عرف السوريين الممثل ناجي جبر ابن محافظة السويداء من خلال شخصية أبو عنتر القبضاي، الذي تحول مع تطور الشخصية من الرجل المشكلجي الذي يأخذ حقه بذراعه إلى المدافع عن حقوق الناس.
وبرغم أن جبر قدم شخصية القبضاي في أكثر من عمل فني بعيدًا عن شخصية أبو عنتر، ظلت الشخصية هي المسيطرة للحد الذي ظلم جبر الذي يتمتع بموهبة فنية عظيمة لم تستغل جيدًا.
ينتمي الفنان الراحل ناجي جبر إلى أسرة فنية عظيمة، فقد اتبع خطى شقيقه الأكبر محمود جبر وانضم إلى فرقته المسرحية، تزوج محمود جبر من الفنانة هيفاء واصف شقيقة الفنانة الكبيرة منى واصف، وأنجب الفنانتين ليلى ومرح جبر، وحفيدته الفنانة دانا جبر، ولمحمود وناجي شقيق ثالث هو الفنان هيثم جبر، بالإضافة إلى أن أحد أبناء ناجي امتهن التمثيل أيضًا.
بداية الفنان ناجي جبر
ولد الفنان ناجي جبر في مدينة شهبا في محافظة السويداء جنوب سوريا، في التاسع من فبراير عام 1940، لأسرة من منطقة جبل العرب، وبدأ حياته الفنية في نهاية ستينات القرن العشرين، وانضم لنقابة الفنانين السوريين في عام 1972.
تزوج ناجي جبر عام 1984 وأنجب أربعة أولاد هم: لجين وهيا وريبال ومضر الذي سلك أيضًا طريق التمثيل، وأطل بالعديد من الأعمال السورية أولها عام 2008 بالجزء الثاني من مسلسل “بيت جدي”.
في حين شارك والده ناجي في الجزء الأول، بشخصية أبو راشد بائع الحلوى، وكان المسلسل آخر أعمال ناجي قبل الوفاة.
بدأ ناجي جبر مسيرته الفنيّة من على خشبة المسرح العسكري، من ثم انضم الى فرقة شقيقه الفنان محمود جبر التي أسست عام 1968، وقدم فيها العديد من الأعمال منها: “صياد وصادوني”، “سراديب الضايعين”، “النهب”، و”طارت البركة”.
كما شارك جبر في مسرحيات لها أهمية بالغة في تاريخ المسرح السوري، منها “حفلة سمر من أجل 5 حزيران” و”رأس المملوك جابر” للكاتب الكبير سعد الله ونوس.
بدأ ناجي جبر في تقديم بعض الأدوار الصغيرة في المسلسلات، مثل دوره في مسلسل “حكايا الليل” للكاتب الكبير محمد الماغوط والمخرج غسان جبري عام 1968م.
ودوره في مسلسل “أولادي بلدي” للكاتب أكرم شريم والمخرج علاء الدين كوكش عام 1972.
ظهور شخصية أبو عنتر
شخصية أبو عنتر كانت الحد الفاصل في حياة ناجي جبر، حيث ينقسم مشواره الفني لقسمين: ما قبل ظهور شخصية أبو عنتر، وما بعد ظهور شخصية أبو عنتر.
ظهرت شخصية أبو عنتر لأول مرة في المسلسل الكوميدي “صح النوم” تأليف الفنان نهاد قلعي وإخراج خلدون المالح، وكان اسم شخصية أبو عنتر في البداية أبو حديد، شاب قوي البنية مفتول العضلات وخريج سجون، صديق لشخصية غوار الطوشة التي أداها الفنان دريد لحام.
تغير اسم الشخصية فيما بعد إلى أبو عنتر، وأضاف إليها جبر بعض التفاصيل، مثل كلمة “يا باطل” الموشومة على ذراعه، بالإضافة إلى ملابس الشخصية وبعض الكلمات الشعبية التي جرت على لسانها.
يشار إلى أن الفنان نهاد قلعي، عرض في البداية على ناجي جبر شخصية أخرى، كان من المفترض أن يؤديها الفنان زياد مولوي، ثم اعتذر عن ذلك كونه أداها سابقًا مرتين، جبر رفض الشخصية أيضًا، واختار شخصية أبو حديد التي أصبحت شخصية أبو عنتر الشهيرة.
نجحت شخصية أبو عنتر نجاحًا ساحقًا، وارتبطت بوجدان الجمهور العربي بشخصية غوار الطوشة، فقدم جزء ثاني من مسلسل “صح النوم”، وأتبعوه بتمثيلية من جزئيين حملت اسم “ملح وسكر”، عُرضت عام 1974م.
استغل دريد لحام نجاح شخصية أبو عنتر، ليحوله من سنيد للبطل، إلى مشاركة في البطولة من خلال مسلسل “وين الغلط” الذي كتبه محمد الماغوط وأخرجه خلدون المالح، عام 1979م. وفي عام 1983، شارك ناجي جبر بشخصية أبو عنتر في مسلسل “وادي المسك”، الذي كتبه محمد الماغوط وأخرجه خلدون المالح أيضًا.
قدم ناجي جبر شخصية أبو عنتر في مسلسل “مقالب غوار” ومسلسل “حمام الهنا”، كما قدمها في مسلسل منفصل حمل اسم الشخصية ذاتها “يوميات أبو عنتر”.
حاول ناجي جبر أن يهجر شخصية أبو عنتر بعد أن أصبح محصورًا بها، لكن المخرجين والمنتجين أعادوه أليها من حيث لا يدري، حيث شارك بالعديد من الأعمال وظهر فيها بشخصية القبضاي لكن تحت مسميات أخرى بعيدة عن أبو عنتر، فأطل جبر بشخصية القبضاي في “أيام شامية” و”الخوالي” لبسام الملا، ومع سيف الدين سبيعي في “أولاد القيمرية”.
أما مع المخرج علاء الدين كوكش في مسلسل “أهل الراية” فانتقل جبر بشخصية القبضاي إلى مرحلة الزهد والتصوف بشخصية نمر، فخرج كليًا من شخصية أبو عنتر، وأدى دورًا لا ينسى.
ناجي جبر في السينما
شارك الفنان السوري جبر في قرابة 30 فيلمًا سينمائيًا، أبرزها: غوار جيمس بوند، صح النوم، فاتنة الصحراء، هاوي مشاكل، صيد الرجال، قاهر الفضاء.
كما شارك ناجي جبر في بعض الأفلام المصرية، مثل: فيلم “شيطان الجزيرة” بطولة محمود عبد العزيز ويسرا، وفيلم “أموت مرتين وأحبك” بطولة عمر خورشيد.
وفاة ناجي جبر
صباح الاثنين الـ30 من مارس/آذار من العام 2009 رحل الممثل السوري ناجي جبر عن عالمنا عن عمر يناهز 69 عامًا في أحد مستشفيات العاصمة السورية دمشق بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة.