تخطى إلى المحتوى

سوريون ينعون صاحب أشهر قصيدة في الثورة وقائل الكلمات الخالدة في الرحيل عن الديار والوطن (فيديو)

سوريون ينعون صاحب أشهر قصيدة في الثورة وقائل الكلمات الخالدة في الرحيل عن الديار والوطن (فيديو)

سوريون ينعون صاحب أشهر قصيدة في الثورة

لم يبكِ أحد على الأطلال مثل بكائه، ولا حتى أول من بكى عليها من فحول الشعراء، وربما لم يُبكِ أحد بشعره أحدا، مثل أبكى “نادر شاليش” ملايين السوريين، وهو يحاول أن يخفي حشرجات اللوعة، بينما يلقي أبيات قصيدته.

واليوم وبعد الأنباء التي أكدت رحيل “نادر شاليش”، لم تعد القصيدة هي وحدها من تُبكينا، بل آن الأوان أيضا لنبكي صاحبها الذي مات في منفاه مهجرا قسرا من بلده وبلدته وداره.

نعزي أنفسنا وكل سوري فقد أهله وأحبابه وداره وأبعد عنهم.. نعزي هؤلاء جميعا بوفاة “نادر شاليش”

الذي لامس شغاف أحاسيس سكان الخيام وأصحاب المنافي والغربات، فلم يترك لمن بعده ما يقول كثيرا…

اقرأ ايضا : وكالة تركية تكشف عن الرجل المسيحي الأخير في مدينة إدلب بعد سيطـ.ـرة المعـ.ـارضة السورية عليها

قصيدة “نادر شاليش”

أرسلتُ روحي إلى داري تَطوفُ بها لمّا خُطانا اليها ما لها سبلُ

أن تسألَ الدارَ إنْ كانت تَذَكَرُنا أم أنها نسيت إذْ أهلُها رحلوا

أن تسألَ السقفَ هل ما زال منتصباً فوقَ الجِدارِ شموخاً رُغمَ ما فعلوا

أم أنها ركَعَتْ للأرضِ ساجدةً تشكو إلى اللهِ في حزنٍ و تبتهلُ

أن تسألَ النخلَ هل أكمامُه نضَجَتْ أن تسألَ التينَ و الزيتونَ متصلُ

أما القطوفُ من الأعنابِ دانيةٌ مثلَ اللآلئِ كالحوراءِ تكتحلُ

أم شجرةُ التوتِ و الاغصانُ فارعةٌ ناءَت بحَمْلٍ وقد طابت بِها الأُكلُ

هيهاتَ يا دارَ أن تصفُو الحياةُ بنا و يرجِعُ الجمْعُ بعدَ النأي يكتملُ

لكن روحي ستبقى فيكِ ساكنةً ما لي بأطمةَ لا شاةٌ و لا جملُ

إنْ متُّ يا دارُ أو طالَ الفراقُ بنا فالصبرَ يا دارُ لا يَضعُف لنا أملُ

لا بدَّ لليلِ من صبحٍ يُبَدِدُهُ و يسْطَعُ النورُ و الظلماءُ ترتحلُ

و يرجِعُ الحقُّ فوقَ الكونِ عاليةً راياتُهُ البيضُ لا كُفرٌ و لا دَجلُ

علائِمُ الصبحِ قّدْ لاحتْ مُبشرَةً لم يبق في السّــــــاحِ لا عُزّى و لا هُبلُ

فأولُ النّصرِ للأوثانِ نكسِرُها فعلُ الخليلِ وفعلُ المصطفى مثلُ

أو في حماةَ يدوسُ النُصبَ نَعْلُهُمُ ويصعدُ الجحْشُ عن تمثالِهم بدلُ

يـــــــــاللتفـــــــاهةِ ظنّوا أننا بُهُمٌ ما للصدارةِ في أوساطنا رجُلُ

أثقلتَ بشارْ مِنْ دَينٍ سيدفَعُه أبناءُ جِلدِكَ ممن ضمّهُ الجبلُ

ما أفلح الرأيَّ مَنْ أرداك تَهلُكةً كلَّ الغباءِ تبِعتَ الرأيَّ يا جُعَلُ

زانوا لكَ البحرَ حتى خِلْتَ أنّهُمُ إخوانُ نُصحٍ فكانَ حَليفُكَ الفشلُ

قَدْ صِرتَ إمّعةً في دُبْرِ خامنئي في أيّ دربٍ إذا ما سِرتَ لا تَصِلُ

لن تَسكُتَ الحربُ لو ستينَ مُحوِلةٍ حتى يُطَهَرُ وَجْهَ السَّهلِ والتـِلَــــل ُ

أغرى بكَ الفرسُ أن تغدوا لنا ملِكاً يَخْلِفْ جِبِلَّةَ ما أعيتهمُ الحيَلُ

لكن غباءَك أن صدقتَ مكرَهُمُ كالطفلِ فارجعْ ففي أوهامِكَ الأجلُ

Advertisements