تخطى إلى المحتوى

بلومبيرغ: هل اكتشف بوتين أن هناك ثمنا لصداقة أردوغان؟

  • أخبار
1 230 6m92wd6t6jqggc4psihhr74oslwb7kkuq091bljqxn7 1

نشر موقع “بلومبيرغ” مقالا للكاتب بوبي غوش، تحت عنوان “بوتين يكتشف ألم كونه صديقا لأردوغان”، يقول فيه إن روسيا تواجه وضعا حرجا في سوريا وليبيا.

ويبدأ غوش مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، بالقول إنه “يمكن مسامحة من يقيمون في الكرملين لاعتقادهم بأنهم يسمعون ضحكات مكتومة تأتي من واشنطن؛ لأن مسؤولي إدارة ترامب قد يشعرون الآن بالشماتة وهم يراقبون موسكو وهي تكافح لمواجهة المشكلة ذاتها التي واجهتها البنتاغون والخارجية: كيف نحل مشكلة مثل رجب طيب أردوغان؟”.

ويقول الكاتب: “ربما فكر مسؤولون روس بأن ما حدث هو تعادل، خاصة أنهم هم الذين كانوا يضحكون على أمريكا خلال السنوات الماضية عندما توترت علاقـ.ـات تركيا مع واشنطن، والمواقف التي اتخذتها ضد حلفائها في سوريا، بالإضافة إلى إسرائيل ومصر والإمارات العربية واليونان”.

ويشير غوش إلى أن بوتين حاول استخدام العلاقة مع تركيا لإضعاف حلف الناتو، وعقد صفقـ.ـات تجارية وعسكرية مع تركيا، وتأمين خط للغاز عبرها، لافتا إلى أنه من أجل الحفاظ على موقعه بصفته صديقا لأردوغان، فإنه قام بدعم طموحات الزعيم التركي الإقليمية والدولية.

ويقول الكاتب إن “الرئيس الروسي صر على أسنانه وهو يشاهد أردوغان يحبط مشاريعه ويقضي على أي أمل لرئيس النظام السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على سوريا كلها، وأرسلت تركيا مقـ.ـاتلين سوريين لمواجهة حفتر في ليبيا”.

ويلفت غوش إلى أن “أردوغان تجاهل هتافات (الموت لأمريكا) في طهران، وزيارات قادة حركة حماس إلى تركيا، وقام بالهتاف في زيارة له لأوكرانيا (المجد لأوكرانيا)، وهو الهتاف الذي أصبح شعار المقاومة ضد روسيا منذ ضم جزيرة القرم عام 2014”.

ويقول الكاتب: “يكتشف بوتين اليوم، كما اكتشف الأمريكيون والأوروبيون من قبل، أنه مع أردوغان، فإن الأمور تتصاعد دائمًا مصحوبة بتهديدات لإنهاء التحالفات”.

ويجد غوش أن “بوتين يجد نفسه على الجانب الآخر الذي يتلقى التهديدات، ففي مكالمة مع أردوغان هـ.ـدد الرئيس التركي بـ(أقسى التحركات) لو تعرضت القوات التركية لقـ.ـصف من القوات السورية، وهـ.ـدد بأن العلاقـ.ـات الروسية التركية ستتأثر في سوريا”.

ويقول الكاتب إن “الدم سفك من الطرفين، فقـ.ـتل جنود أتراك بسبب القـ.ـصف السوري على مواقع في إدلب، وقـ.ـتل جنود سوريون في الرد التركي، وتقول موسكو إن بعض جنودها قـ.ـتلوا بسبب القـ.ـصف التركي، في الوقت الذي قـ.ـتل فيه المئات من السوريين، مدنيين ومقـ.ـاتلين، وأجبر آلاف على الرحيل بسبب التصعيد، ما يهـ.ـدد بأزمة إنسانية كبيرة”.

ويرى غوش أن “خيارات بوتين مع أردوغان تظل محدودة، فتركيا هي شريك تجاري كبير لموسكو، ويريد الزعيمان زيادة حجم التجارة من 30 مليار دولار حاليا إلى 100 مليار دولار، وتعد تركيا مهمة لروسيا لتحافظ على علاقـ.ـاتها مع المنظمات الإقليمية في القوقاز ووسط آسيا، ويريد بوتين إثارة مخاوف الناتو حول التزامات تركيا للحلف”.

ويؤكد الكاتب أن “أردوغان يعرف هذا كله، ولو كانت علاقته مع أوروبا وأمريكا تشكل دليلا، فإنه سيحاول الضغط على روسيا لتقديم تنازلات في سوريا وليبيا”.

ويتساءل غوش قائلا: “هل ستحاول أمريكا الاستفادة من الوضع كما استفادت روسيا من توتر علاقـ.ـات واشنطن مع أنقرة؟ ربما كان هذا ممكنا مع أنه يقتضي من بوتين الدفع باتجاه رفض الزعيم التركي، ورغبة الأخير في العودة للحظيرة الأوروبية، لكننا لم نصل بعد إلى هناك، ولو وصلنا إلى تلك النقطة فإن على أمريكا إظهار حنكة دبلوماسية وأقوى من تلك التي أظهرتها في السنوات السابقة، وجلب أردوغان من العزلة”.

ويختم الكاتب مقاله بالقول: “في الوقت الحالي يمكن للمسؤولين الأمريكيين الاستمتاع بوضع بوتين واكتشاف واقع أن تكون صديقا لأردوغان”.

Advertisements