تخطى إلى المحتوى

ساعة الصفر

  • أخبار
238765872365 6spme22wi59jrsl21t6rrkhfhwrz8ayrzy9kwtnsr83 1

في المعـ. ـا رك المستمرة خلال الأشهر التسعة الماضية، أجبـ. ـر النظـ. ـا م السوري والطائرات المقـ. ـا تلة الروسية الفصـ. ـا ئل المعـ. ـا رضة على الخروج من المواقع الإستراتيجية على طول الطرق الرئيسية بهدف واضح يتمثل في تطويق المدن الكبرى في المنطقة والاستيـ. ـلاء عليها.

ومع ذلك وعلى الرغم من استثماراتهم الضخمة، والتكلفة البشرية فإن النظـ. ـا م ومؤيديه الروس لم يحققوا إلا تقدماً عسـ. ـكرياً محدوداً فقط.

لقد تسبب هجـ. ـوم النظـ. ـا م في خسائر بشرية فظيعة، وكانت القوة الجوية الروسية الواسعة النطاق -التي تعوض عن ضعف النظـ. ـا م على الأرض- مدمرة بشكل خاص.

ودمرت الغـ. ـا رات الجوية والمد فـ. ـعية المستشفيات والمخابز والمدارس والبنية التحتية الحيوية الأخرى عن قصد كوسيلة لإحباط السكان المدنيين في إدلب واقـ. ـتلاعهم وتقويض إدارتها المدنية.

وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فإن 1500 مدني على الأقل قُـ. ـتلوا في هذه الضـ. ـر بات منذ نهاية نيسان/ إبريل 2019 في حين تم تهجير مئات الآلاف وتدمير 53 منشأة طبية.

خلال تسعة أشهر من الهجـ. ـوم، لم يستحوذ النظـ. ـا م إلا على الحلقة الخارجية للمحافظة، أي حوالي 25% من جميع المناطق التي تسيطر عليها المعـ. ـا رضة.

يشير الإنجاز المحدود هذا إلى أن أي محـ. ـا ولة للاستيـ. ـلاء على باقي المحافظة ستتطلب تصعيداً عسـ. ـكرياً كبيراً، وهو بالتأكيد سيكون أكثر فتكاً.

بالنسبة للعديد من المقـ. ـا تلين الذين خسروا المعـ. ـا رك في أماكن أخرى في سوريا، فإن المصالحة أو التسوية مع النظـ. ـا م في إدلب وهي آخِر معاقلهم ليست خياراً.

على أي حال، يرى النظـ. ـا م أن المقـ. ـا تلين الذين اختاروا الذهاب إلى إدلب بسبب “صفقات المصالحة” غير موفقين في اختيارهم، مما يشير إلى أنه لن يقبل هذه الصفقة هذه المرة.

بالإضافة إلى مخاطر التسبب في مأساة إنسانية، يمكن أن يؤدي الوضع في إدلب إلى زيادة التوتر بين روسيا وتركيا بشكل خطير.

وقد أثار بالفعل مـ. ـو ا جهة بين قوات النظـ. ـا م والقوات التركية والتي يمكن أن تتصاعد أكثر.

بالنسبة لتركيا فإن المخاطر كبيرة، فلديها حوالي 12000 جندي منتشرون في 12 موقعاً في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها مباشرة.

ومن شأن الهجـ. ـوم الذي يعجل موجة اللاجئين أن يزعزع استقرار المناطق التي تسيطر عليها تركيا شمال حلب -أو ما هو أسوأ في عيون أنقرة- “الأراضي التركية” ، حيث يحـ. ـا رب الرئيس “رجب طيب أردوغان” الاستياء العامّ من تيار اللاجئين.

ولدى تركيا أيضًا مصلحة سياسية في الحفاظ على النفوذ في إدلب الخاضعة لسيطرة المعـ. ـا رضة.

لم تكن كلمات “أردوغان” مجرد ثرثرة فقد قُـ. ـتل العشرات من جنود الأسد على يد المد فـ. ـعية التركية التي استهدفت أكثر من خمسين موقعاً في محافظة إدلب.

وترى تركيا أن موسكو ربما بالغت في الهجـ. ـوم الأخير في إدلب.

يبدو أن تركيا تحاول إضعاف جيش النظـ. ـا م عن طريق إجباره على تقسيم قواته وبالتالي إبطاء تقدمه.

نتيجة لذلك، فإن خطر المـ. ـو ا جهة التركية (السورية) في ازدياد أو حتى المـ. ـو ا جهة التركية الروسية.

لمنع مثل هذا السيناريو، وإنقاذ أرواح المدنيين، يجب على جميع أصحاب المصلحة الموافقة على وقف فوري لإطـ. ـلا ق النـ. ـار قبل أن يتقدم النظـ. ـا م نحو مدينة إدلب.

إذ سيؤدي استمرار الهجـ. ـوم إلى دفع المزيد من السوريين نحو الحدود التركية أو ربما إلى أجزاء أخرى من شمال سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا وربما عبر الحدود مما يحتمل أن يزعزع استقرار هذه المواقع.

يمكن أن تكون تكلفة الهجـ. ـوم الشامل عالية من حيث الأفراد في ميليشيات النظـ. ـا م كما أن قوة مقـ. ـا تلي المعـ. ـا رضة وإلمامهم بالتضاريس الوعرة لإدلب ستلحق الضرر بالنظـ. ـا م.

كافح نظـ. ـا م الأسد في السابق لاحتواء المعـ. ـا رضة المتصاعدة في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعـ. ـا رضة سابقاً في الجنوب وما سيطر عليه تنظيم الدولة في الشرق.

لكن بالنظر إلى الاستنزاف الذي تعانيه قوات النظـ. ـا م في إدلب، ومخاطر ذهاب المقـ. ـا تلين إلى محافظات أخرى فإن “النجاح” في إدلب قد يهدد قدرته على السيطرة على كامل أراضيها.

باختصار، يمكن أن ينتهي الأمر بالنظـ. ـا م ومؤيده الروسي لما يسمى النصر العسـ. ـكري الكارثي.

بدلاً من تأجيج الصراع أكثر في هذا الاتجاه، سيكون من الأفضل لروسيا وقف إطـ. ـلا ق النـ. ـار في إدلب مع الحد من رغبة النظـ. ـا م في المضي قدماً.

لكن درس الأشهر القليلة الماضية هو أن وقف إطـ. ـلا ق النـ. ـار لن يكون كافياً.

لتجنب تكرار هذا السيناريو يتعين على روسيا الدخول في محادثات أكثر موضوعية مع تركيا والولايات المتحدة لضمان أن اتفاق وقف إطـ. ـلا ق النـ. ـار يشمل جميع الأطراف بما في ذلك “هيئة تحرير الشام”.

ولكن خلاصة القول هي أنه إلى جانب التكلفة البشرية الهائلة من المرجح أن يؤدي أي جهد لتدمير “هيئة تحرير الشام” بقوة السـ. ـلا ح إلى تشتيتها في البلاد وجعل احتوائها أكثر صعوبة.

المصدر: مجموعة الأزمات الدولية / الترجمة: نداء سوريا

Advertisements