تخطى إلى المحتوى

تخزين الكهرباء في معدن متاح للجميع.. تقنية حديثة قد تنقذ أوروبا

تخزين الكهرباء في معدن متاح للجميع.. تقنية حديثة قد تنقذ أوروبا

يعدّ تخزين الكهرباء في الألومنيوم إحدى الوسائل والتقنيات الحديثة التي تدعمها الدول الأوروبية لتوفير مصادر التدفئة خلال فصل الشتاء، الذي يغيب عنه الغاز الروسي لأول مرة منذ سنوات.

ويقوم أساس مشروع بحثي جديد -حمل اسم “ريفيل”- على الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة لتوليد إمدادات كهرباء تُخزن في معدن الألومنيوم، ويمكن استخدامها في وقت لاحق، بحسب ما نشرته مجلة بي في مغازين (PV magazine).

وكانت الأشهر القليلة الماضية قد شهدت قطع إمدادات الغاز من موسكو عن 6 دول أوروبية هي (بولندا، بلغاريا، فنلندا، هولندا، الدنمارك، لاتفيا)، بينما تتجه التوقعات إلى اتّساع نطاق تلك الانقطاعات خلال فصل الشتاء المقبل، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع تخزين الكهرباء

فتح مشروع تخزين الكهرباء في الألومنيوم، البحثي، مسارًا جديدًا يختلف بصورة كبيرة عن وسائل التخزين المعتادة، ومن ضمنها التخزين في البطاريات والهيدروجين والوقود الاصطناعي.

وبدأ 9 مشاركين يمثّلون 7 دول أوروبية، في يوليو/تموز الماضي، مشروع “ريفيل” البحثي، بهدف تطوير تقنيات إنتاج المعدن دون إطلاق انبعاثات كربونية تمهيدًا لاستخدامه وسيطًا لتخزين الكهرباء.

وخصصت الدول الـ7 حجم إنفاق ضخم على مشروع “ريفيل” لتخزين الكهرباء في الألومنيوم، بلغ 3.6 مليون يورو (3.58 مليون دولار أميركي)، ومن المقرر أن يستمر 4 سنوات حتى عام 2026.

(1 يورو = 1 دولارًا أميركيًا)

وينظر المشاركون في المشروع البحثي إلى قدرته على توفير التدفئة للمباني السكنية عبر تخزين إمدادات الكهرباء المولدة عبر الطاقة الشمسية والكهرومائية وطاقة الرياح في معدن الألومنيوم.

ويتضمن نطاق البحث تطوير تقنيات تسمح بإنتاج الألومنيوم من الألومينا “أكسيد الألومنيوم” بما يسمح بتجنّب إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويهدف المشروع البحثي للتوصل إلى إمكان استخدام المعدن مادةً وسيطة لتخزين الكهرباء لمدى طويل يزوّد المنازل والمباني بالتدفئة اللازمة خلال فصل الشتاء.

تكلفة تخزين الكهرباء

يُركّز مشروع “ريفيل” البحثي -الذي لقي دعمًا ماليًا من برنامج “هوريزون يوروب” للتمويل التابع للاتحاد الأوروبي والوكالة السويسرية للتعليم والبحث والابتكار- على التخزين، اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة.

وبموجب خطة تطوير التقنيات بالمشروع، يمكن تخزين الكهرباء في الألومنيوم لمدة تمتد لسنوات، عقب توليد الإمدادات من الطاقة الشمسية والكهرومائية وطاقة الرياح.

ويتوافق اتجاه البحث مع ما توصّل إليه باحثون أيسلنديون أكدوا أن التخزين الكيميائي للكهرباء المولدة من مصادر متجددة لن يُنتِج انبعاثات كربونية.

وطوّر فريق من الباحثين بمعهد “إس بي إف” للتقنيات الشمسية في جامعة العلوم التطبيقية السويسرية “أو سي تي” من هذا المفهوم، بالإشارة إلى إمكان استخدام معدن الألومنيوم لتوفير التدفئة والكهرباء بأداء عالي الكفاءة.

وعلى صعيد آخر، تشير الملامح الأولية للمشروع البحثي إلى أن تخزين الكهرباء في الألومنيوم يمكنه توفير الإمدادات في وقت لاحق، بتكلفة تنخفض عن توليد الكهرباء من الغاز أو الوقود الاصطناعي.

ويطمح باحثو جامعة العلوم التطبيقية في شرق سويسرا إلى إضافة تطوير آخر يشبه “الاقتصاد الدائري”، بالاستفادة من ناتج تفاعل عملية تفريغ الكهرباء المخزّنة، بتحويلها إلى معدن الألومنيوم مرة أخرى، وتكرار العملية ذاتها.

وربط الباحثون إمكان تطبيق طموحاتهم حول مشروع “ريفيل” البحثي لتخزين الكهرباء في الألومنيوم بصورة مستدامة بمدى توافر التكلفة، والتيقن من أثره البيئي.

Advertisements