تخطى إلى المحتوى

خطـ.ـر الترحـ.ـيل يزداد على السوريين في تركيا.. ما السيناريو المنتظر؟

خطـ.ـر الترحـ.ـيل يزداد على السوريين في تركيا.. ما السيناريو المنتظر؟

على نقيض ما يتحدث عنه السياسيون والمسؤولون الأتراك حول استمرار “عودة السوريين طوعا” إلى بلدانهم، يبدو أن قسم من الذين يعودون يتم ترحيلهم بشكل قسري بشكل فعلي بينما شكلا يُحسبون على أنهم عادوا طوعا.

“ولو كنت المشتكي أو تعرضت لشكوى كيدية أو ارتكبت مخالفة بسيطة فقد تكون عرضة للترحيل” هذا ما تترجمه الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين المحتجزين في مراكز ترحيل الأجانب وفق ما رصده ناشطون سوريون، وذلك بسبب ارتكاب مخالفات أو شكاوى أو مشكلة ما.

وتفيد شهادات للاجئين سوريين تم توقيفهم في مركز ترحيل الأجانب في غازي عنتاب وتناقلها ناشطون، بأن هناك محاولات من القائمين على المركز بالضغط عليهم من أجل توقيعهم على “أوراق العودة الطوعية“.

في السياق، بات القلق يراود معظم اللاجئين من حاملي وثائق “الكيملك” في تركيا بسبب التضييق الواضح مؤخرا عليهم وسط خشية الكثيرين من التعرض للترحيل القسري.

خطأ بسيط قد يسبب الترحيل!

شهدت الأشهر الأخيرة الكثير من حالات الترحيل للاجئين سوريين سواء بسبب مقطع مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو بسبب شجار أو بسبب ارتكاب مخالفات بسيطة جدا، بينما يبدو أن هذا الأسلوب في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين بدأت تزداد وتيرته مع الوقت، حسب متابعين.

يقول رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا، غزوان قرنفل لـ “الحل نت“: إن “سياسة غض الطرف الخاطئة والتي كانت متبعة سابق اتجاه اللاجئين السوريين قد طويت صفحتها الآن، بل انقلبت إلى تشديد بحيث يواجه أي خطأ مهما كان تافها بالترحيل“.

ويضيف، أن هذه السياسة الجديدة جاءت تحت ضغط استثمار ملف اللاجئين من قبل المعارضة في صراعها السياسي والانتخابي مع الحكومة، وبالتالي تكون تلك الإجراءات بمثابة مزايدة من الحكومة على معارضيها بهذا الشأن.

وحول مشروع العودة الطوعية، يعتقد المحامي السوري، أن “هذا المشروع الذي أطلقته الحكومة مؤخرا لن يقتصر على مليون لاجئ ولا مرحلة واحدة، وهو مجرد رقم أولي يتعين تحقيقه قبل الانتخابات، ثم سيتبعه وفق رؤيتي دفعات أخرى بحيث لن يبقى في تركيا إلا بضع مئات من الآلاف“.

ويكمل، أن هذا الأمر سيكون له ارتدادات على اللاجئين السوريين في دول المنطقة مثل العراق والأردن ولبنان.

حالات ترحيل موثقة

على مدار السنوات الماضية، أُجبر العديد من اللاجئين السوريين في تركيا ووقعوا مكرهين على أوراق “العودة الطوعية” ليتم نقلهم إلى شمال غربي سوريا.

وخلال تواصلنا مع الحقوقي المهتم بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي، يقول لـ “الحل نت“: “إلزام اللاجئين في بعض مراكز الترحيل على الإمضاء والتوقيع على أوراق العودة الطوعية، قد يبدو شكلية قانونيا، ولكن فعليا للأسف وحسب الحالات التي وصلتنا والتي تم توثيقها، هناك سوريون تم توقيفهم ووقعوا مجبرين على أوراق العودة الطوعية بعد تعرضهم لعنف نفسي ولفظي وأحيانا جسدي“.

ويضيف الغازي، أن هذا الواقع بالتوازي مع حرمان الشخص من التواصل مع ذويه أو محامي، في السابق كان الشخص الذي يتم توقيفه في إحدى مراكز الترحيل، يمكنه خلال أول 15 يوم أن يتواصل مع محامي كي يقدم طعنا بقرار الترحيل وعلى أساس ذلك يتم تنسيق الأمر، حاليا انخفضت هذه المدة إلى سبعة أيام، وخلالها منع اللاجئون المحتجزون من التواصل مع ذويهم أو مع محامي لمتابعة قضاياهم.

كما يؤكد الغازي، أن هناك حالات احتجاز لأشخاص قدموا شكاوى مثل قضية الطالبة الجامعية في منطقة إصلاحية التابعة لغازي عنتاب، حيث كانت الطالبة قد قدمت شكوى لإدارة مدرسة أختها بسبب سوء تصرف وسلوك معلمة مع الطلبة السوريين، فتفاجأت الطالبة أن المعلمة ادعت بأنها تعرضت للإساءة منها وبسبب ذلك اُحتجزت الطالبة في مركز ترحيل الأجانب في غازي عنتاب لمدة 10 أيام من ثم تمكنا من إطلاق سراحها.

وكان البعض من اللاجئين السوريين قد دعوا مؤخرا إلى محاولة تفادي الاحتكاك مع الآخرين خوفا من التعرض للترحيل، بينما يرى الغازي، أن هذا التفادي يجب ألا يصل إلى حد “القبول بالذل” خوفا من الترحيل، داعيا منظمات المجتمع المدني السورية إلى متابعة كل قضايا اللاجئين السوريين على مستوى توزعهم الجغرافي في كل أنحاء تركيا.

حديث السوريين الذي لا ينتهي!

مضى على لاجئين سوريين في تركيا أكثر من عشر سنوات، تعلموا اللغة التركية واندمجوا في المجتمع ولا يزالون يحملون وثيقة “الكيملك“، وخلال تواصلنا مع بعض اللاجئين السوريين، يظهر أنهم لا يشعرون بالاستقرار أبدا.

من بينهم محمود وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب ويعمل كمدرس لمادة اللغة التركية، يقول خلال حديث لـ “الحل نت“: إنه “يشعر بعدم الاستقرار بعد كل التعب الذي بذله خلال السنوات الماضية للاستقرار في البلاد“.

ويتابع، إن الترحيل إلى شمال سوريا بات الحديث الشائع في هذه الأيام، خصوصا بعد الإعلان عن التحضير لعملية عسكرية شمال سوريا وسط اعتقادات بأنها قد تكون تمهيدا لتطبيق مشروع “إعادة مليون لاجئ سوري طوعا“.

ووفق ما رصده مراسل الحل نت في تركيا، فإن النقاشات التي تحضر بين اللاجئين السوريين في تركيا بات أبرزها اليوم موضوع ترحيلهم إلى شمال سوريا وما الذي سيفعلونه إن تعرضوا لذلك وسط تبادلهم نصائح بعدم التوقيع على أية أوراق إن تم احتجازهم.

وامتد تأثير هذه النقاشات على مجالات الأعمال، حيث يفكر لاجئون سوريون من أصحاب رؤوس الأموال بعدم الإقدام على افتتاح أي نشاط تجاري في ظل تزايد الضغوط عليهم في البلاد وخوفا من تكبد الخسائر في الوقت الذي تشهد الليرة التركية انهيارا ملحوظا.

الجدير بالذكر أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا وصل إلى ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا، حسب آخر إحصائية رسمية.

Advertisements