دفع تزايد الخطاب العنصري المعادي للاجئين السوريين في تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي بفعل تحريض بعض أطراف المعارضة، إلى انتشار الأكاذيب والشائعات التي تحيط بالسوريين بشكل كبير والتي تستهدف وجودهم وأمنهم في تركيا.
ومنذ مطلع الشهر الجاري رصد موقع “أورينت نت” 5 أكاذيب تهدف إلى تخويف اللاجئين السوريين وتشويه سمعتهم وشحن المواطنين الأتراك ضدهم، وفيما يلي أبرزها:
إثارة حرب أهلية
قبل نحو أسبوع، قالت وكالة الأناضول في خبر لها إن وزارة الداخلية التركية رفعت شكوى جنائية إلى مكتب المدّعي العام في أنقرة ضد أوزداغ الذي أطلق العديد من الأكاذيب ضد اللاجئين وأعلن أن “حرباً أهلية ستندلع”، وذلك بتهمة “تحريض الناس على الكراهية والعداء وإهانة الأمة ومؤسسات الدولة التركية، ونشر الذعر بين الناس”.
ولفتت الوزارة في الالتماس إلى أن أوزداغ قدّم معلومات كاذبة ومضلّلة عن أجهزة الدولة بهدف تشويه سمعة الموظفين العموميين، وتقويض الثقة في المؤسسات العامة، والتأثير على الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة التي تسهّل الوصول إلى المستخدمين، وذلك في تصريحاته التي أطلقها في 4 من تموز الجاري.
وأشار مَحضر الشكوى إلى أن وزير الداخلية سليمان صويلو قدّم معلومات حول عدد الأجانب في تركيا، والذين مُنعوا بشكل غير قانوني من الدخول، وعدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم القبض عليهم وترحيلهم، فضلاً عن أن العديد من المعلومات الإحصائية عن المهاجرين في تركيا يتم الإعلان عنها أسبوعياً على الموقع الإلكتروني لمديرية إدارة الهجرة، إلا أن أوزداغ كان يحاول خلق تصوّر غير واقعي حول تلك المعلومات.
حفل زفاف لسعوديين لا لسوريين
قبل أيام، ذكرت وسائل إعلام تركية أن عدداً من السوريين أثاروا غضب الأتراك في أورفا بعدما لوّحوا بأعلام غريبة وحزم من الدولارات بأيديهم من داخل رتل من السيارات الفارهة كان يجوب المدينة.
وأشار موقع “”ستون دقيقة” إلى أن هذا الإجراء دفع عشرات الأتراك إلى التجمع على جانب الطريق أثناء مرور القافلة، حيث قاموا بركل المركبات ورددوا هتافات مناهضة لهم.
وشارك الأتراك على نطاق واسع العديد من مقاطع الفيديو للحادثة التي قالوا إنها لسوريين يستعرضون قوتهم وثراءهم في حين تبيّن أن المشاركين في الحفل كانوا سعوديين، ما دفع استدعاء تدخل الشرطة لمنع تطور الموقف وتحوله إلى شجار.
إضعاف مناعة الأتراك
في اتهام عنصري جديد للسوريين الذين باتوا على جدول أعمال ماكينة التحريض الإعلامية التركية بشكل يومي، اتهمت المؤرخة التركية “نورشين إكان كيلينتش” السوريين بالمسؤولية عن إضعاف نظام المناعة لدى الأتراك، والتسبب بازدياد أمراض حوالي 4 أو 5 أمراض جلدية مثل الحصبة والجدري والصدف وأمراض جلدية أخرى.
وزعمت كيلينتش في تغريدات على حسابها في تويتر أن معدل المرض في البلاد ارتفع بسبب سياسة الهجرة الخاطئة التي تنفذها تركيا.
وأشارت إلى أن أمراض الحصبة في اليد والقدم والجدري قد ظهرت مرة أخرى في تركيا بعد هجرة السوريين واللاجئين الذين قدموا إليها دون تطعيم.
وزعمت في تغريدة لها أنه بسبب سياسة الهجرة الخاطئة، دخل مليونا سوري غير ملقحين إلى تركيا التي تتبع سياسة التطعيم منذ 50 عاماً، ما تسبب بإضعاف سياسة التطعيم وعودة ظهور الحصبة التي لم تظهر منذ 30 عاماً في البلاد، فضلاً عن ارتفاع معدلات الإصابة بالجدري، الذي كان بنسبة 2 بالألف، لتصبح نسبته 4 بالمئة، وفق ما قالت.
اغتصاب طفلة سورية على يد أفغان
ادعى رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ عبر تغريدة في تويتر، أن أربعة شبان يحملون الجنسية الأفغانية قاموا باغتصاب طفلة سورية تبلغ من العمر 12 عاماً في حي أسنلار نامق كمال ما تسبب بنزول الناس إلى الشوارع، وتعرض الأفغان للضرب المبرح.
إلا أنه تبيّن كذب هذا الادعاء حيث نفى مكتب قائم مقام منطقة أسنلار المزاعم التي أطلقها أوزداغ داعياً في بيان إلى توخي الحذر في نشر وتصديق مثل هذه الأخبار التي تهدف إلى الإخلال بالنظام العام والأمن.
مكافأة السوريين “المتحرشين”
في الفترة ذاتها، ومن المصدر التحريضي ذاته، ادعى حزب النصر على تويتر أن بلدية بورصة قامت بتنظيم رحلة لشبان سوريين إلى إسطنبول، واتهم الحزب في منشوره البلدية بمكافأة السوريين “الذين قاموا باغتصاب مواطنين أتراك وتحرشوا وضايقوا النساء التركيات قبل أيام” وفق زعمه.
ولم يتأخر رد بلدية بورصة على اتهامات حزب النصر العنصري، فبعد ساعات قليلة على نشر الادعاء، نشر مستشار رئيس البلدية فرحات مراد رداً قاسياً هاجم فيه حزب النصر، وقال مراد “إذا كنتم تمارسون السياسية حقاً، فبدلاً من صياغة جمل ” Mış ” و ” Muş ” – المعروفة باستخدامها في اللغة التركية عند وصف حدثٍ لم يُرى بالعين- ، بدلاً من ذلك يمكنكم معرفة حقيقة الأمر عبر سؤال المؤسسة”.
وتصاعدت نبرة الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا مع اقتراب الانتخابات، وباتت المعارضة تتخذ منهم ورقة للضغط على الحكومة، ووسيلة للتأثير على الرأي العام في البلاد.