شكلّت أغنية “غمض عينيك”، للفنان السوري “مجد القاسم” مع زميلته الفنانة المصرية “مي كساب”، الانطلاقة الحقيقية لابن مدينة “السويداء” السورية، لتتوالى بعدها أغانيه التي حققت انتشارا جيداً، مثل “اسمع بقا” وسواها.
ولد “مجد القاسم”، في قرية “الثعلة” بمحافظة “السويداء”، عام 1974، وهو شقيق الإعلامي السوري المعارض في قناة الجزيرة القطرية، “فيصل القاسم”، بدأ مشواره الفني الفعلي بأغنية “غمض عينيك” عام 2010، وحظي بشهرة كبيرة في “مصر” حيث يقيم اليوم.
كانت الحفلات والمهرجانات المدرسية في محافظة “السويداء”، السبيل الوحيد لـ”مجد القاسم”، ليعبر عن موهبته في الغناء والتلحين حين كان مايزال طالباً، ليشارك بعدها في برنامج نادي الهواة عبر إذاعة “دمشق”، حين كان في المرحلة الثانوية، والذي شكل نقطة مهمة في حياته بعد نجاحه الكبير في البرنامج.
بعد النجاح الذي حققه بالبرنامج، شجعه شقيقه “فيصل” للسفر إلى “مصر”، واستكمال دراسته الموسيقية، وفي عام 1990 وصل “مجد القاسم” إلى “القاهرة” مع حقيبة سفر ومبلغ 100 دولار، بالإضافة إلى الكثير من الآمال والطموحات، فمصر في ذلك الوقت كانت تعتبر البيئة الخصبة لكل الفنانين.
وبحسب تصريحات سابقة لـ”مجد القاسم” فإنه صادف العديد من العراقيل بمجرد وصوله، أولها ضياع حقيبته وكل ما يملكه في المطار، وثانيها اكتشاف أن الـ100 دولار التي كان يحملها مزورة، ما اضطره للخضوع للتحقيقات طيلة يوم كامل، قبل أن تثبت براءته، ليواجه صعوبة جديدة تتمثل بأنه في بلد غريب ومفلس تماما.
لاحقا اكتشف “مجد القاسم”، أن المناخ الغنائي بدأ يتغير في “مصر” بداية التسعينيات من القرن الماضي، وبات من الصعب جدا على أي موهبة جديدة أن تظهر، إلا أنه تابع في حلمه حتى تمكن من تحقيق بعض طموحاته.
بخلاف شقيقه “فيصل القاسم” الذي عرف بمعارضته الشديدة للحكومة السورية، فإن “مجد” وخلال تصريحات له عام 2013، رفض التدخل الأميركي في “سوريا”، واعتبر أن «المستفيد الأول من هذا التدخل في شؤون سوريا هو واشنطن وتل أبيب، بهدف إغراق المنطقة العربية بكاملها»، وعبر عن استيائه من بعض السوريين الذين هللوا للتدخل العسكري الأميركي، وذلك وفق ما نقلت عنه صحيفة الرأي القطرية.
تعرض “مجد” لبعض الضغوطات في “مصر” بسبب مواقف وتصريحات شقيقه “فيصل القاسم” المناوئة للسلطات في مصر، وقال في تصريحات لصحيفة اليوم السابع عام 2010 إن هجوم شقيقه على بعض الدول العربية، تسبب بمنعه من دخول هذه الدول، وأضاف أنه تم منعه من الظهور في وسائل الإعلام المصرية لخمس سنوات، وتم ترحيله من “مصر” عام 2000 بسبب صلة القرابة التي تجمعه مع “فيصل القاسم”.
وتابع: «في مرة كنت في الطيارة ورايح لدولة عربية، المتعهد كلمني وقالي انزل وارجع مش هيستقبلوك، ولما سألته قالي بسبب أخوك».
“مجد القاسم”، الذي أعلن وفاة والده أمس الأربعاء، قال في تصريحات لموقع فيتو المصري، إن صلاة الجنازة على والده ستقام في “سوريا”، ومن المحتمل أن يسافر لحضورها.