اتهم مصدر أمني تركي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بعدم التزامهم بتعداتهم تجاه انسحاب قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من الحدود السورية – التركية لمسافة 30 كيلو متراً.
ونقلت وكالة الأناضول على لسان المسؤول الأمني – الذي فضل عدم ذكر إسمه – قوله: “إن واشنطن وموسكو لم تلتزما بتعهداتهما تجاه أنقرة بخصوص سحب عناصر قوات “قسد” عن الحدود التركية، في وقت تواصل الأخيرة استهداف المنطقة الآمنة التي أنشأها الجيشان التركي والوطني السوري شمالي سوريا.
وأوضح المصدر الأمني أنه مضى عامان ونصف على روسيا وأمريكا ولم ينفذا تعهداتهم، منوهاً أن قوات “قسد” ما تزال موجودة في المناطق التي من المفترض أن ينسحب منها، بل وتواصل تهديد المنطقة الآمنة.
وأكّد المصدر أن قوات “قسد” تستخدم مدن “تل رفعت ومنبج وعين العرب” على الحدود السورية التركية كنقاط لاستهداف المدنيين في مدن “جرابلس وأعزاز ومارع و عفرين وتل أبيض ورأس العين”.
وأكّد المصدر على أن “قسد” وجدت موطئ قدم له في هذه المناطق في ظل حرب تشهدها سوريا منذ أن قمع نظام بشار الأسد عسكريا احتجاجات شعبية مناهضة له اندلعت في مارس/ آذار 2011 وطالبت بتداول سلمي للسلطة.
وكان حذّر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس”، أمس الثلاثاء، تركيا من شن أي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكداً أن من شأن مثل هكذا تصعيد أن يعرض للخطر أرواح العسكريين الأمريكيين المنتشرين في المنطقة.
وأضاف “برايس”، أن “الولايات المتحدة الأمريكية “قلقة للغاية” إزاء هذا الإعلان.
وأتم قائلاً: “ندين أي تصعيد، ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة”، و”نتوقع من تركيا أن تلتزم بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر 2019”.
وأشار برايس إلى بلاده تدرك المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على حدودها الجنوبية، لكن أي هجوم جديد سيزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي وسيعرض للخطر القوات الأمريكية المنضوية في حملة التحالف ضد تنظيم داعش”.
ويوم الاثنين، أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن بلاده ستبدأ باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي تهدف لإنشاء منطقة آمنة في عمق 30 كيلومترا على طول الحدود مع سوريا، ملوحا بعملية عسكرية ضد “الميليشيات الإرهابية”.
وعلقت “قسد” على ذلك بالقول، “لا تغيير استراتيجي في توزيع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأضافت، أن “تسخين الأجواء واستعراض القوة من قبل الدولة التركية تأتي في سياق محاولات ضرب الاستقرار والاستجابة الطبيعية لمحاولات إعادة تنشيط فلول داعش”، مشيرة إلى أنها “تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق شمال وشرق سوريا وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة”.
وخلال الفترة الماضية، كثفت “قسد” عمليات التجنيد الإجباري الذي تفرضه على الشبان في مناطق سيطرتها، حيث اعتقلت العشرات في مناطق مختلفة، وجاء حملة التجنيد الأخيرة بالتزامن مع التصعيد العسكري على مناطق التماس بين مناطق العمليات التركية شمال سوريا ومناطق سيطرة “قسد”، اشتباكات مستمرة، زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية مع دخول الطيران التركي المسير بالمواجهة، دون أن يسفر التصعيد عن أي تغيير في خارطة السيطرة منذ توقف عملية “نبع السلام” منذ أكثر من عامين.