تخطى إلى المحتوى

كيف تطور من ذكائك العاطفي؟ نصائح ذهبية لتفعل ذلك…

٢٠١٨١٠٢٦ ٢١١٩١٣

يحتل الذكاء العاطفي مكانةً مهمة في منظمومة الإنسان وكل ما يحيط به من قدرات ومهارات، حيث أنها “تمكنه من التأقلم مع المواقف الإنسانية المعقدة ومع الضغوط اليومية المعتادة” كما قالت المدربة لطيفة جاللو صاحبة كتاب “50 قاعدة ذهبية للذكاء العاطفي”.

ما نوع هذا الذكاء وكيف يعمل؟ هي أسئلة مهمة سبق وأن أجبنا عنه بتفصيل في موضوعٍ سابق، مبرزين لأهميته في مختلف المجالات كالعمل وغيره. من خلال هذا الموضوع، سنحاول أن نتم ما بدأناه سابقًا لنطرح أهم النقاط التي يمكنك استغلالها من أجل تطوير مستوى ذكائك العاطفي.

1- طور مصطلحاتك العاطفية
هناك أربع مشاعر قاعدية أساسية هي: الفرح، الغضب، الحزن والخوف. لكن، قدراتنا الخاصة لاتقتصر عليها فقط، بل يمكن لكل واحدةٍ منها أن تضم الكثير من المشاعر المختلطة أو المصاحبة لمواقف معينة.

لكي تفهم مشاعرك وطبيعتك الخاصة، حاول أن تتجرد من السطحية والاقتصار على الأربع مجموعات فقط، وابحث جيدًا عن تطوير معرفتك بالمشاعر من أجل تحليل صائب للمواقف. مثلًا، وفي حدث معين، لاتسأل “ألست بخير؟” بل حدد سؤالك وقل “هل أنا غاضب، قلق، متردد، مكتئب، أشعر بخيبة أمل…”

تطويرك وبحثك عن المشاعر المناسبة الدقيقة التي تصف حالتك أو حالة غيرك في المواقف هي البوابة لاكتساب ذكاء عاطفي دقيق ولمّاح.

2- تعرف على مشاعرك المستترة
هناك مشاعر مخفية قد لاتقوى أو تجرأ على طرحها وإظهارها أو ربما لاتملك القدرة على فعل ذلك فتطرح على شكلٍ آخر، مثلًا، هناك من يبرز غضبه أو قلقه من خلال البكاء. ومادام هذا الأخير مرتبط في الغالب بالحزن، فسيعتقد من حوله أنه حزين وليس غاضب. وبالتالي، فطريقة التعبير عن المشاعر كانت سببًا في خلط المشاعر وعدم القدرة على قراءتها بشكلٍ جيد.

إلى جانب تطوير رصيدك المعرفي حول المشاعر، حاول أن تبحث في طرق التعبير عنها وادرسها جيدًا لتستطيع فهم نفسك ومن حولك بشكلٍ أفضل.

3- اطرد الأفكار السيئة
حسب د. دانييل آمين – طبيب نفسي مختص في اضطراب الدماغ ذو شهرة عالمية – فإننا نفكر في حوالي 60.000 فكرة يوميًّا؛ 95% منها أفكار مماثلة لليوم السابق والذي قبله… أي أنها أفكار غير جديدة، و80% منها هي أفكار سلبية !

هذه النسبة المهولة تلزمنا التفكير جديّا في الأمر، حيث يجب عليك محاولة التخلص من هذا الكم الهائل أو على الأقل التقليص منه إلى نسبة لا تؤثر على سيرورة حياتك اليومية. من أهم الحيل التي ينصح بالقيام بها هي أنه وقبل نومك يوميّا، ابحث لنفسك عن ثلاث أشياء إيجابية قمت بها خلال يومك، بعد 21 يومًا تقريبًا – حسب مايراه المتخصصون – سيعتاد عقلك على طرح أفكار إيجابية.

4- جامل، بارك واشكر
“مبارك لك، سعيد جدًا بما حققته”، “هنيئًا لك، تستحق ما وصلت إليه”… وغيرها من التعبيرات التي ربما اعتدت على الاقتصار على جزئها الأول فقط من مبارك وتهنية فقط، دونما إبراز مشاعر افتخار أو مجاملة بمن أمامك. وهذا أمرٌ خاطئ، حيث يجب ألا تقتضب في تعبيراتك بل اجعلها ذكية تعبر عما بداخلك بطريقة لبقة تناسب المواقف، سواء فيما يخص المباركة وحتى الشكر.

5- اعتذر
بالتوازي مع النقطة السابقة، يجب أن تتعلم جيدًا طريقة الاعتذار المناسبة، ولا تتردد في فعله إن كنت مخطئًا بدعوى التعالي أو العناد، فالاعتذار أمرٌ لن ينقص من قيمتك أو قدرك، بل على العكس، سيترك انطباعًا محببا للشخص أمامك، وسيعجب لا محاله بموقفك الحكيم والعاقل.

6- حدد نقاط قوتك وضعفك
قبل الانفتاح على الآخر، ابدأ بنفسك أولًا وتعرف على نقاط قوتك وضعفك، فتطويرك لشخصيتك سياسهم في تطوير مستوى ذكاءك العاطفي بحيث ستتمكن من خلق التوازن الداخلي الذي سينعكس إيجابًا على ما يظهر منك للآخر وما تفهمه أنت منه.

مارس مراجعة الذات كلما احتجت لذلك، واعمل على تطوير نقاط قوتك وتقليص مدى تأثير نقاط ضعفك.

7- مارس الاستماع العاطفي
إن الاستماع للآخر هو بوابتك الأساسية للتعرف عليك والدخول معه في علاقة تواصل. وإن ما أقصده هنا بالاستماع العاطفي هو ممارسة الاستماع بالتركيز على تعبيراته وشخصيته وما يحاول إيصاله أكثر من التركيز على الفحوى نفسه، الأمر الذي سيساعدك في الدخول لما يسمى “المرآة العاطفية” التي ستمكنك من النظر للأمور من زاويته الخاصة، وفهم محركاته العاطفية من أجل اتخاد موقف ما أو تبني رأي ما.

يجب أن تعلم أن الأمر ليس ببعيد عن المنطق، فممارستك للأمر بوعي محاولًا فهم الآخر باستخدام المشاعر لاتبعدك عن زاوية التعقل والمنطق، بل على العكس، ستساعدك في فهم الآخر بطريقة أفضل، خاصة وأننا نعلم أن الطبيعة البشرية ليست عقلًا فقط، وأن الأشخاص ليسوا متشابهين.

بممارستك لهذه الأفعال ومداومتك على الأمر ستلاحظ مدى التطور الذي سيطال ذكاءك العاطفي.

Advertisements