اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، لأول مرّة منذ 3 أشهر بعد فشل وساطته لإيجاد حل للصراع العسكري المندلع في أوكرانيا.
ماكرون يتصل ببوتين
وذكرت وسائل إعلام روسية، أن محادثة الرئيسين الروسي والفرنسي، تناولت آخر المستجدات على رأسها ملف محطة زابوروجيا النووية وتنفيذ “اتفاقية الغذاء”.
وفي بيان للكرملين تناولته وسائل إعلام روسية، قال، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعرب خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زيارتهم لمحطة زابوروجيا للطاقة النووية.
كما أشار بوتين إلى دعوة خبراء من الأمانة العامة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لزيارة مركز الاحتجاز في يلينوفكا، حيث قيل إنه قُتل عدد كبير من أسرى الحرب الأوكرانيين الذين كانوا محتجزين هناك نتيجة هجوم صاروخي من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، حسب الكرملين.
وأوضح الكرملين أن بوتين وجه انتباه ماكرون خلال المحادثة الهاتفية إلى أنه لا تزال هناك عقبات أمام تصدير المنتجات الروسية، وهو الأمر الذي لا يساعد في تنفيذ مهام الأمن الغذائي العالمي.
وأطلع الرئيس الروسي نظيره الفرنسي على سير تنفيذ “الحزمة” الموقعة في إسطنبول يوم الـ 22 من يوليو/تموز بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وتصدير منتجات الغذاء الروسية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
وتابع البيان، نقلاً عن بوتين قوله: “أوجه عنايتكم إلى أنه لا تزال هناك عقبات أمام التصدير الروسي، وهو ما لا يساعد في حل المهام المرتبطة بتوفير الأمن الغذائي العالمي”.
كما اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات حول القضايا الملحة وغيرها من القضايا.
غوتيرش يدعو لضمان وصول الأسمدة الروسية
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أثناء زيارته لميناء أوديسا، اليوم الجمعة، إلى ضمان وصول المواد الغذائية والأسمدة من روسيا وأوكرانيا إلى الأسواق العالمية دون عوائق.
وقال غوتيريش: “إن تصدير المزيد من المواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر بالغ الأهمية لزيادة تهدئة الأسواق وخفض الأسعار.
وأضاف أن ما نراه في أوديسا (ميناء في أوكرانيا) هو فقط الجزء المرئي من الحل. والجزء الآخر، وهو أمر مهم وندافع عنه، يتعلق بضمان الوصول ودون عوائق للأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، مؤكداً على ضرورة أن تتعاون سلطات جميع الدول والقطاع الخاص في عودة هذه المواد إلى السوق.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه “بدون الأسمدة الروسية في عام 2022، قد لا يكون هناك ما يكفي من الغذاء في عام 2023”.
وأضاف غوتيريش أنه تم بالفعل تصدير أكثر من 600 ألف طن من المواد الغذائية، بما في ذلك القمح والذرة وزيت عباد الشمس وفول الصويا، من الموانئ الأوكرانية منذ بدء آلية تصدير الحبوب.
اتفاقية الحبوب
تركيا أعلنت عن شحن أكثر من 622 ألف طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية في غضون 17 يوماً، وفقاً لاتفاق إسطنبول الموقع من قبل ممثلي الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا.
وفي بيان لوزارة الدفاع التركية أكدت أن كل سفينة شحن غادرت موانئ أوكرانيا أو توجهت إليها خضعت لعملية تفتيش دقيقة في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول.
وفي 22 تموز/يوليو الماضي، وقعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية” خلال اجتماع استضافته إسطنبول. وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم.
ملف محطة زابوروجيا
حذرت وزارة الدفاع الروسية الخميس، من أن الإشعاع النووي في حال وقوع حادث في محطة زابوروجيا يمكن أن ينتشر ليغطي الدول الاسكندنافية، إذا ما أطلق ربع ما يحتوي عليه مفاعل واحد من المفاعلات الستة لمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه.
وقالت روسيا إنها قد تغلق أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، بعد تعرضها لقصف على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، وهي خطوة قالت كييف إنها ستزيد من مخاطر وقوع كارثة نووية هناك.
ورفضت موسكو دعوات دولية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي استولت عليها في وقت مبكر من الحرب، ولا يزال يديرها مهندسون أوكرانيون تحت سلطة القوات الروسية.
في المقابل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي ناقش الوضع في المحطة مع الأمين العام للأمم المتحدة الزائر أنطونيو غوتيريش في مدينة لفيف، المنظمة الدولية إلى ضمان نزع السلاح من المنطقة المحيطة بالمحطة وحمايتها.
وسيطرت القوات الروسية على المحطة في آذار/مارس. وأثار غموض الوضع فيها مخاوف من وقوع حادث نووي، بالوقت الذي تعرض محيط المحطة قبل أسبوع لقصف مدفعي تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات حوله.