تخطى إلى المحتوى

هجـ.ـوم غير مسبوق لكبرى الصحف الأمريكية على بايدن بسـ.ـبب سوريا: زعامتنا في خطـ.ـر حقيقي

هجـ.ـوم غير مسبوق لكبرى الصحف الأمريكية على بايدن بسـ.ـبب سوريا: زعامتنا في خطـ.ـر حقيقي

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست(Washington Post) أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تخلّى عن الملف السوري لمصلحة روسيا وإيران، الأمر الذي يُظهر فشل بايدن في إدارته بمعالجة الأزمة السورية وملفات الشرق الأوسط، خلافاً لبرنامجه الانتخابي، إضافة لدوره لترك الساحة السورية لروسيا وإيران.

وقالت الصحيفة الأمريكية في مقالها أمس، إن رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أظهرت تخلّيه عن أي دور للقيادة الأمريكية في معالجة الأزمة في سوريا، معتبرة أن “سياسة الإهمال هذه تقوّض المصالح الأمريكية والإقليمية، وتهدّد بترك أمن المنطقة في أيدي روسيا وإيران”.

وأشار كاتب المقال إلى أن بايدن لم يذكر سوريا علناً خلال رحلته التي استغرقت أربعة أيام إلى الشرق الأوسط، “والتي وُصفت بأنها دليل على مشاركة الولايات المتحدة في منطقة تحقّق فيها قوى مثل روسيا والصين تقدماً”، إلى جانب أنه -أي الرئيس الأمريكي- لم يأت بأفكار جديدة لحل الأزمة السياسية السورية و”لم يوجّه أي تحذيرات علنية لدول الخليج التي كانت تُنهي ببطء ولكن بثبات الوضع المنبوذ للرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواصل ارتكاب الفظائع الجماعية ضد شعبه”، لكن في الوقت ذاته جاء ذكر سوريا على لسان بايدن أثناء الترويج لعملية أمريكية استهدفت زعيم تنظيم داعش في منطقة عفرين بريف حلب شمال سوريا.

روسيا وإيران هما من يقرر!

وعاد المقال إلى الفترة الانتخابية التي سبقت تولّي بايدن الرئاسة الأمريكية، وذكّر الكاتب بأن بايدن وخلال ترشيحه تعهّد بمنع هجمات إضافية من قبل تركيا تجاه حلفائهم الأكراد (ميليشيا PKK) لكنه في الوقت الراهن ترك ملف الميليشيات الكردية في سوريا في أيدي إيران وروسيا لتقرّرا مصير المنطقة مع تركيا في القمة التي عُقدت أمس في العاصمة الإيرانية طهران، وغابت عنها واشنطن.

كما إن المقال أشار إلى أن روسيا وإيران تعملان على توسيع الشراكة العسكرية التي أقامتاها في سوريا لاستخدامها للحرب في أوكرانيا، وقال: “تستخدم روسيا الأسلحة التي جرّبتها على المدنيين السوريين لقتل المدنيين الأوكرانيين. كما تهاجم روسيا الآن حلفاء الولايات المتحدة في سوريا – القوات المحلية التي تساعد القوات الأمريكية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العديد من السوريين يرون أن إدارة الرئيس بايدن “مفقودة في العمل”، مستشهدة بخطاب الناشط الحقوقي السوري “عمر الشغري” في مجلس الأمن في 29 من الشهر الماضي، حين هاجم سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا واتهمها بـ “نكث عهودها” تجاه الملف السوري، حيث قال الشغري: “الولايات المتحدة، اقتصرت حكومتكِ مؤخراً على التصريحات الجوفاء، ولا تتخذ أي إجراءات.. من المفترض أن تكوني قائدة العالم الديمقراطي. لم أعُد أراكِ في هذه الساحة العالمية بعد الآن”.

تعطيل قانون قيصر

وفيما يخص العقوبات الأمريكية على نظام بشار أسد وميليشياته قال كاتب المقال: “في حين أنه من الصحيح أن إدارة بايدن لم ترفع أي عقوبات عن الأسد، إلا أن فريق بايدن لم ينفّذ أياً من العقوبات المنصوص عليها في القانون المعروف باسم قانون قيصر، والذي ينص على فرض عقوبات على أي دولة أو شركة تتعامل مع الأسد. النظام الحاكم. في الواقع، نظرت الإدارة في الاتجاه الآخر بينما يستفيد الأسد من صفقة غاز إقليمية جديدة”.

واعتبرت الصحيفة أن المكان الوحيد الذي نشط فيه فريق الرئيس بايدن كان في أروقة الأمم المتحدة، “حيث قاتل الوفد الأمريكي للحفاظ على ممر المساعدات الإنسانية الوحيد المتبقي الذي يوفر الغذاء والدواء الحيوي لملايين السوريين الذين يعيشون خارج سيطرة النظام في محافظة إدلب، وحتى هناك، وافقت الولايات المتحدة على نسخة روسية من القرار تقيّد تمديد طريق المساعدات بستة أشهر”.

وأشار المقال إلى أن مسؤولي إدارة بايدن ما زالوا يجادلون في أن الحفاظ على مستويات منخفضة نسبياً من العنف والإرهاب والتركيز على المساعدات هو أفضل ما يمكن أن تأمله الولايات المتحدة في سوريا، وأضاف: “لكن مستويات العنف تبدو منخفضة فقط إذا تجاهل المرء حقيقة أن روسيا والأسد يتعمّدان تجويع الملايين من الأبرياء وتعذيب عشرات الآلاف من المدنيين في الحجز”.

وتؤكد الصحيفة الأمريكية أنه طالما أن حلفاء نظام أسد روسيا وإيران يسيطرون على الدبلوماسية “فلن تحقّق سوريا أبداً سلاماً مستداماً”، وأنه بدون دفعة دبلوماسية جديدة بقيادة الولايات المتحدة ستستمر سوريا في كونها دولة مصدِّرة للإرهاب والمخدرات واللاجئين، خاصة أن مسؤولي إدارة بايدن أقرّوا قبل تولّيه منصبه بذلك.

ونقلت عن مستشار السياسة الخارجية للمرشح بايدن، أنطوني بلينكين قوله: “لقد فشلنا في منع خسارة مأساوية في الأرواح وتحوّل ملايين الأشخاص إلى لاجئين أو نازحين داخلياً، وهذا شيء علينا جميعاً أن نتعايش معه.. هذا هو أحد الأشياء التي نتطلع إليها بجدّية، وبعد ذلك، إذا تم تكليفنا بالمسؤولية، فهذا شيء سنحتاج إلى العمل بناءً عليه”.

وختم كاتب المقال بأن على الرئيس الأمريكي جو بايدن تحمُّلَ المسؤولية والتصرف تجاه الأزمة السورية، معتبراً أنه “لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون زعيمة في الشرق الأوسط بينما تترك الأزمة السورية تتفاقم إلى ما لا نهاية وتترك الشعب السوري يعاني بلا نهاية”.

Advertisements