تخطى إلى المحتوى

لماذا لم يزر أحد القمر منذ أكثر من 45 عاما؟

safe image

يعتبر هبوط 12 من رواد الفضاء على سطح القمر أعظم انجاز قامت به وكالة الفضاء ناسا على الاطلاق، وفي ذلك الوقت قام رواد الفضاء بزراعة الاعلام على سطح القمر واخذو عينات من التربة والصخور لإجراء التجارب عليها وتحليلها، كما قاموا بالتقاط مجموعة من الصور، إلا ان هذه الرحلة لم تؤسس لوجود بشري مستمر على سطح الكوكب الترابي.

وهناك مجموعة من الأسباب التي تدفع البشر الى زيارة سطح القمر مرة أخرى، مع العلم بأنه انقضى على تلك الرحلة ما يقارب خمس واربعون عاماً خلال تلك المهمة والتي حدثت بتاريخ 17 كانون اول من عام 1972.

الأولوية: إنشاء قاعدة على سطح القمر
ويُعتبر انشاء قاعدة على سطح القمر أولوية لمجموعة من رجال الاعمال والباحثين، ويمكن تطوير هذه القاعدة وبنائها لاحقاً لتكون على شكل مستودع للوقود من أجل التزود به في رحلات الفضاء الخارجي والبعيدة، ومن الممكن ايضاً استخدام هذه القاعدة في صنع تلسكوبات ضخمة تكشف العديد من الاسرار التي لا زال يكتنفها الغموض مثل كيفية نشوء القمر وكشف اسرار قديمة تخص كوكبنا.

ويمكن لهذه القاعدة في حال انشائها ان تشكل مشروعا سياحيا فضائيا وتكون مركزا اقتصاديا مزدهرا، وفي هذا الخصوص قال رائد الفضاء السابق لمجلة بزنس انسايدر:” ان أكثر الأمور منطقية الان هو بناء قاعدة تتخصص بالعلوم البحثية على سطح القمر، حيث يتعين علينا اختراع العديد من الأدوات واختبارها قبل الولوج أكثر في عالم الفضاء”.

العائق المادي يحول دون تحقيق الاهداف
لكن بنفس الوقت أشار عدد من الرواد والخبراء المختصين في عالم الفضاء الى وجود عوائق أدت الى احباط مثل هذه المشاريع ومنها التكلفة الباهظة لإنشاء مثل هذه القاعدة.

وفي شهر مارس من العام 2017 وضع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قانون يخص فيه وكالة الفضاء الامريكية ميزانية تقدر بـِ تسعة عشر مليار ونصف، ومن المرجح ان ترتفع هذه الميزانية الى عشرين مليار بحلول عام 2019، ويمثل هذا الرقم 1% من ميزانية الفدرالية الامريكية، وتعتبر هذه النسبة صغيرة جداً بمقارنتها مع ميزانية هذه الوكالة في الماضي، حيث كانت تشكل ما نسبته 4% من الميزانية، ومثلت ميزانية وكالة الفضاء الامريكية خلال اخر 15 سنة 0.4% فقط من ميزانية الدولة.

ولوكالة ناسا الامريكية مجموعة من الخطط الطموحة تبدأ ببناء تلسكوب جميس ويب الفضائي والقيام بمهام متنوعة في الفضاء البعيد مثل زيارة المشتري والمريخ والكواكب الأخرى بالإضافة الى الشمس، وانشاء مشروع للصواريخ بعيدة المدى لاستكشاف الفضاء، وكل هذه المشاريع تتطلب ميزانية ضخمة، والميزانية الحالية التي تم وضعها لا تكفي للقيام بكل هذه المهام، وعليه فإن زيارة القمر مرة أخرى غير متاح حالياً ضمن الميزانية المتاحة.

وفي تقدير قديم للوكالة الامريكية يعود لعام 2005 تبين أن زيارة القمر سيكلف ميزانية الفدرالي ما يقارب 104 مليار دولار في ذلك الوقت، ما يعادل 133 مليار في أيامنا هذه.

وفي هذا الخصوص قال رائد الفضاء الأمريكي والتر كانينغهام:

” يعتبر استكشاف الفضاء المأهول بالرواد أكثر مشروع مكلف، وبدون دعم النخبة السياسية وموافقة الكونجرس الأمريكي، فسيبقى الحديث عن هذه المشاريع الضخمة مجرد حبر على ورق، أما بخصوص زيارة القمر والمريخ فإن ميزانية الوكالة الفضائية متدنية جداً ولا تسمح بهذا الامر حالياً”.

اختلاف الادارة الحاكمة والقضاء على مشاريع وكالة ناسا
ومن العوائق الإضافية التي تواجه وكالة الفضاء الامريكية بخصوص الزيارة المأهولة الى المريخ والقمر هو اختلاف أولويات الفئة الحاكمة في البيض الأبيض فيما يتعلق بوكالة ناسا، لأن المشاريع الموضوعة للوكالة وللأسف الشديد تتغير بتغير الفئة التي تحكم البلاد.

ويأمل الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب بالعودة مرة أخرى الى سطح القمر بحلول عام 2023م، وهذا التاريخ يمثل نهاية فترة هذا الرئيس لولايته الثانية في حال اعيد انتخابه، مع العلم بأن الإدارة الحالية للولايات المتحدة الامريكية قد الغت اهم البرامج الطموحة لوكالة ناسا والتي وضعها الرئيس سابق باراك أوباما وهذا المشروع هو SSL وهو نظام الاطلاق الفضائي.

وللأسباب التي اوردناها سابقاً بخصوص تغير أولويات وكالة ناسا حسب الفئة الحاكمة فان الوكالة تعرضت لخسائر تزيد عن عشرين مليار دولار امريكي، بالإضافة الى هدر عديد من السنوات دون تحقيق اهداف الوكالة.

الأسباب التقنية تهدد حياة رواد الفضاء
ولا يعتبر العامل المادي والسياسي السببين الوحيدين في تأجيل زيارة القمر وعدم العودة اليه، فهناك أسباب تقنية أخرى ومنها اعتبار سطح القمر مصيدة للموت البشري بسبب احتواء سطح القمر على عدد كبير من الفوهات والصخور التي من المرجح ان تفشل عمليات إنزال الرواد على سطحه، بالإضافة الى الرياح الشمسية واثار الغبار التي تسببت فيها النيازك عبر الزمن وهي مشحونة بالكهرباء وتؤثر على حياة رواد الفضاء وتهدد بقاءهم.

الحل لدى أصحاب المليارديرات الشغوفين بالفضاء
قد تكون خصخصة مشاريع الفضاء وتبني الأثرياء لهذه المشاريع بداية جديدة للوصول الى اهداف الرواد، حيث ان استعمار الفضاء الخارجي مثل المريخ بحاجة الى مجموعة من الصواريخ المكلفة مادياً.

وبهذا الخصوص قال رائد الفضاء جيفري هوفمان ” هناك جيل جديد من الأثرياء أصحاب المليارات لديهم شغف كبير بخصوص اكتشاف الفضاء، وهذا الامر يشجع في اكتشاف العديد من الابتكارات، وهذه الابتكارات ما كانت لتحصل لو بقي الامر منحصراً في يد ناسا وبوينغ، كما أشاد هوفمان بكل من جيف بيزوس وإيلون ماسك بخصوص مساهمتهما في مشاريع الفضاء عبر شركتيهما شركة بلو وسبيس اكس.

ويضيف هوفمان ان رغبة رواد الفضاء بالعودة الى سطح القمر تتناسب مع رؤيته بيزوس طويلة الاجل، حيث يفكر هذا الملياردير ببناء اول قاعدة على سطح القمر للاعتماد عليها في مشروع شركته بخصوص النظام الصاروخي لزيارة الفضاء البعيد.

اما إيلون ماسك فقال ان الصاروخ التابع لشركة سبيس اكس Big Falcon Rocket سيكون الانطلاقة نحو إعادة زيارة القمر وسيمهد الطريق امام الرواد لعمل زيارات منتظمة الى سطح القمر، ومن المرجح ان يزور هذا الصاروخ سطح القمر قبل وكالة ناسا وقبل شركة جيف بيزوس.

المصدر: بزنس انسايدر

Advertisements