طالب دريد الأسد ابن عم بشار الأسد بأسلوب تلميحي بقطع الكهرباء عن قصور جميع مسؤولي نظام أسد دون استثناء، وذلك في دور تنفيسي جديد للمعاناة المتفاقمة التي يعيشها سكان الساحل وحاضنة النظام بسبب غياب الخدمات الأساسية ولا سيما الكهرباء.
وكتب دريد على صفحته في “فيس بوك” أمس، “هلق هوي صحيح بالمبدأ مقولة أنو الوطن ليس فندقاً تغادره كلما ساءت الخدمة فيه! بس كمان ما معقول أنو بهل فندق فيه غرفة بتجي الكهربا فيها ٢٤/٢٤ ساعة و الغرفة يلي بعدا بتجي ٦ ساعات وبتنقطع ساعتين! والغرفة يلي جنبها بتجي الكهربا ٤ ساعات ويتنقطع ساعتين! والغرفة الرابعة بتجي ٣ ب ٣! والخامسة بتجي ساعة وبتنقطع خمسة! و الغرفة السادسة بتنقطع ٦ ساعات وبتجي ربع ساعه! و في غرف بالفندق بتجي الكهربا كل يومين ساعه! وهيك! ”.
وأضاف دريد مخاطباً مسؤولي النظام: “ف إما بتجيبوا الكهربا بكل غرف الفندق أو بتقطعوها عن الغرف كلها “، في إشارة لقصور المسؤولين وبالطبع تتضمن قصور آل الأسد والمقربين منه، وكذلك المنشآت الخاصة والسياحية بتجار الحرب المحسوبين على النظام.
ويأتي كلام ابن عم بشار أسد بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية بمناطق سيطرة ميليشيا أسد ولا سيما الساحل السوري، خاصة أن أزمة الكهرباء طغت في الوقت الراهن على جميع الأزمات الأخرى، وهو ما دفع الكثيرين في الساحل خلال الأيام الماضية للمطالبة بتحسين الواقع الكهربائي، حيث اتهموا الحكومة بالتحول إلى وزارة “جباية أموال”.
وكتبت الصفحات الموالية المحسوبة على الساحل في اليومين الماضيين: “إلى السيد وزير الكهرباء.. لا يوجد أي عدل بالتقنين وحالنا ليست كحال باقي المحافظات، نحن نحلم بـ 20 دقيقة وصل وحضرتك يوم أمس تكلمتم بأن هناك عدالة في التقنين، ف عن أي عدالة كنتم تتحدثون؟ نحن في الساحل السوري يا معالي الوزير مطلبنا أن يكون التقنين كـ مثل باقي المحافظات (سعرنا بسعرهم)”.
وكذلك كتب رئيس تحرير جريدة (الوطن) الموالية، وضاح عبد ربه تحت عنوان (الحياة مو كلها جباية) “كيف وزارة الكهربا قادرة توصل الكهربا لمنتجعات سياحية فئة ٥ نجوم ٢٤ساعة وتجبي ما تجبيه من أموال.. وبنفس الوقت غير قادرة على إيصال الكهرباء لمضخات المياه بحيث باتت أغلبية قرى الساحل عطشى؟؟؟ يا جماعة الحياة مو كلها جباية أموال كمان في واجبات على الحكومة”.
ومنذ فترة بدأ دريد الأسد يمارس دور المنفساتي إلى جانب بشار إسماعيل، للتخفيف من حنق حاضنة النظام (الطائفة العلوية)، خاصة بعد صدور قانون الجرائم الإلكترونية الذي كمم أفواه الجميع (سوى كم شخص مقربين ينتقدون الجميع طبعاً إلا شخص بشار الأسد)، حتى عن الانتقاد في ظل واقع معاشي واجتماعي مأساوي يعيشه جميع السوريين في مناطق سيطرة ميليشيا أسد بمن فيهم شريحة كبيرة من حاضنة النظام العلوية، التي شاركت بشار بقتل السوريين للحفاظ على كرسي الحكم.
وتعاني مناطق سيطرة ميليشيا أسد أزمات اقتصادية غير مسبوقة بتاريخ سوريا الحديث، حيث تخطت تلك الأزمات مسألة الطوابير والغلاء والفقر ونقص الخدمات الأساسية، ووصلت الأمور إلى غياب شبه كلي للكهرباء بمعدل ساعتين وصل مقابل 22 ساعة انقطاع في معظم المناطق، رغم الوعود المتكررة من بشار أسد وحكومته بتحسين الواقع الخدمي وخاصة الكهرباء منذ عامين.
غير أن الفساد الواسع والثراء الفاحش في مناطق نظام أسد، دق ناقوس الخطر لدى حاضنته الشعبية، وخاصة من طائفته والمقربين منه، حيث تؤكد تصريحات بعضهم ومنهم (دريد أسد) إلى أن دعم العائلة لبشار أسد في حربه ضد السوريين لم يعد عليهم كما يتوقعون، في ظل تحكم تجار وأثرياء الحرب بمفاصل الأمور وبعيداً عن كل الشعارات الوطنية التي خاضوا حربهم وراءها قبل عشرة أعوام.