تخطى إلى المحتوى

“ليتني كنت نسياً منسياً” .. مهـ.ـاجر سوري يروي قصة رحلته الصعبة بين تركيا واليونان في طريقه إلى “أرض الأحلام”

"ليتني كنت نسياً منسياً" .. مهـ.ـاجر سوري يروي قصة رحلته الصعبة بين تركيا واليونان في طريقه إلى "أرض الأحلام"

لم تكن رحلة أحمد الفاشلة نحو أوروبا، فيلماً سينمائياً أو جانباً من نسج القصص الخيالية، بل قصة حقيقية جرت مع الشاب العشريني روتها مجموعة الإنقاذ الموحد C.R.G

ومن دوامة الحرب خرج أحمد من سوريا، مقرراً المخاطرة وبدأ رحلة العذاب إلى “أرض الأحلام” بداية شهر حزيران/يونيو الماضي، وبعد 7 محاولات فاشلة لعبور النهر الحدودي بين تركيا واليونان استطاع المشي داخل الأراضي اليونانية مدة 16 يوماً

لم يكن عبور الشاب للنهر نهاية البؤس الذي عانى منه بداية رحلته، لاسيما بعد انقطاع الطعام عنه مدة 5 أيام قبل وصوله جبال “كوموتيني ” شمال شرقي اليونان

الاستسلام للجوع

ونقلت مجموعة C.R.G تفاصيل تلك الرحلة الفاشلة، التي جعلت أحمد يفكر بالانتحار، بعد لجوئه لإحدى القرى اليونانية وإبلاغ أهلها للسلطات عنه لاعتقاله واستسلامه للأمر الواقع بسبب وضعه الصحي الصعب

وتنشط مجموعة الإنقاذ الموحد Consolidated Rescue Group في مجال إغاثة المهاجرين والاستجابة لنداءاتهم وقد تأسست بالسويد سنة 2015، وتعرف اختصاراً باسم “C.R.G”

“أمسك عناصر الشرطة اليونانية بي ودموعي تسيل على خدي من شدة التعب والحزن، بعدما بقيت أياماً طويلة وحيداً في الغابات” أضاف أحمد خلال سرد قصته التي نقلتها المجموعة

نقلت الشرطة اليونانية المهاجر السوري إلى سجن بداخله قسم مخصص للمهاجرين غير الشرعيين، وأكد أحمد أن السلطات هناك لم تحسن معاملته بل رموه مثل “الكلب” حسب وصفه

كان رد السلطات اليونانية على أحمد حين طلب ما يسد به رمقه: “أنت من سوريا لم أتيت إلى هنا؟ عد إلى بلدك” ورغم إخبارهم أن الحرب سبب هجرته إلا أنهم ردو عليه: “هذا ليس من شأننا”

سجن وتعذيب

حاول أحمد مواجهة عناصر الشرطة بالواقع وبأن طلبه الطعام وتقدمه بطلب لجوء أبسط حقوقه، إلا أنهم ضربوه حتى فقد الوعي واستيقظ ليجد نفسه في زنزانة

أخرجت السلطات اليونانية أحمد ليلاً إلى سجن آخر تمهيداً لنقله إلى النهر الحدودي مع تركيا ودفعه مع مجموعة من المهاجرين إلى هناك

قد يهمك: لدغة سامة بغابات اليونان تحوّل هجرة سوري إلى مأساة (فيديو)

وضع أحمد مع قرابة 70 شخصاً داخل شاحنة، وجميعهم مجردون من الملابس وبعد 4 ساعات من المعاناة بسبب ضيق المكان وصعوبة التنفس أنزل المهاجرون إلى النهر الحدودي ووضعوا ضمن قوارب تم دفعها إلى تركيا

اعتقلت الشرطة التركية المهاجرين غير الشرعيين، لكن أحمد استطاع الفرار نحو قرية تركية حدودية وهناك وجد مجموعة من المهاجرين قاموا بتقديم الطعام والشراب والمساعدة له

تمكن أحمد من العودة سالماً لكنه لم ينسى تفاصيل رحلة العذاب التي واجهها، ودعت مجموعة الإنقاذ الموحد التي نقلت قصته، إلى إيجاد حل للمآسي المتكررة بحق المهاجرين وطالبي اللجوء حول العالم

Advertisements