تخطى إلى المحتوى

الكون كلّه واعٍ وعلى اتصال مع بعضه البعض حسب هذه الدراسة في ميكانيكا الكم!

الكون كلّه واعٍ وعلى اتصال مع بعضه البعض حسب هذه الدراسة في ميكانيكا الكم!

الكون كلّه واعٍ وعلى اتصال مع بعضه البعض

في الآونة الأخيرة، طرح الفيزيائي ستيوارت هامروف، باحثٌ من مركز أبحاث الوعي بجامعة أريزونا، نظرية ثورية وجميلة للغاية، تفسّر شيئًا يخص الوعي.

في دماغنا، يحدث تصادمٌ كموميٌّ يولّد “الفكرة”، وكأن الدماغ جهاز كمبيوتر كمومي، اخترعته الطبيعة، وهذا الجهاز يمكنه الاتصال “عقليًا” – كما لو شبكيًا – بأي نقطة أو حضارة في الكون. هنا تنازع العلم والفلسفة في شرح آلية الوعي لدينا.

بحث العلم عن مادة تحمل الفكر وتتصل بالوعي، لنفترض، الخلية العصبية، وهذا يعني أنه عندما تموت الخلايا العصبية في الدماغ مثلًا، يختفي الوعي. أما الفلسفة، فقد فصلت “الفكر” عن “الدماغ”، وفسّرته بـ “هالة” محيطة برأس الشخص. وهنا حاول العلماء تفسير وجهة نظر الفلسفة بالاستعانة بقرّاء نفسيين، ولكن لم يعطِ ذلك نتيجة واضحة عن ماهية الموضوع، وتبيّن أن أغلبهم سحرة.

ظهرت ميكانيكا الكم في القرن العشرين، التي فسرت الكثير من الظواهر حولنا، وتبيّن أنها هي أيضًا تفسّر شيئًا عن “الوعي”. تقول ميكانيكا الكم: المادة والطاقة في حالتهما الطبيعية، ليستا محددتين، أي لا يمكن الحكم على ماهيتمهما بدون تدخّل من طرف ثالث راصد، لنقل أنه الإنسان، فالضوء مثلًا، عبارة عن موجة ومجموعة من الجسيمات (الفوتونات). ولكن بمجرد أن يتدخل تفكير الإنسان، تصبح المسألة محددة؛ يصبح الضوء إما موجة أو جسيم، اعتمادًا على ما هو “متوقع” أن يصدر منه.

ومن هنا، اختلف العلماء في معلومتين: يقول البعض أن العالم لا وجود له في الأصل، حتى ننظر إليه نحن، بينما يدعي البعض الآخر أن العالم كله واعٍ، أو مليء بالوعي، كل شيء فيه يعمل عمل مُراقِب، أي يشمل ذلك الجمادات، حتى الخشب والحجر لديهما وعي وهما مُراقِبان، كالإنسان.

هل يغير الوعي الكون؟ ولمَ المراقب مهم هنا؟ في إجابة عن هذين السؤالين، اشتبه عالمٌ من جامعة أكسفورد، عالم الفيزياء روجر بنروز، أن الوعي له طبيعة كمومية، ولكن بالمساعدة مع العالم هامروف، توصل العالمان إلى أن نظرية الكم وحدها غير قابلة لتفسير الوعي، لأنها تسمح بالتخاطر وقراءة الأفكار والتدخل بالأرواح، وكل ذلك غير محتمل علميًا، لأنه يخص “التصوّف”، وهما يريدان التفسير العلمي.

يقول بنروز أن كل جسيم في الكون هو مجرد انحناء في الزمكان، عندما ينفجر هذا الانحناء، يحدث الانهيار الكمومي ويظهر الوعي. اقترح هاميروف أيضًا أن الخلايا العصبية في الدماغ تنظم هذه الانحناءات من الزمكان، وتشكّل ملوثات عضوية ثابتة تشكل شيئًا مثل الموسيقى، يمكن أن تحتوي هذه الموسيقى على فكر وذاكرة ومعلومات، أي أنها واعية!

توصّل العلماء أن الضوء بحد ذاته هو الوعي. كان يُعتقد أن المراقب الواعي “الإنسان” يفرض اتخاذ القرارات. من الواضح الآن أن العكس هو الصحيح: الانتقال الكمي، هو من يولد الوعي. ويأتي الاستنتاج الأهم، وهو أن الوعي خُلق قبل الحياة.

الإنسان واعٍ، والحجر واعٍ، ولكن الإنسان “أكثر وعياً” من الحجر فقط لأن الخلايا العصبية في الدماغ هي بيئة أكثر ملاءمة للانتقال الكمي من التركيب البلوري للحجر أو الألياف الخشبية مثلًا، إذًا الإنسان بالتأكيد ليس الكائن الوحيد أو الأول، الذي يفكر. ذلك لأن الكون بدأ بكونه “ميجامايند” (عقل ضخم) ، ولكن بعد ذلك أصبحت المادة غائمة، وبدأت فترة من اللاوعي. وعندما انتهت فترة اللاوعي، بدأت الجزيئات المعقدة في الظهور، وبمساعدتها، بدأ الكون “يفكر” بشكل أكثر وضوحًا ودقة.

هذا يعني أننا بمجرد أن نفكر، فإن الانتقال الكمي هو ما يأخذنا إلى نتيجة التفكير، وبالتالي نحن الكون، والكون هو نحن، لا يمكن تجزيئنا.

إذا كان الخبر معقدًا بالنسبة لك، فهذا أمرٌ طبيعي، لأنه ليس من السهل أن تفهم أن الكون كلّه لديه وعي، حتى الحجر!

Advertisements