تُداول اليوم نبأ اعتقال سليمان هلال الأسد المتورط في عمليات قتل سابقة عدة، آخرها اتهامه بقتل رئيس بلدية جبلة إثر خلاف مع ابن عم سليمان الأسد، حيث أشاعت وزارة الداخلية أنه انتحر، ولم تصدر وسائل الإعلام الرسمي للنظام أي خبر.
أوامر من الحرس الجمهوري بالاعتقال
ذكرت صفحات محلية على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة لتأكيد من صحفيين سوريين مطلعين، أن الحرس الجمهوري أصد أوامر باعتقال سليمان هلال الأسد، وذكرت صفحة ” الست جاكلين” على الفيسبوك أمس أن سليمان تم اعتقاله وأغلقت جميع حساباته لامتصاص غضب الشارع في مدينة جبلة الساحلية لتورطه بقتل رئيس بلديتها المهندس لؤي يوسف جنيدي، الذي عثر عليه ميتا بطلق ناري وأشيع أنه انتحر!
كما أكد الكاتب والباحث السوري حسام جزماتي على صفحته فيسبوك اليوم نبأ اعتقال سليمان، وأنه الآن مسجون ليلحق أخيه الأصغر محمد في السجن بعد اعتقال الأخير في القرداحة إثر معركة بين أبناء عموم بشار الأسد، لاتهام بعضهم بتسليم فرد منهم للأمن الجنائي التابع للنظام.
أنور هارون الأسد حرض سليمان على القتل
كشفت مصادر محلية تعقيبا على نبأ اعتقال سليمان هلال الأسد أن سبب قتل رئيس بلدية جبلة هو امتناعه عن منح أنور هارون الأسد تسهيلا لإنشاء مشاريع استثمارية في “كورنيش جبلة” بالقوة، وأن يضع شروطا خاصة بالمناقصات.
بعد رفض الضحية التنازل والسماح لأنور هارون الأسد بمحاولة طرح المناقصات عنوة، لجأ أنور إلى ابن أخيه سليمان هلال الأسد، الذي اقتحم مكتب رئيس البلدية وقتله، وسط تكتم من أسرة الضحية الذين يرون ” أن العين لا تجابه المخرز”!
وكانت وزارة الداخلية في حكومة النظام قد ادعت في 15 من آب الحالي، أن رئيس البلدية لؤي يوسف عثر على جثته منتحرا ضمن مكتبه بواسطة مسدس حربي بطلق ناري بالفم نافذ من الرأس، وما زالت التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الحادثة.
أما صفحة نور حلب 15 على الفيسبوك والتي حذر النظام مسبقا من أخذ الأخبار منها وهدد من يتابعها بالمحاكمة، نشرت أمس عن مصدر خاص لها أن وزير الداخلية وجه قيادة شرطة اللاذقية لإرسال سليمان إلى إدارة الأمن الجنائي في دمشق للتحقيق معه، بعد نشر نبأ اعتقال سليمان أمس، ولم تأت معرفات الوزارة أو قيادة الشرطة أو الجنائية التابعة للنظام على أي ذكر للأمر حتى الآن.
وأضاف المصدر السابق أن فرع الأمن الجنائي التابع للنظام مستاء من منعهم من التوسع بالتحقيق مع سليمان الأسد، الذي نفى تهمة قتل جعفر زهير سلهب، خلال الاقتتال بينه وبين جعفر الأسد مسبقا على خلفية اتهامه بتسليم محمد هلال الأسد للأمن الجنائي التابع للنظام، وفر وقتها سليمان لبيروت بحماية الفرقة الرابعة وفق صفحة” مبادرة إعدام المجرم سليمان هلال الأسد” ، وذكر سليمان أمس بحسب المصدر السابق أنه أطلق النار من رشاش متوسط، فيما قتل جعفر برصاصة كلاشينكوف الروسية، ليتم تحويل سليمان لإدارة الأمن الجنائي التابع للنظام في دمشق، لمتابعة التحقيق معه بقضة قتل رئيس البلدية في جبلة.
ليست المرة الأولى التي يقتل فيها سليمان
كان سليمان هلال الأسد قد قتل عقيدا ركنا من قوات النظام يدعى حسان الشيخ في دوار الأزهري في اللاذقية عام 2015 ، إثر خلاف مروري تطور لغضب سليمان وإطلاق النار على الشيخ ليرديه قتيلا، ثم بعد اتهامه بأسبوعين بقتله للعقيد، تناقلت مواقع محلية خبر قتل سليمان لمدير “إذاعة شام إف إم ” القريبة من النظام السوري، لعرضه تسجيلا صوتيا يثبت تورط سليمان الأسد بقتل العقيد حسان المنحدر من بسنادا في ريف اللاذقية وخروج مظاهرات فيها تطالب بإعدام سليمان الأسد.
حكم على سليمان بعد ذلك بالسجن 5 أعوام، وأطلق سراحه عام 2020 ليعلن على صفحته فيسبوك ذلك، لكن نشطاء شككوا بسجن سليمان إثر الوزن الزائد والصحة الجيدة التي بدت عليه، في حين تعرف سجون النظام بالقسوة والتعذيب المستمر.
يذكر أن سليمان هلال الأسد هو ابن مؤسس الدفاع الوطني في اللاذقية عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011 ، وقد قتل هلال الأسد في إحدى معارك كسب ضد قوات المعارضة السورية، وتناقلت رواية ثانية أنه قتل على يد ابن عمه فواز الأسد، فهل سينجو سليمان من العقوبة في حال ثبوت التهمة عليه، أم أنه سيجن؟