تخطى إلى المحتوى

مبدأ باريتو طبق مبدأ 20-80 واحصل على تغييرات إيجابية في حياتك

22

موقع مرايا يقدم لكم مقال حول الباريتو وماهو هذا المبدأ العالمي الواسع السيط والانتشار حيث بإمكانك من خلال متابعة هذا المقال المفيد والاجتماعي الرائع أن تتعرف على مبدأ باريتو وكافة خطواته وأفكاره نتمنى لكم إفادة ممتعة من فريق التحرير.

ما هو مبدأ باريتو؟

ينصُّ مبدأ باريتو على أنَّ أغلب الحالات يكون فيها 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب فقط. لهذا يطلق البعض اسم مبدأ 20-80 على مبدأ باريتو.

سُمِّي مبدأ باريتو بهذا الاسم نسبةً إلى الاقتصادي الإيطالي البارع فيلفريدو باريتو الذي لاحظ في عام 1906 أنَّ توزيع الثرة في بلده إيطاليا غير متكافئ، حيثُ اكتشف أنَّ 80% من الثروات مملوكة لــ 20% من السكان.

إنَّ مبدأ باريتو لهُ تأثير كبير على إدارة المشاريع والإنتاجية وتنظيم العمل. فبعد أن نشر باريتو ورقة ملاحظاته حول التوزيع غير المتكافئ للثروة في إيطاليا، لاحظ العديد من الأشخاص الذين يعملون في مجالاتٍ مختلفةٍ (مثل العلوم وإدارة الأعمال) ظواهر مماثلة في مجالات خبرتهم. تمَّ فيما بعد إجراء العديد من التجارب والدراسات على مبدأ باريتو، وتوصلَّتْ جميعها للنتيجة ذاتها والتي تقول، أنَّ قيمة المهام وأهميتها ليست متساوية بل هناك 80% من المهام غير مفيدة وفقط 20% مفيدة، وهي من تؤثر على معظم نتائج العمل.

وكان من بين النتائج  أن 20% من البذور أعطت 80% من المحصول بأكمله في الحديقة، وبالتالي يمكننا تطبيق هذا النمط على معظم الظروف والأحوال.

وبالطبع إنَّك تتساءل الآن، ما علاقة المحاصيل في وقتنا وقدرتنا على النجاح؟

كيف نطبق مبدأ باريتو مبدأ 20-80؟

يتطلب تطبيق مبدأ باريتو قدراً معيناً من الشجاعة والثقة للانخراط فيه. لكن المكافآت التي ستلمسها في النهاية تستحق ذلك.

وإليك هذا الدليل الذي يشرح كيف نطبق مبدأ باريتو خطوة بخطوة:

  • كيف نقوم بتحليل 20-80.
  • كيفية القضاء على الـ80% الأقل أهمية.
  • ماذا نفعل مع وقت الفراغ الإضافي.

كيف نقوم بتحليل 20-80؟

1)إعداد قائمة المهام:

إن اكتشاف العمل الأكثر قيمةً ليس بالأمر السهل دائماً. إذا لم تكن قد أجريت تحليل 20-80 مِن قَبل، فإنَّ أول شيء يمكنك القيام به هو اتِّباع حدسك فيما يخص قائمة المهام أو الأهداف التي تريد تنفيذها، ومع التكرار ستصبح خبيراً في إعداد قائمة مهام حقيقية، ولن تحتاج لحدسك كثيراً.

إذاً الخطوة الأولى هي أبدأ بإعداد قائمة. سنحتاجها لاحقاً لنقرر كيفية التعامل معها. قد تساعدم بعض الأدوات في إعداد قائمة المهام (مصفوفة آيزنهاور مثلاً).

وعند إعداد قائمة المهام مطلوبٌ منك الالتزام بأمرين، هما:

  1. تحلى بالشفافية بشأن الوقت الذي تقضيه

لتحقيق قفزة حقيقية إلى الأمام، تحتاج إلى الكثير من الشفافية والصراحة مع ذاتك. ففي طبيعة الحال إنَّ عقولنا تخدعنا كثيراً فتجعلنا ننحازُ لما نُحبُّ ونبتعد عمَّا نكره إذا اتَّبعنا حدسنا فقط، ولهذا السبب نحتاج إلى موازنة الحدس مع بعض البحث والتحليل الدقيق.

فيما بعد، تتَّبع التزامك بالوقت خلال فترة 2-3 أسابيع. هناك الكثير من الأدوات التي تساعدك على تنظيم الوقت وتتبعه مثل (تقنية بومودورو). يجبُ متابعة كل شيء بدقةٍ وتفصيلٍ. سيكلِّفُكَ تتبع هذا المستوى من التفصيل بعض الوقت. ولكن فكِّر بهِ على أنَّهُ استثمار في مستقبلك.

تذكَّر كلُّ شيءٍ يبدأُ بالشفافية. عليك أن تكون صريحاً مع نفسك.

  1. ضع كلَّ المهام في القائمة

تأكَّد أنَّ كل مهامك التي تريد تنفيذها موضوعة في قائمة المهام. قد تعتقد أنَّ بعض المهام الصغيرة ليست ضرورية أو لا تأخذ وقتاً لإنجازها، هذا صحيح ولكن يجب وضعها في القائمة لكي تتابعها جميعها في الخطوة (1).

2) تقسيم قائمة المهام لقسمين:

الخطوة التالية في تحليل 20-80 هي الأكثر تعقيداً بالنسبة للكثير من الأشخاص. حدِّدْ الـ 20% من الأهداف الأكثر أهمية. مثلاً لو كان لديك 10 أهداف فيجب تحديد أهم هدفين منهم، أو لو كان لديك 20 هدف فيجب تحديد 4 أهداف، وبهذا تكون قد قسَّمتَ المهام أو الأهداف إلى 20% مهمة و80% أقل أهمية. يتمُّ تحديد الأهمية بناءً على عدةِ عوامل خاصة بكَ مثل الوقت أو الجهد أو المال أو …الخ.

كيف نتخلص من الـ80% الأقل أهمية؟

بعد إجراء العديد من التجارب والدراسات تبيَّنَ أنَّ هناك خمس استراتيجيات أو طرق رئيسية لاتِّباع قانون باريتو والقضاء على المهام ذو القيمة الأقل، وهذه الاستراتيجيات هي:

فقط لا تفعل!

يمكنك ببساطة أن تتجاهل المهام التي لا تنتج لك قيمة أو التي تنتج لك القليل من القيمة. ومع مرور الوقت تتوقف عن القيام بها.

بسِّط المهام:

أحياناً يكون سبب الالتزام بوقتٍ إضافيٍ هو درجة التعقيد. قد تكون المهمة التي بين يديك مُعقّدة أو الطريقة التي تنجز بها مهامك معقدة. المطلوب منك أن تسأل نفسك ما إذا كانت هناك طريقة أسهل لتحقيق أهدافك.

تذكر القاعدة التالية: اعمل بذكاء وليس بجهد؛ إنَّ الإنتاجية لا تتعلَّق بالعمل نفسه بل تتعلَّق بما ينتج عن العمل. إذاً اطرح على نفسك أسئلة مثل هل هناك أداة من الممكن أن تساعد أو تُسهِّلُ إنجاز المهام؟ هل يمكنني إزالة بعض الخطوات غير الضرورية؟ …الخ.

أجرِ أتمتة للمهام

إذا كان لديك مهمة روتينية تقوم بها في كثيرٍ من الأحيان، فابحثْ عن طرق لأتمَتتِها. من الأفضل أتمتة مهمة ولو أخذت وقتاً طويلاً (يوم أو عدة أيام) لأنَّ هذا سيوفِّرُ عليك الكثير من الوقت في المستقبل.

بالتأكيد إنَّ الأشخاص البارعون في مجال التكنولوجيا لهم الميزة هنا. ومع ذلك، حتَّى إذا كنت لا تعرف كثيراً في التكنولوجيا والأمور البرمجية، فهناك إمكانية لاستخدام بعض البيئات التي لا تحتوي تعليمات برمجية وذلك لأتمتة المهام البسيطة.

أمَّا للمهام المعقدة فيمكنك أن تطلب من المبرمجين الخبراء أن يصنعوا لك تطبيقاً أو ما شابه ذلك. حتَّى لو كانت تكلفته مرتفعة قليلاً إلَّا أن القيمة المضافة والوقت الذي ستوفره يستحقان ذلك المال.

فوِّض المهام للآخرين

تذكَّر دوماً أنَّه ليس عليك أن تفعل كلَّ شيءٍ بنفسك. عوضاً عن فعل كل الأمور يمكنك أن تفوِّض بعض المهام إلى الآخرين لكي يقوموا بها، وهنا تستطيع التركيز أكثير على الجوانب التي تراها أكثر أهمية. استخدم التفويض كلما استطعت.

طبِّق مبدأ 20-80 على كل مهمة أيضاً

لا ينطبق تحليل 20-80 على عملك ككل فحسب، بل ينطبق أيضاً على كل مهمةٍ في حد ذاتها. فإذا كان بإمكانك وفق مبدأ باريتو تقليل العمل بمقدار 80%  لجميع مهامك، فبإمكانك أيضاً تقليل عبء العمل بمقدار الثلثين لكلِّ مهمة على حِدا (80% من80% يساوي 64% أي الثلثين)، وهذا سيوفِّر الكثير من الوقت والجهد عليك.

الآن… أؤكِّد لكَ أنَّك إذا كنت دقيقاً في تطبيق مبدأ باريتو فسيكون لديك الكثير من وقت الفراغ قد يصل لثلاثِ ساعاتٍ يومياً، وهنا ستتساءل ماذا يمكن أن أفعل في وقت الفراغ لكي أضاعف من إنتاجي وقيمتي.. الجواب في السطور التالية..

ماذا أفعل في وقت فراغي؟

إليك بعض الطرق التي تزيد إنتاجيتك وفعاليتك في وقت فراغك:

ضاعف جهدك على الأشياء القيِّمة

أسهل الطرق هي مضاعفة الجهد اليومي والقيام بمزيد من المهام التي تحسِّن من إنتاجيتك. هذا سيعطيك دفعةً معنويةً نظراً لحجم وعدد المهام التي قد تنجزها.

عليك أن تدرك أن هذه الطريقة قد يكون لها نتائج مستقبلية سيئة كاستهلاكك بشكلٍ كاملٍ، لذلك بين الفينة والأخرى خذ استراحة في وقت الفراغ.

حسِّن من أدائك للأشياء المهمة

يجب أيضاً استخدام بعض وقت الفراغ المُتاح حديثاً لتحسين جودة أداء المهام الأكثر أهمية. يمكنك مثلاً حضور ندوة تدريبية أو كورس ما لتقوية مهاراتك، وهذا سينعكس على جودة أدائك للمهام.

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون لمهمةٍ واحدةٍ تأثيرٌ كبيرٌ على نجاحك الإجمالي. عليك أن تتأكد من أنَّك تعمل بشكل أفضل.

استخدم وقت الفراغ لاكتشاف أفكار وفرص جديدة

أخيراً، الطريقة الأكثر شيوعاً هي استغلال بعض وقت الفراغ لاستكشاف أفكار وفرص جديدة في العمل. مثلاً يمكنك أن تبدأ بنفسك بإنجاز مشروعٍ ما كنت قد فكرتَ به أو يمكنك البدء بشركتك الناشئة. يمكن أيضاً تعلُّم مهارة جديدة أو قراءة كتاب أو استثمار ساعة أسبوعياً تقوم فيها بالتأمُّل الذاتي.

أمثلة على مبدأ باريتو

لمبدأ باريتو 20-80 تطبيقات واسعة في كافة المجالات، وفيما يلي بعض الأمثلة لهذه التطبيقات:

  • في المبيعات: 80% من أرباحك تأتي من 20% من الزبائن.
  • في الإدارة: 20% من الموظفين يقومون بـ 80% من العمل في الشركة.
  • في الإدارة: 80% من الشكاوى تأتي من 20٪ من العملاء.
  • في تنظيم الوقت: 80% من وقتك يُصرَفُ على 20% من المهام أو الأهداف.
  • في الامتحان: 20% فقط من المادة على شكل أسئلة (مُهمّة) و80% غير مُهمّة.
  • في الاتصال: 80% من وقت اتصالك تقضيه في التكلم مع 20% من الموجودين في دفتر هاتفك.
  • في العمل الحر: 80% من أرباحك تأتي من 20% من مشاريعك.
  • في الملابس: ترتدي في 80% من الوقت 20% من ماهو موجود في خزانة ملابسك.
  • في الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، تبيَّن أن 20% من المرضى يستخدمون 80% من موارد الرعاية الصحية.

ستيف جوبز ومبدأ باريتو 20-80

يجب أن تكون على دراية بالقصة الشهيرة حيث شقَّ ستيف جوبز طريقه مرةً أخرى إلى شركة “آبل Apple” بعد أن طرده أعضاء مجلس إدارتها من الشركة. بعد العودة، لاحظ ستيف أنَّ الشركة تركِّزُ على الكثير من المنتجات، ولم يكن أي منها يُباع.

الآن، تخيَّل فقط لو أنَّ ستيف جوبز كان جشعاً وقرر أن يبيع كل منتجات شركة “آبل”، وكان ستيف في وقتها مفلساً حرفياً. لكنَّه اختار تطبيق قاعدة 20-80 وفعل شيئاً لم يُسمَع به على الإطلاق.

توقف على الفور عن إنتاج جميع المنتجات، وركَّز على 4 خطوط إنتاج رئيسيةٍ فقط. أُصيب موظفو “آبل” بالذهول والصدمة.

كان قرار ستيف جوبز هذا صحيحاً تماماً، حيث يمكننا أن نرى اليوم أن شركة آبل قد تفوقت على كل الشركات الإلكترونية الكبرى، بما في ذلك شركتي سوني وسامسونغ العالميتين. لقد أدرك ستيف جوبز نَّ التركيز مهمٌ للغاية، وبدلاً من تركيزه على كلِّ المنتجات، حدد 20% من المنتجات التي كانت تجلب 80% من أرباح الشركة. ووضَعَ 100% من جهوده عليها.

وبفضل مبدأ باريتو وقرار ستيف جوبز أصبحت شركة “آبل” بالشكل الذي نراها فيه اليوم.

أصبحت الآن تعرف مبدأ باريتو وتعرف كيفة تطبيقه بفعّاليةٍ كبيرةٍ أليس كذلك؟ حسناً إذا كنت ترغبُ في تعزيز إنتاجيتك حقاً، فابدأ عملك من الآن. لاحقاً، يمكنك إخبارنا بالنتيجة في صندوق التعليقات في الأسفل. وشكراً جزيلاً لقراءتك.

Advertisements