تخطى إلى المحتوى

أصدقاء في العالم الافتراضي يمنحون أسرة سورية لاجـ.ـئة فرصة جديدة للحياة (صور)

أصدقاء في العالم الافتراضي يمنحون أسرة سورية لاجـ.ـئة فرصة جديدة للحياة (صور)

في نيسان 2021، كانت أسرة طه تعاني بعدما أمضت عقداً من الزمان تقريباً في مخيم للاجئين بلبنان، فقد فرت عقيلة الفارس طه وزوجها وأولادها الخمسة من سوريا في عام 2012، ثم توفي الزوج فجأة في عام 2020.

ولهذا كانت لموجة رسائل الواتساب من قبل أطفال موجودين في الطرف الآخر من العالم تأثير كبير على تلك الأسرة، إذ تشرح عقيلة كيف غير هؤلاء الأصدقاء الافتراضيين من أوتاوا حياة أطفالها فتقول: “كنا نحس بأننا منبوذون في لبنان”، وذكرت كيف كانت ترى أطفالها وهم يضحكون ويتبادلون فيديوهات الرقص مع أطفال كنديين وقفوا بجانب تلك الأسرة وقت الشدة.

كانت تلك الأسرة تقيم في بيت مؤقت بانتظار عملية تمويل لجوئها إلى كندا عندما توفي الأب، واسمه خضر الفارس طه، بصعقة كهربائية أمام أسرته أثناء قيامه ببعض الإصلاحات. وقد سمعت معلمة في أوتاوا، اسمها ليندسي بار، بتلك المأساة، ولذلك قررت أن تفعل شيئاً تجاه تلك الأسرة، ولهذا بدأت بتنظيم محادثات على الشابكة بين أصدقاء بالمراسلة عبر تطبيق زووم وذلك بين تلاميذ التعليم الابتدائي ضمن برنامج رائد يعرف باسم: أطفال يغيرون العالم، وبين حسين طه، 13 عاماً، ومحمد طه، 12 عاماً.

Capture 36

وعن تلك التجربة تخبرنا ليندسي فتقول: “أقدم دائماً حلولاً عندما أعلم بأمر مشكلة ما، وذلك لأن الأطفال يمكن أن يصابوا بالقلق أو الاكتئاب بسبب وطأة تلك الأخبار”، إذ يتمحور البرنامج الذي تعمل عليه حول تعليم الأطفال طرق الانخراط والمشاركة بالقضايا الاجتماعية.

وهكذا، وخلال السنة التي تلت ذلك، بدأ الشقيقان من أسرة طه بإرسال فيديوهات راقصة كتلك الموجودة على تطبيق تيك توك وتبادلها مع أطفال في أوتاوا ممن يخضعون لذلك البرنامج، إذ تقول كايا كاور سادانا، وهي فتاة في الحادية عشرة من عمرها تعيش في أوتاوا: “علمنا بكل ما حدث لهم، وبأن منزلهم لم يكن آمناً، إذ ينبغي ألا يعيش أي شخص في بيت غير آمن أو أن يتعرض لتلك الظروف”.

صناعة التغيير

أثناء تشكل تلك الصداقة العابرة للحدود بين الأطفال، أخذت المعلمة تتواصل مع جمعيات للشباب واليافعين من مختلف الأديان، وذلك حتى يشارك الجميع في تلك المبادرة.

ولهذا شعر بيتر جيليز، وهو عضو في الكنيسة الموحدة بكيبيك، بسعادة غامرة عندما رأى جاليات مختلفة وهي تتوحد من أجل تقديم المساعدة، فقد بدأت الكنيسة بتمويل عملية استقدام تلك الأسرة منذ أواخر عام 2018، حيث جمعت تبرعات بلغت 30 ألف دولار إلى جانب ترتيب أمور استقدام تلك الأسرة إلى أن تصل بأمان إلى كندا، وعن ذلك يحدثنا بيتر فيقول: “إن من يرتاد الكنائس اليوم هم من العجائز، ولكني أرى أمامي اليوم مجموعة مفعمة بالحيوية من الشبان والشابات”، وأضاف بأنه من المؤثر جداً بالنسبة له رؤية الكثير من الشبان والشابات الذين يدينون بأديان مختلفة وهم يتعاونون سوية، إذ تعاونت ثلاث جمعيات يدين القائمون عليها بأديان مختلفة على تجهيز شقة لأسرة طه.

Capture 37

تحدثنا آري غود وهي عضوة في إحدى تلك الجمعيات الشبابية، ومن الشخصيات التي تواصلت مع أسرة طه، فتقول: “من الرائع جداً أن تكون قادراً على وضع الدين جانباً وأنت تساعد الناس وتفعل الخير تجاه العالم وأنت تصنع التغيير”.

وأخيراً، وبعد أشهر من الانتظار، اجتمع 35 شخصاً بينهم ممثلون عن تلك الجمعيات الشبابية في مسجد الرحمة لاستقبال أسرة طه والترحيب بها.

Capture 38

وقد سرت ليلى شنار، 10 أعوام، من جمعية أطفال يغيرون العالم، بلقاء هذين الشابين من تلك الأسرة السورية بشكل شخصي، وعن ذلك تقول: “رأيت شقيقي وهو يضرب كفه بكفيهما على طريقة الشباب وهو يتفوه بكلمة عربية”. أما دارا ليثويك وهي عضوة في جمعية يهودية فقد قالت عن تلك التجربة: “تعجبني فكرة اجتماع كل هؤلاء اليافعين الذين ينتمون لبيئات مختلفة من أجل المساهمة في استقبال تلك الأسرة، فقد بنينا علاقة مع الجميع، صحيح أن ذلك استغرق مدة، ولكني أرى مستقبلنا في ذلك”.

Capture 39

وكما عبرت دارا عن مشاعرها، أكدت مريم عبد الله، 16 عاماً، على مشاعر التوحد التي أحست بها، حيث قالت: “لقد اجتمعنا كلنا هنا سوية وكأننا ننتمي لجالية أو مجتمع واحد”.

Capture 40

في الوقت الذي تعمل فيه جمعية أطفال يغيرون العالم على مساعدة تلك الأسرة السورية، يخطط القائمون عليها لاستقبال أسر أفغانية وأوكرانية مستقبلاً.

وفي هذه الأثناء، قدمت الطفلة إيسلا وود، 11 عاماً، من جمعية أطفال يغيرون العالم بعض النصائح لمجتمع أوتاوا الأكبر حول التعاون مع اللاجئين، حيث قالت: “امضوا في دعمهم، ورحبوا بهم، وابتعدوا عن الحقارة معهم”.

Advertisements