كشف محمد قبنض صاحب شركة قبنض للإنتاج الفني، عن حجم الرِشا والفساد الكبير الذي ينخر في تلفزيون أسد، وهو ما يساهم في هروب المنتجين وضعف الحركة الفنية في مناطق سيطرة ميليشيا أسد.
وأكد قبنض عضو برلمان أسد السابق والذي لا يمتلك أي شهادات دراسية، أنه غير متفائل كثيراً من اللقاء الذي أقامته ما تسمى لجنة صناعة السينما التابعة لنظام أسد، لكنه تمنى لها النجاح كي يقدموا “شي حلو لبلدنا”، حسب تعبيره.
ورداً على سؤال الصعوبات التي تواجهه كمنتج قال قبنض “عندما يخرج النص من التلفزيون السوري تقول عنا عيد”، شارحاً السبب بأن المنتج أينما يذهب يدفع “مصاري” (رشوة)، للنقابة والتلفزيون وإدارة السينما، ثمّ تابع قائلاً” معقول لكن، بعد دفع الملايين هون وهون بدو كمان شهادة مسلسل بتطلع 6 مليون”.
وخلال لقاء أجرته معه إحدى قنوات السوشال ميديا الموالية، ورّط قبنض نفسه بجملة لم يلق لها بالاً رداً على فساد مسؤولي التلفزيون وتكبّرهم على المنتجين وهي:” المنصب ما بيدوم والكرسي بيروح وبيجي”، ولكن هذا الكرسي قتل وشرّد بشار الأسد، الذي يشبح له قبنض ملايين السوريين من أجل أن يبقى متشبثاً به ولا “يروح ولايجي”.
وكعادة كل لقاء يجريه قبنض تنهال عليه مئات التعليقات الساخرة التي تنتقد ضعفه اللغوي والثقافي وتصدره لوسائل إعلام النظام كنائب برلمان وأكبر صانع للفن والثقافة في مناطق الأسد، في إشارة للانحطاط الفكري والثقافي الكبير الذي وصل إليه الحال في مناطق ميليشيا أسد.
واجهات ميليشيا أسد المضحكة
ويشبه سوريون العقلية التي يحملها قبنض، كتلك التي يحملها أحد قادة ميليشيا أسد العميد سهيل الحسن صاحب “نظرية العالم” حين تحدث بخطاب “غير مترابط” من مطار كويرس العسكري، الذي أثار حينها جهله سخرية واسعة في أوساط السوريين.
وكما أضحك الحسن السوريين بنظرية العالم أضحكهم قبنض بخطاب برلمان الأسد عندما قال في عام 2018 “الطبل والزمر والإعلام ضروري بأي شبر من أرضنا الحبيبة، أضر من أي شغلة فهو يقوي الجيش والناس اللي رايحين لبرا سوريا وبيسلط الضوء بسوريا.. التحية لجيشنا البطل وقواتنا الرادفة.. أنا ضد أي واحد ما بحب الإعلام عشنو ضروري”.
وتأتي هذه الفضائح المعروفة التي أكدها قبنض في ظل “بروباغندا” يحاول نظام الأسد من خلالها إظهار نفسه على أنه يشجع الفن والثقافة ويفتح مناخ الحرية لهما، على أساس أن النظام انتصر على “المؤامرة وأن البلد بدأت بالتعافي وهي تفتح ذراعيها لعودة الفنانين المعارضين.
ورشة الدراما السورية
ففي مطلع آب قاد رئيس حكومة أسد “حسين عرنوس” ورشة تحت عنوان (الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية) حضرها عدد من الفنانين الموالين وكوادر صناعة الدارما السورية، قال فيها “ندعو من غادر إلى خارج البلاد ومنهم عدد من الفنانين للعودة إلى الوطن والمساهمة في إعادة الإعمار في ظل صدور مرسوم العفو رقم /7/ لعام 2022”.
غير أن قسماً من الموالين هاجمه وآخر سخر من دعوته التي حاول من خلالها لكسب الفنانين والنخب السورية لتعويم أسد ودعمه اقتصادياً، فمن سخر تساءل كيف للفنانين وغيرهم أن يعودوا إلى مناطق مهددة بالمجاعة والقتل نتيجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة وانتشار ميليشيات القتل والإجرام تحت مسمى “الجيش”، أما من هاجم فقد استنكر الدعوة باعتبارها تسمح لعودة فنانين معارضين لنظام أسد و”شاركوا بسفك الدم السوري”.
وتعاني مناطق سيطرة ميليشيا أسد أزمات اقتصادية غير مسبوقة بتاريخ سوريا، تتمثل بشح الكهرباء والمياه والإنترنت وانهيار العملة المحلية والغلاء الفاحش وظاهرة الطوابير أمام محطات الوقود والمؤسسات الغذائية والأفران، إلى جانب الحصار المفروض من الدول الغربية على أسد ونظامه بسبب جرائمه تجاه الشعب السوري، حيث تمنع تلك العقوبات تعويم أسد والبدء بإعادة الإعمار وعودة اللاجئين، وهو ما يسعى إليه النظام من خلال البحث عن خطوات أخرى لتعويمه.