ظهر شريط ضوئي أشبه بسلسلة عملاقة من المصابيح المحلقة في سماء تركيا وسوريا خلال ليلة أمس السبت، ليثير بمنظره المذهل دهشة كل من رآه وتنتشر صوره لتملأ مختلف منصات التواصل الاجتماعي وسط تساؤلات وتخمينات حول مصدره وتكوينه.
وسادت حالة ذعر وقلق انتابت بعض رواد مواقع التواصل إزاء المشهد الغريب الذي لم يجدوا له تفسيراً منطقياً كونه يظهر للمرة الأولى، قبل أن يتبيّن لاحقاً بأن ذلك الخط من الأضواء المتسلسلة والمعلّقة في سماء المنطقة عبارة عن أقمار صناعية صغيرة الحجم تم إطلاقها عبر السماء التركية.
#عاجل
ما تم مشاهدته في السماء قبل قليل في سماء #عنتاب هو مشهد لأقمار صناعية صغيرة تابعة لشركة سبيس اكس، وهي بداية مشروع Starlink لنشر الانترنت من الفضاء pic.twitter.com/QRh8yT1WoC— المجلة التركية Turk Magazine (@turkmgz) July 24, 2022
وبهدف إزالة حالة الغموض، نشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تغريدة على حسابها في تويتر، قالت فيها: “إن الأضواء التي تراها في السماء تتحرك في خطوط، ليست أطباقًا طائرة. إنها الأقمار الصناعية (ستارلينك Starlink) التابعة لشركة (سبيس إكس SpaceX)”.
Gökyüzünde gördüğünüz çizgi halinde hareket eden ışıklar UFO değil. SpaceX’in Starlink uyduları.
— Uzay, Bilim, Teknoloji (@NASAturkiye) March 22, 2020
FCC, SpaceX’in uydu internet projesi için 1 milyon küçük uydu göndermesine onay verdi. Panik yapmayın, keyfini çıkarın. pic.twitter.com/hJJBDbzG5F
وتابعت: “إن لجنة الاتصالات الفيدرالية (الأميركية) وافقت على إرسال شركة سبيس إكس مليون قمر صناعي صغير لمشروع خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. لا داعي للذعر، استمتع”.
سبيس إكس وأقمار ستارلينك
تعود ملكية شركة “سبيس إكس” للنقل الفضائي وصناعة الصواريخ (مقرها في ردموند- واشنطن) للملياردير الأميركي “إيلون ماسك” وهو رئيسها التنفيذي أيضاً. وكان قد أعلن عن عزمه توفير خدمة الإنترنت لسكان كوكب الأرض جميعهم، بحيث تغطي أماكن لم يكن الإنترنت متوفراً فيها سابقاً، وأقمار ستارلينك الاصطناعية هي التي ستربط العالم بشبكة إنترنت أرخص وأسرع من الوضع الحالي، كما أنها ستحل كثيراً من مشاكل التأخير وفقدان البيانات.
ويعتمد الاتصال القمري بالإنترنت على الأقمار الصناعية التي تعمل عمل الوسيط بين المستخدم والشبكة العالمية، على أن يستعين المستخدم بطبق هوائي يسمح بتوجيه البيانات والمعلومات إلى القمر الصناعي عن طريق الموجات الراديوية.
فبدلاً من نقل البيانات والمعلومات عبر الأسلاك الكهربائية (كما هي الحال في الشبكة الأرضية المستخدمة)، فإنّ الاتصال القمري بالإنترنت يعتمد بشكل أساسي على تلك الموجات الراديوية، وهو ما يُعد نقطة إيجابية إذ ترتفع سرعة الإنترنت بنسبة 47 بالمئة.
ولكن المعضلة الكبرى هي المسافات الكبيرة التي ينبغي على المعلومات أن تقطعها من مكان إلى آخر جيئة وعودة، ما يتسبب بحدوث تأخر بوقت الاستجابة، وعلاج هذه المشكلة يُعد تحدياً حقيقياً، وهو تقليص المسافة الفاصلة بين الأقمار الصناعية وسطح الأرض دون الانجرار نحو الغلاف الجوي للأرض.
بدايات مشروع ستارلينك
بدأ تطوير المنتج في عام 2015، وتم إطلاق نموذجي اختبار أوليين من الأقمار الصناعية في شباط 2018، ومن ثم إطلاق مجموعة ثانية من أقمار الاختبار وأول عملية نشر كبيرة لقطعة من المجموعة في الـ24 من أيار 2019.
Falcon 9 has completed 31 missions so far this year, delivering ~351 metric tons to orbit – carrying astronauts & research to the @space_station, deploying Starlink to provide global high-speed internet, as well as many other critical payloads for our commercial & gov customers pic.twitter.com/2t4EWapOrC
— SpaceX (@SpaceX) July 18, 2022
وبلغ عدد الأقمار المرسلة لخدمة ستارلينك منذ عام 2018 نحو ألفي قمر صناعي على الأقل، وتعقيباً على ذلك أشار “ماسك” إلى أنّ 400 قمر صناعي يعد عدداً كافياً لتوفير تغطية جزئية للإنترنت، ومع مضاعفة هذا الرقم ستزداد الحظوظ في تغطية أوسع وأشمل. ويزن الإصدار الحالي من القمر الصناعي نحو 260 كيلوغراماً، ويبلغ حجمه حجم ثلاجة متوسطة.
Orbital Launch no. 87 of 2022 🇺🇸🚀🛰️➕
— Space Intelligence (@SpaceIntellige3) July 20, 2022
Starlink L52 | SpaceX | July 21 | 1313 ET@SpaceX to launch another batch of 46 #Starlink V1.5 🛰️(G3-02) on its #Falcon9 FT🚀(booster #B1071.4) from @SLDelta30, California.@homem_doespaco @nkknspace pic.twitter.com/9z7jwQsYSB
توزع أقمار ستارلينك وطبيعة حركتها
وتوجد هذه الأقمار الصناعية على مدار جغرافي ثابت فوق خط الاستواء وفي نفس اتجاه حركة دوران الأرض. ويختلف ارتفاعها وبعدها عن الأرض بحسب تغطيتها الجغرافية المطلوبة.
وتواجه هذه الآلية وجود بعض التخوفات من قبل عدة علماء، تكمن في أخطار اصطدام الأقمار الصناعية أو الصواريخ الفضائية ببعضها عند التحليق، أو أن احتراق المعدن بهذه الكمية من شأنه أن يتسبب بخلل في تركيبة الغلاف الجوي.