تخطى إلى المحتوى

الإعلام السعودي يزج باسم السوريين في قضية عبير .. وبيان هام من ولاية إسطنبول

سعودية في تركيا 780x405 6rl03styqinfgememuloi1qa53je3cqsbmz7pceypjn

زعمت وسائل إعلامٍ سعودية أن عصابة سورية أقدمت على اخـتطـا ف مواطنة سعودية في ولاية إسطنبول التركية، وذلك بعد أسبوعين من الجدل المثار حول اختفاء السيدة.

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للسلطات السعودية، في تقرير لها نشرته الثلاثاء 27 أغسطس/ آب 2019 وفنده موقع مدى بوست إن السفارة السعودية لدى أنقرة وقنصليتها في إسطنبول نجحت بالعثور على السائحة السعودية عبير العنزي بعد أن تم اختطا فها من قبل عصابة سورية يوم الأربعاء الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في السفارة السعودية لدى تركيا قولها أن عصابة سورية هي المسؤولة عن اخفتاء المواطنة السعودية، وقد تم العثور عليها في موقع أرشدوا عنه يقع في ضواحي إسطنبول وعلى بعد 3 ساعات من المدينة.

وكان فيصل العنزي شقيق عبير، قد نشر قبل يومين ما زعم أنه رسالة من الخا طفين أرسلوه له عبر الواتساب وحذروه فيها من التواصل مع الشرطة، وطالبوه بمبلغ مالي يصل لـ 150 ألف دولار، حسبما ذكرت وسائل إعلام سعودية.

وقام فيصل بمجاراة صاحب الرسالة التي تم إرسالها من رقم هاتف تركي، لكنه قام بإغلاقه بعد فترةٍ قصيرة حتى يمنع الشرطة من تتبع الموقع.

وزعمت الصحف السعودية أن السوري قام بالتواصل من جديد مع العنزي قبل يومين، وحدد موعداً للقاء كي يتم الحصول على المبلغ المالي ويتم تسليمهم شقيقتهم التي سمحوا لها بالتواصل مع أسرتها لتأكيد أنها بحوزتهم.

ونشرت وسائل إعلام سعودية مقطع فيديو (مرفق في نهاية المقال) زعمت أنه للحظة القبض على الشاب السوري من قبل أجهزة الأمن التركية أثناء جلوسه مع العنزي في مقهى عام، حسبما التقطت كاميرات المراقبة.

وقام الشاب السوري بالإرشاد على موقع عبير، حيث اتجهت قوات الأمن للمكان وهو منزل تقطنه عائلة سورية قرب إسطنبول وقامت بالعثور على عبير.

بدورها أكدت السفارة السعودية صحة العثور على المواطنة عبير، لكنها لم تتطرق في بيانها الذي نشرته عبر معرفاتها الرسمية إلى تفاصيل العثور عليها وأين كانت مختفية ومع من؟.

وقد ذكرت السفارة في بيانها أنه “منذ وصول بلاغ اختفاء المواطنة عبير بإسطنبول قامت السفارة بأنقرة والقنصلية في إسطنبول بتشكيل فريق عمل لمتابعة القضية مع السلطات التركية”.

وأضاف البيان أن “الجهود تكللت بالعثور عليها يوم أمس الإثنين وهي بصحة جيدة، وتعمل السفارة على عودتها للمملكة بأقرب وقت”.

إلى هنا انتهت الرواية السعودية التي تبنتها معظم وسائل الإعلام التابعة للرياض، كي لا تظهر بمظهر محرج بعد استمرار نشر تلك الصحف لأخبار مغلوطة عن عبير منذ لحظة اختفائها التي قيل أنها تمت بعد خروجها يوم الأربعاء لشراء حذاء من مركز تجاري قرب الفندق الذي تقيم فيه مع زوجها وأطفالها.

ويلاحظ أن بيان السفارة السعودية لم يأت على ذكر أي شيء له علاقة بالاختطا ف، بل وصفت الأمر بأنه اختفاء مواطنة.

وسائل الإعلام السعودية استثمرت قصة عبير لتشن من خلالها حملة على تركيا، لا سيما على القطاع السياحي فيها والتحذير من السفر إلى تركيا بزعم أنها غير آمنة للسفر.

بيان لولاية إسطنبول يضع النقاط على الحروف .. لا وجود لسوري في القصة!

من جانبها، أصدرت ولاية إسطنبول التركية، الثلاثاء 27 أغسطس/ آب 2019 بيان تفصيلي لما حدث، كشفت فيه ملابسات ما جرى.

وألمحت الولاية في بيانها إلى أن المواطنة السعودية هربت من أسرتها بإرادتها، وأنّها لم تتعرض لأي عملية اختطا ف قسر ي.

وذكر بيان الولاية الذي تم نشره على موقعها الإلكتروني الرسمي، أنه تعليقاً على الأنباء الواردة حول اختفاء المواطنة السعودية في إسطنبول أنه وفي تاريخ 14 أغسطس/ آب الجاري راجع مديرية الأمن بمنطقة الفاتح بإسطنبول مواطن سعودي يدعى “أ م أ”، وتقدم ببلاغ عن فقدان زوجته التي أتى برفقتها ورفقة 3 من أطفالهم للسياحة بإسطنبول”، وقد قدم بلاغاً رسمياً حول ذلك.

وأشار البيان أن السلطات التركية بدأت في التحقيق الموسع، وخلال البحث والتدقيق تبين أن المواطنة السعودية قامت بمغادرة الفندق الذي كانت تقيم به مع عائلتها بكامل إرادتها ودون أي إجبار سيراً على الأقدام.

وأوضح البيان أنه في تاريخ 26 أغسطس الجاري تمكنت أجهزة الأمن من الوصول للسيدة السعودية وأبلغتها بأن أسرتها تبحث عنها وتقدمت ببلاغ رسمي باختفائها، مشيراً إلى أن الأمن التركي قام وبحضور ممثل عن القنصلية السعودية بإسطنبول بأخذ إفادة السيدة السعودية التي أكدت أنها تركت عائلتها بكامل إرادتها.

ولم تقدم السيدة السعودية بلاغ ضد أي أحد، كما لم تذكر أنها تعرضت لأي عارض خلال تلك الفترة، وقد غادرت مركز الأمن في نفس اليوم.

ورغم أن بيان ولاية إسطنبول لم يشر بصراحة إلى أن السيدة السعودية قد هربت من أسرتها، لكنه أعطى إشارات واضحة على ذلك.

وفي بيان ولاية إسطنبول الذي أشار أن السيدة السعودية كانت مغادرة بكامل إرادتها ما يدحض أي ادعاءات بأن هناك أسرة سورية متورطة باختفائها، حتى وإن كانت السيدة السعودية مقيمة لدى أسرة سورية فإن ذلك على الأرجح قد تم بكامل إرادتها وإلا لكانت السلطات التركية قد ألقت القبض على الأسرة أو المسوؤلين عن ذلك.

“عبير” مادة استخدمتها وسائل الإعلام ضد تركيا

وخلال الأيام القليلة الماضية استخدمت وسائل الإعلام التابعة للمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها فضائية سكاي نيوز عربي وقناة العربية المملوكة للرياض، وعشرات الصحف والمواقع الإلكترونية والمغردون في مواقع التواصل الاجتماعي قضية السيدة السعودية عبير للضرب للسياحة في تركيا.

كما تصدر هاشتاق “اختفاء مواطنة سعودية في تركيا”، ووسم “تركيا غير آمنة للسفر” موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً في السعودية “تويتر” لعدة أيام، مع آلاف التغريدات التي تدعو لعدم السفر لتركيا.

وعلى الرغم من العثور على الشابة السعودية، لم تخرج وسائل الإعلام السعودية لتقدم اعتذار لقرائها الذين وثقوا فيها، بل على العكس من ذلك، قامت بتأليف قصةٍ جديدة تتهم فيها اللاجئين السوريين بتهمة من شأنها تكدير صفوهم من جديد في البلاد.

وتتفق وسائل الإعلام السعودية بهذه الأخبار الغير صحيحة التي تنشرها عن اللاجئين السوريين مع الصحف التركية التي تتصيد أي زلة للسوريين لتضخمها وتجعل منها حدثاً كبيراً تعمل على تغطيته، مع الفارق أن الإعلام التركي المعارض يضخم الأحداث، بينما الإعلام السعودي تفوّق على نفسه وبات يؤلف القصص وينشر ادعاءات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.

وجاءت تلك الأخبار في إطار حملة غير رسمية تحذر من السفر إلى تركيا بقصد السياحة بزعم أنها غير آمنة وأن السعوديين يتعرضون فيها لمعاملات مسيئة، وهو ما نفته السلطات التركية مراراً ولم يصدر بشأنه أي تحذير رسمي سعودي.

وكانت وزارة السياحة التركية قد أعلنت عبر موقعها الرسمي، أن عدد السياح القادمين من السعودية لتركيا بلغ عام 2018 حوالي 747 ألف سائح، بزيادة 15٪ عن العام السابق، فيما كان العدد عام 2016 حوالي 530 ألف سائح، وعام 2015 حوالي 450 ألف سائح، بعد أن كان حوالي 20 ألف في عام 2008.

وبحسب أحدث الإحصائيات، فإن أعداد السياح السعوديين انخفضت حوالي 30٪ خلال العام الجاري، حيث وصلت خلال الأشهر الخمسة الأولى لحوالي 133 ألف سائح فقط، بانخفاض الثلث تقريباً عن الفترة نفسها من العام الماضي.

يشار إلى أن تركيا والسعودية ليستا على وفاق فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، ففي الوقت الذي باتت تتقرب فيه الرياض من الجماعات الكردية في الشمال السوري، تعمل أنقرة على محاربة تلك التنظيمات.

وقبل فترة قصيرة بدأت عدة دول خليجية بمحاولة إعادة تأهيل النظام السوري عبر إعادة العلاقات الدبلوماسية معه، وإرسال الوفود السرية والعلنية لزيارته ولقاء رأس النظام في دمشق.

فيديو زعمت وسائل إعلام سعودية أنه للحظة القبض على خا طف عبير.

Advertisements