تخطى إلى المحتوى

جـ.ـدال حاد في مجلس الأمن حول سوريا وغوتيرش يوجه صفـ.ـعة لروسيا والأسد

جـ.ـدال حاد في مجلس الأمن حول سوريا وغوتيرش يوجه صفـ.ـعة لروسيا والأسد

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة تمديد مجلس الأمن موافقته على تسليم المساعدات من تركيا إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غرب سوريا، قائلاً إنه “لا يمكننا التخلي عن شعب سوريا”، فيما طالبت غالبية الدول الأعضاء بمجلس الأمن بضرورة استمرار آلية المساعدات إلى سوريا.

جاء ذلك يوم الإثنين، في جلسة أعضاء مجلس الأمن المنعقدة حالياً بالمقرّ الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول مستجدات الأوضاع السورية، بمشاركة الأمين العام “أنطونيو غوتيريش” ووكيله للشؤون الإنسانية “مارتن غريفيث”، وممثلي كلّ من تركيا وإيران لدى الأمم المتحدة، وفق ما نقلت الأناضول.

وحذّر غوتيريش في كلمته خلال الجلسة، من “الوضع الإنساني المزري لملايين الأشخاص”، وأوصى أعضاء المجلس بتمديد آلية المساعدات لمدة عام من معبر “باب الهوى” على الحدود التركية.

“قرار حياة أو موت”

من جانبها، اعتبرت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، ليندا توماس غرينفيلد، أن تمديد التفويض الحالي لآلية المساعدات عبر معبر باب الهوى بمثابة “قرار حياة أو موت”.

وقالت في كلمتها خلال الجلسة “المطلوب الآن هو المزيد من إيصال المساعدات عبر الحدود، ومن الواضح أن الفشل في تجديد تفويض المعبر الحدودي ستكون له عواقب وخيمة”.

وتابعت: “إن أكثر من أربعة ملايين شخص يعيشون على حافة الهاوية، ولم يعودوا قادرين على التأقلم.. نحن أمام قرار حياة أو موت”.

وأوضحت أن “هذه مسألة لا تتعلق بالسياسة، إنما تتعلق بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية لملايين الأشخاص الذين يعتمدون علينا.. هذه فرصتنا للالتقاء مرة أخرى بصوت واحد، والالتزام بإنسانيتنا والارتقاء إلى مستوى المثل العليا لميثاق الأمم المتحدة”.

أما مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ديمتري بولانسكي، فقال إن بلاده مقتنعة بضرورة إيصال المساعدات بالتنسيق مع ميليشيات حكومة أسد.

وأضاف “من الممكن أيضاً أن يزداد إمداد شمال غرب سوريا بالمساعدات عبر خطوط التماس بعد إغلاق معبر باب الهوى”.

وخلال الجلسة، توالت كلمات ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس، مؤكدةً ضرورة المحافظة على آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود باعتبارها “شريان حياة لملايين السوريين الذين يعيشون أوضاعاً مزرية في الشمال الغربي من بلدهم”.

وفي 10 تموز المقبل، من المقرر أن يصوّت المجلس على استمرار فتح معبر باب الهوى من تركيا أمام قوافل المساعدات للأهالي في شمال غرب البلاد الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، ما يشكل صفعة لكل من روسيا وأسد اللذين يطالبان بإيصال المساعدات عبر مناطق سيطرتهما في سوريا.

حياة الملايين على المحكّ

وسيترتّب على عدم تجديد القرار عواقب إنسانية وخيمة وسيؤدّي على الفور إلى تعطيل عملية الإغاثة المنقذة للحياة التي تقوم بها الأمم المتحدة، ما يغرق الناس في شمال غرب سوريا في بؤس أعمق ويهدّد وصولهم إلى الغذاء والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتشير أرقام المنظمات غير الحكومية إلى أنه في العام 2021، سمح طريق باب الهوى للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى أكثر من 2.4 مليون شخص شهرياً في شمال غرب البلاد. وشمل ذلك توفير الغذاء لـ 1.8 مليون شخص، والمساعدة الغذائية لـ 85 ألف شخص، والتعليم لـ 78 ألف طفل، والدعم لـ 250 ألف امرأة وفتاة. في حين لم تصل المساعدات الداخلية عبر خطوط التماسّ إلا لأقل من 50 ألف شخص.

وكانت معركة دبلوماسية ضخمة شهدتها أروقة الأمم المتحدة في تموز 2020 لإقناع روسيا بالإبقاء على معبر باب الهوى مفتوحاً، حيث استخدمت روسيا والصين “الفيتو” ضد قرار للأمم المتحدة كان من شأنه الإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا.

وفي 9 تموز 2021 تم تمديد تفويض معبر باب الهوى لمدة عام واحد، ولكن منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط، اقتربت العلاقات مع الغرب من الانهيار وانسحب الوفد الروسي مراراً من اجتماعات الأمم المتحدة بسبب “الاشمئزاز” من الانتقادات الموجَّهة إلى موسكو.

Advertisements