تخطى إلى المحتوى

ألمانيا.. محاكمة جنرال انتحل صفة لاجـ.ـئ سوري لإثـ.ـارة الرأي العام

ألمانيا.. محاكمة جنرال انتحل صفة لاجـ.ـئ سوري لإثـ.ـارة الرأي العام

تحويل الكراهية إلى أفعال، باتت السّمة البارزة في الخطاب السياسي المناهض للاجئين السوريين على مر السنوات السابقة، في الدول التي تستضيفهم سواء الأوروبية أو الإقليمية، والتي كانت الدافع وراء انتحال جنرال ألماني لصفة لاجئ سوري وتخطيطه لاغتيال مسؤولين في ألمانيا، في محاولة لإثارة الرأي العام ضد اللاجئين.

حيث كشفت البيانات، أن أعداد السوريين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية زاد بثلاثة أضعاف في عام 2021 مقارنة مع 2020، بعد أن استوفى كثيرون ممن فروا من سوريا في الفترة ما بين 2014 و2016 المعايير المطلوبة.

وقال المكتب الاتحادي للإحصاء، في حزيران/يونيو الفائت، إن العدد الإجمالي للأجانب الذين حصلوا على الجنسية الألمانية قفز بمعدل 20 بالمئة في العام 2021، ووصل إلى ما يقرب من 131600 من بينهم 19100 سوري.

خطاب الكراهية تضخمه الدعاية

المحكمة الألمانية، أصدرت أمس الجمعة، حكما بالسجن على جندي بارز في الجيش الألماني، ادعى أنه لاجئ سوري وخطط لقتل قادة حكوميين في بلاده، في محاولة لإثارة مشاعر الجمهور الألماني ضد المهاجرين واللاجئين السوريين.

ووفقا لشبكة “سي إن إن”، فقد حُكم على الضابط، الذي يطلق عليه اسم فرانكو أيه، بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف بتهمة التآمر لشن هجوم إرهابي على سلطات عالية المستوى، أثناء انتحاله صفة لاجئ سوري.

وكان المتهم قد خطط لتنفيذ الاعتداء، الذي كان يهدف لقتل وزير العدل آنذاك ونائب رئيس البرلمان وناشط في مجال حقوق الإنسان، في مطلع العام 2017 بعد الحصول على هوية مزورة كلاجئ سوري.

وفي ذلك الوقت، قالت السلطات الألمانية، إن المدعى عليه كان ينوي تنفيذ الاعتداءات، التي كانت ستعتبر جريمة إرهابية إذا ما نفّذها طالب لجوء مسجل.

وبما أنه تم إدراج فرانكو كلاجئ سوري مقيم في ولاية بافاريا دون أن يتحدث العربية، فقد اعتقد الادعاء أن هذا تم من أجل إضعاف الثقة في عملية اللجوء، التي تقوم بها الحكومة الألمانية.

وفي شباط/فبراير 2017، احتجز فرانكو في مطار فيينا بينما كان يحاول جمع مسدس محشو كان قد خبأه في المرحاض، وكشف الادعاء أن المتهم قام بسرقة أسلحة ومتفجرات من الجيش الألماني لتنفيذ هجمات، بالرغم من أنه لم يتضح مكان حصوله على السلاح أو ما كان يخطط له عند القبض عليه.

الجدير ذكره، أنه رغم دعمها السخي للاجئين، انتقدت منظمة “العفو الدولية” في تقاريرها المتعاقبة منذ عام 2016 الحكومة الألمانية بسبب ما أسمته “تراجعا” في اهتمامها بحقوق الإنسان في سياستها تجاههم، ورصدت المنظمة تزايدا في جرائم العنصرية ومعاداة الأجانب في ألمانيا.

موجات العنصرية تتصاعد

الخطاب الرافض لوجود اللاجئين السوريين في لبنان، لا زال متصاعدا لا سيما من قبل الحكومة اللبنانية، والأحزاب السياسية التي تستخدم اللاجئين كورقة سياسية للحصول على مزيد من الأصوات خلال الانتخابات.

وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين، رفض فكرة عدم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وذلك خلال لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون.

واعتبر شرف الدين في تصريحات نقلها موقع “النشرة” اللبناني الاثنين الفائت، أن فكرة عدم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، “مرفوضة كليا“، واصفا المناطق السورية بأنها “آمنة للعودة بعد انتهاء الحرب” حسب قوله.

وأشار الوزير اللبناني إلى أن حكومته تملك خطة، تهدف من ورائها إلى “إعادة 15 ألف نازح شهريا”. مؤكدا في ذات الوقت، أن بلاده ترفض وجود النازحين الملاحقين من قبل أجهزة الأمن السورية، حيث أشار إلى أن السلطات في لبنان، ستعمل على ترحيلهم إلى دولة ثالثة في حال رفضوا العودة إلى سوريا خوفا من الاعتقال.

وتابع: “سنترك للمطلوبين أمنيا الخيار، إما بكتابة تعهد بعدم الإضرار بالدولة السورية، أو الترحيل إلى دولة ثالثة. تمكنا في السنة الجارية من الاستحصال على تأشيرات هجرة لـ9 آلاف نازح، خمسة آلاف غادروا لبنان، والأربعة آلاف الآخرون على الطريق“.

وتصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في لبنان، حتى وصل إلى بعض رجال الدين، الذي بدأوا بالتحريض ضد السوريين والدعوة إلى ترحيلهم من لبنان. وتداول ناشطون ووسائل إعلام خلال الأيام الماضية، تسجيل مصور للشيخ اللبناني يحيى عراجي، وهو يحرّض ويدعو لترحيل السوريين من الأراضي اللبنانيين.

إبادة رمزية للاجئين السوريين بالأخبار التركية

بين تشرين الأول/أكتوبر 2019 وآب/أغسطس 2020، وثّق “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” ثماني حالات اعتداء على سوريين في تركيا، واستشهد التقرير بستة خطب وتغريدات متشابهة من قبل مشاهير، وسياسيين أتراك في الفترة ما بين شهري تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر 2020، كان إحداها كلمة لعضو بارز في الحزب “الطيب”، إيلاي أكسوي، تندد فيها بتوظيف المرأة السورية.

وترديدًا لخطاب كمال كليجدار أوغلو، غردت عضوة البرلمان السابقة والأكاديمية، بيلين غوندس، في 21 شباط/فبراير، “لا توجد نساء سوريات في سوق العمل. هل سبق ورأيت امرأة سورية تقوم بأي عمل منزلي؟ تقوم نسائنا ونسائنا الأوزبكية والتركمان بهذه الأشياء. عمري 48 سنة وما زلت أعمل حتى أيام الأحد. لكن بقاء النساء السوريات في المنزل يرهقني “. اعتبر الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي، أن تغريدتها تحرض على كراهية السوريين في تركيا.

بالنظر إلى أن اللاجئين السوريين في تركيا يتمتعون بوضع “الحماية المؤقتة” منذ عام 2014 ، فإن عدم منح حقوق المواطنة الكاملة والإقامة الدائمة، والتوظيف المنتظم وحتى المطالبة بوضع اللاجئ أدى إلى وضع غير مستقر.

آثار خطابات العنصرية والكراهية على حياة اللاجئين السوريين في تركيا، يبدو أنها بدأت تظهر بشكل جلي، لتشكل أمامهم عوائق إضافية زادت من حجم معاناتهم في شتى مجالات الحياة، السكن، العمل، الإجراءات القانونية…الخ.

لم تقتصر آثار العنصرية وخطابات الكراهية، التي باتت متداولة عن السوريين في تركيا على إيجارات المنازل، بل امتدت إلى مجالات حياتية أخرى كالعمل، وصعوبة إنجاز الإجراءات القانونية وسط تضييق واضح يعاني منه اللاجئون السوريون في البلاد، أرغمهم على التفكير في الهجرة إلى بلد ثالث.

Advertisements