تخطى إلى المحتوى

تطورات التواجد العسكري الأمريكي في ليبيا

تطورات التواجد العسكري الأمريكي في ليبيا

بينما يغرق الفرقاء الليبيون في صراعهم حول السلطة منذ قيام ثورة 17 فبراير وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، في تشرين الأول أكتوبر من العام 2011، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على الانغراس العسكري والاستخباراتي الهادئ في تربتها،

ورغم أن المعطيات متناقضة بين من يؤكد ومن ينفي ذلك، إلا أن تحليل أبعاد الوجود الأمريكي في المنطقة يفيد بأن ذلك ممكن.

فقد كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، قبل سنوات أن عناصر من قوات الكوماندوس الأمريكية تتواجد في جنوب ليبيا،

وتدخلت بالفعل ضد الجماعات الجهادية، ونقلت “لوفيغارو” عن مصدر عسكري فرنسي قوله

“إنه منذ نهاية العام 2013 تتواجد عناصر من وحدات “دلتا” متنكرة فى زي البدو الرُحل،

معززة بطائرات بدون طيار وغيرها من وسائل الاستطلاع الجوية.

وكانت القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) قد أعلنت سحب القوات الأميركية من ليبيا،

وذلك بعد ثلاثة أيام من بدء هجوم قوات المشير خليفة حفتر على طرابلس في العام 2019.

وقالت أفريكوم آنذاك إنها أقدمت على هذه الخطوة بسبب اضطراب الوضع الأمني.

اقرأ ايضا : رجل النظام الغامض وصاحب الكلمة الأولى.. أهم 7 محطات في حياة ماهر الأسد الذي تغير عام 2012

ودعت حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج الولايات المتحدة الأمريكية،

إقامة قاعدة عسكرية لها في طرابلس، بزعم مواجهة النفوذ الروسي.

إلا أنه لم ترد أنباء حينها عن موافقة الأمريكان وإقامة القاعدة بالفعل.

لكن، وفي ظل التطورات الجديدة بهذا الشأن، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي صوراً

أشارت إلى أن وحدات عسكرية أمريكية متمركزة في قاعدة تمنهنت العسكرية الخاضعة للجيش الوطني الليبي بالقرب من مدينة سبها.

وتُظهر الصور التي تم نشرها على أن الجيش الأمريكي قد بدأ بالفعل أعمال البناء لتشييد منشآت إضافية.

بالإضافة إلى ذلك، شوهدت طائرات القوات المسلحة الأمريكية في مطار القاعدة.

وقد إنهال رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هذه المنشورات بالتعليقات المعادية للولايات المتحدة الأمريكية وممارساتها الدنيئة في بلدان العالم العربي والاسلامي،

وشجبوا هذا الحدث المدوي ونددوا بكل من يقف وراء الأمريكان ويتبعهم في مخططاتهم الاستعمارية.

وتساءلوا عن سبب التحرك الأمريكي الجديد، وخصوصاً في ظل التحضيرات في البلاد

لإجراء الانتخابات العامة المقررة في أواخر ديسمبر العام الجاري، بناءً على الإتفاق الذي تم توقيعه في ملتقى الحوار الوطني منذ عدة أشهر.

يُذكر أن الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا يُعتبر غير قانونياً منذ أن تم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020.

فقد تضمن هذا الاتفاق انسحاب جميع الوحدات العسكرية الأجنبية من ليبيا. ومع ذلك،

لم ينسحب المقاتلون الأجانب بشكل كامل من ليبيا أبدًا، وتوحي أحداث تمنهنت المذكورة أعلاه

بأن الجيش الأمريكي سيُضاف قريبًا إلى صفوف الوحدات العسكرية الأجنبية الموجودة في ليبيا بشكل صريح.

مما سيسبب مشكلة إضافية لليبيين الذين يطمحون بإجراء الانتخابات ودحض الخلافات

واستعادة استقلال البلاد واستقرارها وتأمين مستقبل مشرق لأبنائهم.

Advertisements