تخطى إلى المحتوى

بين الجشع وردات الفعل. .. أطفال سوريون في تركيا محرومون من آبائهم

12 ألف يتيم في الغوطة الشرقية قضى آباؤهم على يد النظام

تتوالى النداءات والشكاوى للحكومة التركية في كل يوم من قبل السوريين في الداخل السوري، هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل وفـ .ـتكت بأجسادهم الأمـ .ـراض وفقدوا مقومات العيش، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتتناقل وسائل الإعلام نداءات إنسانية لعائلة سورية جديدة تطلب من الحكومة التركية، النظر بعين الرحمة إلى (ابنهم أو والدهم أو أمهم) أو أي شخص آخر من عائلتهم.

وخلال الأشهر السابقة بالتحديد، عملت الحكومة التركية ووزارة داخليتها على وجه الخصوص (مشكورة) على تلبية نداءات الكثير من السوريين رغم جائحة كورونا وإغلاق المعابر والأبواب البرية والبحرية والجوية، وذلك عبر استثناءات منحتها وزارة الداخلية التركبة لمن وصل صوته إليها.

نداءات السوريين في الداخل السوري لم تكن الوحيدة الموجهة للحكومة التركية، فقد رصدت وسائل الإعلام (نداءات عكسية) وهنا لا نقصد بالنداءات العكسية تلك التي تدعو لترحيل الشخص من تركيا إلى بلاده، بل نداءات أطلقها الأطفال السوريين الذين يتلقون العلاج في تركيا، كانت مطالب هؤلاء الأطفال بسيطة جداً، إلا انها صعبة المنال في غالب الأحيان، وهي مطالبة الحكومة التركية بالسماح لذويهم بالدخول، بعد أن قامت فرق الإسعاف بنقلهم إلى المستشفى مباشرة (دون مرافق) أبداً.

مشكلة (عدم وجود مرافق) بدأت قبل 4 سنوات تقريباً، عندما رصدت الحكومة التركية قيام بعض المسؤولين عن القسم السوري من المعابر، بتحويل عملية إدخال المرضى إلى تركيا لـ (تجارة رابحة) عبر تبديل المرافق بشخص آخر، يتم إدخاله إلى تركيا (تهريب) بواسطة سيارة الإسعاف مقابل مبالغ طائلة تصل إلى 1500 دولار امريكي في بعض الأحيان، حيث كان (المرافق الغريب) ما إن يصل إلى المستشفى مع المريض ويتم نقل المريض إلى أحد الأجنحة، يترك المريض ويفر هارباً، فالدور الذي يبتغيه قد حصل عليه، وما هو في النهاية إلا عابر سبيل، التقى بذاك المريض (صدفة) في سيارة إسعاف جمعت بين الإنسانية وجشع المال.

ولم يكن لعملية التهريب عواقبها الكارثية فقط، بل ردة فعل الحكومة التركية على ذلك كانت (قاسية نوعاً ما)، قررت تركيا منذ حينها منع دخول أي مرافق إلى جانب المريض أياً كان عمره أو جنسه، وذلك من أجل إحباط عمليات التهـ .ـريب التي كانت تتم عبر سيارات الإسعاف، لقد نجحت بذلك بالفعل، ولكن الأطفال الذين يتلقون العلاج في المشفى كان لهم رأي آخر”.

لقد رصدت وسائل الإعلام السورية وحتى التركية الكثير من تلك المشاهد، أطفال يبكون ويناشدون من أجل إدخال ذويهم، بعضهم تدخل (وزير الداخلية) شخصياً وأشرف على عملية وصول ذويهم إليهم، وبعضهم اضطر أهله للرضوخ أمام رغبات (المهربين) المستغلين، وبعضهم ما زال يعاني الفقدان حتى اللحظة ويناشد من أجل ذويه، وقد رصدت تركيا بالعربي أحدث هذه الحالات اليوم بتسجيلات صوتية ومصورة تظهر الطفل (ياسر فارس) المصـ .ـاب بالسرطان والذي يعالج في تركيا، وهو يناشد من أجل إدخال والدته التي تعاني من نفس المـ .ـرض وتتلقى العلاج في سوريا ووالده الموجود إلى جانبها في سوريا أيضاً.

وأثبتت دراسات سابقة أن العلاج الجسدي يعتمد بشكل كبير على سلامة (الصحة النفسية)، وعليه فإن حرمان الأطفال من ذويهم سيؤدي إلى بطء شديد في علاجهم وربما فشله، لاسيما وأن غالبية هؤلاء الأطفال (مدمـ .ـرين نفسياً) بفعل الأهوال التي مروا بها من قصـ .ـف وتدمـ .ـير وقـ .ـتل وتشـ .ـريد قام به نظام بشار الأسد بحقهم وحق أبناء جلدتهم في تلك البقعة الصغيرة التي اسمها (إدلب).

وفي نهاية مقالي هذا.. أود أن ألفت إلى أنني لا أوجه النقد أو أنكر جهود من أحسن للسوريين ولو بكلمة، بل أسلط الضوء على معاناة لطالما هي موجودة منذ سنوات وحتى الآن، آملاً من الحكومة التركية إيجاد حل يساعد على بقاء هؤلاء الأطفال إلى جانب ذويهم حتى داخل الأراضي التركية وفي أي مكان آخر على وجه الكرة الأرضية.

Advertisements