خرجت تصريحات متواترة خلال الساعات القليلة الماضية، تؤكد توافق روسي أمريكي نادر في الملف السوري، وجاء هذه المرّة ضد تركيا التي أبدت استعدادها لتحسين العلاقات بالحكومة السورية.
توافق روسي أمريكي نادر
والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، مع نظيره السوري، فيصل المقداد، في موسكو، وخلال مؤتمر صحفي مشترك قال لافروف: إن تصعيد العمليات العسكرية في سوريا سيكون أمراً “غير مقبول”.
وأكد لافروف أن “روسيا وسوريا، بالإضافة لعدد من الدول الأخرى، تدعم احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والسيادة والعدالة في العلاقات الدولية”.
وأوضح أنه “انطلاقاً من هذه المبادئ تدعم روسيا دمشق في مكافحة الإرهاب وعودة أراضيها وسلامتها، كما تقدر موقف دمشق وتضامنها مع موسكو بخصوص العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”، حسب وصفه.
كذلك أشاد لافروف باعتراف سوريا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في شهر يونيو الماضي، ولفت إلى أن التواصل الدائم بين وزارتي خارجية روسيا وسوريا هو تنفيذ للتعليمات من رئيسي البلدين المتعلقة بتكريس وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما وتيسير التسوية في سوريا.
أمريكا توافق روسيا الرأي
أيضاً دعت واشنطن عبر خارجيتها “كل الأطراف إلى احترام خطوط وقف إطلاق النار” عند الحدود بين سوريا وتركيا، وذلك بعد بضعة أيام من تكثيف القصف في المنطقة.
وقال نيد برايس الناطق باسم الخارجية الأمريكية: “الولايات المتحدة قلقة جداً من الهجمات الأخيرة التي وقعت على امتداد الحدود الشمالية لسوريا وتدعو كلّ الأطراف إلى احترام خطوط وقف إطلاق النار”.
وأضاف: “نأسف لوقوع ضحايا مدنيين في الباب والحسكة ومناطق أخرى”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بـ”إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم الدولة الإسلامية وإيجاد تسوية سياسية للنزاع السوري”.
النظام السوري يوضح موقفه
من جانبه قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن دمشق تثمن الجهود التي تبذلها روسيا وإيران بهدف إصلاح ذات البين بين سوريا وتركيا، وأكد أن هناك استحقاقات لابد أن تفي بها أنقرة.
وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، شدد وزير الخارجية السوري على ضرورة أن تنسحب تركيا من الأراضي السورية وتوقف دعمها للتنظيمات “الإرهابية”، حسب وصفه.
وقال المقداد إن “الذي اعتاد على دعم الإرهاب لا يمكن الثقة به”، في إشارة إلى تركيا.
وأضاف المقداد أن الولايات المتحدة تنهب ثروات الشعب السوري والمحروقات في الوقت الذي يشكو فيه الشعب السوري نقصاً حاداً في هذه المواد.
وأكد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بدون انسحاب القوات الأمريكية، حسب وصفه.
وفيما يتعلق بالدور الروسي لإصلاح العلاقات بين الدولتين قال لافروف إن موسكو تمارس هذا الدور منذ سنوات بما في ذلك صيغة أستانا، والتي تشارك فيها وفود من سوريا وتركيا.
تركيا تؤكد تواصلها مع النظام السوري
ورغم أن روسيا تسعى منذ مدى لتحسين العلاقات مع تركيا، وربطتها بها ملفات عدّة منها أوكرانيا، والتقى زعيما البلدان عدة مرات، إلا أنّ ملف سوريا لا يزال يشهد “شد وجذب”.
بدوره قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الثلاثاء، إن بلاده ليس لديها شروط مسبقة لإجراء حوار مع الحكومة السورية وإن المحادثات مع دمشق لا بد أن يكون لها أهداف، في إشارة إلى مزيد من التخفيف في موقف أنقرة تجاه دمشق.
وقال جاويش أوغلو “لا يمكن أن يكون هناك شرط للحوار لكن ما الهدف من هذه الاتصالات؟ البلاد تحتاج إلى التطهير من الإرهابيين… الناس بحاجة للعودة”، وتابع “لا شروط للحوار لكن ما الهدف منه؟ من الضروري أن تكون له أهداف”.
ورداً على سؤال الأسبوع الماضي حول احتمال إجراء محادثات مع دمشق، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه لا يمكن قطع الدبلوماسية بين الدول بالكامل، وإن هناك “حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات مع سوريا”.
ونفى أوغلو وجود ترتيبات لعقد اجتماع بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد على هامش القمة القادمة لمنظمة شنغهاي للتعاون.
ويأتي النفي التركي بعد أنباء أفادت بأن روسيا تبذل مساعي لعقد لقاء بين أردوغان والأسد من أجل تحقيق تقارب بين تركيا والنظام السوري.
وأنذر أردوغان بأن تركيا يمكن أن تتوغل عسكرياً مرة أخرى في شمال سوريا لاستهداف قوات قسد وإقامة “منطقة آمنة” يمكن أن يعود إليها، حسبما تقول أنقرة، نحو مليون لاجئ سوري تستضيفهم تركيا حالياً.