الأسد في حلب و خلوصي آكار في ريفها
لا يكاد يمر يوم في سوريا و محيطها الإقليمي دون أن يخلو من رسائل متبادلة بين أطراف الصراع واللاعبين والأدوات .
كان آخرها خلال ال24 ساعة الفائتة زيارة رأس النظام السوري بشار الأسد مع زوجته لمدينة حلب و التجول فيها ..
و الاطلاع على واقع المدينة وتفقد المحطة الحرارية التي تكاد تفصل مكان وجوده عن وجهة زيارة متزامنة في توقيت لا نستطيع أن نتعبره محض صدفة
فقد توجّه بنفس التوقيت وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى ريف حلب تحديداً لقبر سليمان شاه مؤسس الدولة العثمانية
مراقبون ومحللون في وكالة ميسلون توصّلوا إلى تبادل صريح للرسائل المرئيّة على الأرض..
فالأتراك يقولون للأسد
إن كنت هنا فستجدنا أمامك
فضلاً عن ذلك
سوريا تعتبر منذ الاستقلال لليوم عمقاً استراتيجياً لتركيا ليس فقط بالملف الكردي و العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
بل وخلفية اقتصادية بحتة و ما يعتبره العثمانيون الجدد أنّ حلب هي إرث العثمانيين القديم
إلى هنا يتساءل المواطن السوري العادي بل والتركي أيضا
“الوساطة الإيرانية “إلى أين ..؟؟
من المتوقع ذهاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسميّة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بدعوة من الرئيس الإيرانيّ ..
و لن يغيب حضور الملف الأمنيّ السوريّ الّذي سيكون حاضراً بقوة
خصوصاً بعد تسريبات في الفترة الماضية..
فإيران ستلعب دور الوساطة الأمنية بين دمشق وأنقرة على خلفية التطورات الأخيرة و دخول ميليشيات تتبع مباشرة لفيلق القدس على خطوط التماس مع تركية في خندق واحد مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”فضلاً عن طلب حكومة دمشق ووساطة طهران للحصول على مكاسب سياسيةً وعسكريةً من أنقرة ،
بالاضافة لتزامن الزيارة المرتقبة مع موافقة تركيا لانضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، والذي ردّت عليه روسيا بقصف جوي لنقاط تابعة للمعارضة المسلحة في إدلب اعتبرها عسكريون “حساسة”،
ممّا يعني أنّ تركيا للآن هي من يدير مفاتيح المتغيّرات في الشمال السوري و يمارسون الدبلوماسية جنباً إلى جنب مع القوة العسكرية
فهل تبقى الساحة السورية في الشمال مستقرة أم أنّنا سنشهد في تموز و آب حرارة على الأرض تفوق حرارة الشهرين الماضيين ؟؟