضيح لاحق وقالت: أن كامل التبرعات التي نجح أبو فلة في جمعها لصالح العائلات المحتاجة، سيتم رصدها للاجئين والنازحين والمحتاجين. نصفها من خلال برامج المساعدات لمفوضية اللاجئين والنصف الآخر من خلال شبكة بنوك الطعام الاقليمية.

لكن الكثيرين من العاملين في المجال المدني شككوا بأنها ليست سوى ضرب كلام في الريح، وبأن المفوضية قامت بتغيير أقوالها وذلك لعدم فقدام ثقة الناس بهم.

وفي خضم ذلك، وضح عاطف نعنوع، مدير “فريق ملهم التطوعي”، لوسائل الإعلام، أن لكل فريق أو منظمة إغاثية مصاريف إدارية مخصصة للعاملين المتفرغين في تلك المنظمات، وأن فريقه هو الفريق الذي يقتطع أدنى قيمة من التبرعات ويخصصها للمصاريف الإدارية إذا ما قورن بفرق ومنظمات أخرى عاملة في سوريا.

فضلا عن شريحة كبيرة من المعلقين والمساهمين باركت نشاط الفريق وحملته، وأضافوا في دفاع عن القائمين على الحملات، بأن العمل الخيري ليس مجاني، والمتطوع في أي منظمة أيضا لازم يعيش، إلا أن أخرين أبدو الكثير من علامات الاستفهام حول هذه الحملة وسابقاتها من الحملات الإغاثية.

لماذا يذهب نصف المبالغ المتبرع بها إلى المنظمات المسؤولة؟

بعد حملة انتقادات واسعة وجه لحملات التبرعات، بأن نصفها تذهب للمنظمة المستلمة للمبلغ، قام العديد من ناشطي المجتمع المدني والعاملين في منظمات مدنية دولية ومحلية، بتقديم الشرح حول هذا الأمر، حيث تقوم المساعدات على مبدأ وجود المنظمات غير الربحية.

وفقا لتقرير نشر عن مركز “فاينشتاين” الدولي هناك تقديرات بأن المقدار الفعلي الذي يصل إلى المحتاجين على الأرض من كامل مبالغ المنح تقدر بحوالي 50 إلى ٥٤ بالمئة وسيطا و بأفضل الأحوال يصل إلى ٦5 بالمئة.

ويتم صرف باقي المبالغ على ما يسمى “قنوات التوصيل” من المصدر (المانح) إلى المستدف (اللاجئ/النازح)، حيث بعد إجراء دورات متتالية و قنوات التوصيل يصل تقريبا نصف المبلغ الفعلي للمحتاجين الفعليين، تماما كما ذكرت الأمم المتحدة بتصريحها الأولي.

وأضاف الناشطين المدنيين، بأن هذا السيناريو تفاؤلي جدا مقارنة بحالات أخرى، ففي مناطق مثل “هاييتي” بعد الهزة الأرضية التي حصلت لها في سنة 2010، لم يصل للمحتاجين الفعليين سوى 1-2 بالمئة من المبالغ الأصلية، حسب تقرير لمركز التنمية العالمية.

وحول توضيح الناشطين هذا اللغط والجدل، أضافوا “أن غالب أنشطة المنظمات المدنية (NGOs) تكون دون توليد اي اقتصادات مستدامة، عللا العكس بل وتخلق مجتمعات معتمدة تنتظر المساعدات بشكل دوري دون خلق فرص عمل قادرة عل جعل الناس مستقلين عن المساعدات.

قد يكون هناك محاولات من بعض الجهات المدنية، إلى خلق فرص عمل حقيقة و تشكيل اقتصاد منتج غير ريعي في المجتمعات المحلية، ولكن هذه المحاولات تشكل الاستثناء. ففي الجوهر تتعارض مصلحة المجتمع المدني مع المصلحة الحقيقية للمحتاجين، أي على قدرتهم على الاستقلال والتخلص من الحالة الاعتمادية، لأنه ببساطة “عدم وجود محتاجين تعني عدم الحاجة لوجود (NGOs)”.

اقرأ ايضا : الشـ.ـرطة طلبت المساعدة لتوقـ.ـيف اللـ.ـص الوسيم فجاءتها ردود النساء الطريفة! (صورة)

مدى فعالية هذه الحملات؟

مؤتمر بروكسل حول دعم سوريا والمنطقة كل سنة يتم جمع حوالي 7-6 مليارات دولار سنوريا من قبل المانحون الدوليون بتقديم لتقديم المساعدات للشعب واللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا.

هذا غير الدعم الذي يأتي من المنظمات والجهات الأخرى حول العالم للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، وبالتالي تدخل مبالغ ضخمة وهائلة لمساعدة المتضررين من الحرب في سوريا، لكننا مع ذلك لا نجد تغييرات كبيرة أو جذرية على الأرض.

لذلك، فإن هذه التبرعات التي يتم جمعها في حملات فردية، مثل اليوتيوبر “أبو فلة” و “فريق ملهم التطوعي”، صغيرة جدا مقارنة بالتبرعات الدولية. صحيح أن لهم فائدة وأثر على النازحين داخل المخيمات من الشعب السوري، الذي بات يتمسك بقشة في سبيل مواصلة الحياة، لكن لن يكون بدلا أو حلا جذريا لمعاناتهم.

فالعديد من المناطق في سوريا تم تدمير البنى التحتية فيها، ولكن ربما إذا استمر عمل المنظمات المدنية لسنوات طويلة وتم تقليل قنوات التوصيل ودورات المنح المتتالية ودعم أنماط اقتصادية منتجة من مشاريع صغيرة إلى إنشاء بنى تحتية قادرة على تشغيل نفسها عند توقف الدعم، نستطيع أن نكون أمام أثر كبير وملموس.

Advertisements