سقط القاضي الأمريكي الشهير (فرانك كابريو) مخالفة متعلقة بقانون السير عن شاب سوري لاجئ في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن أبدى إعجابه بأخلاق الشاب ودفعه لتقديم بعض النصائح له
وظهر الشاب السوري (محمد بلال) أمام كابريو الملقب بـ “قاضي الإنسانية” وسأله عن بلده الأم، وعن سبب مخالفته لإشارة المرور التي تستوجب مقاضاته عليها، فرد الشاب: أنا من الشرق الأوسط.. من سوريا، أنا في الولايات المتحدة منذ أربع سنوات وشهرين، وأنا طالب في الكلية بدوام كامل.. اللغة الإنكليزية هي لغتي الرابعة.. أحاول التعلم”
رد القاضي: أنت مكسب لهذا البلد.. لقد قلت شيئين أثارا إعجابي حقاً.. رقم واحد أنك تريد ردّ الجميل لهذا البلد.. هذا البلد بلد المهاجرين.. إنها دولة مليئة بالناس الذين جاؤوا من مكان آخر.. جاء أسلاف (المفتش) من كاريجان من إيرلندا.. ولد والدي في إيطاليا.. لذلك جاء من كل الجنسيات إلى هذا البلد وبدؤوا من الصفر كما أنت.. ومن ثم حققوا النجاح ليس فقط في حياتهم الخاصة.. ولكن في حياة أطفالهم.. وحقيقة قلت إنك تريد رد الجميل.. هذا البلد له مغزى كبير بالنسبة لي.. وأعتقد أنك ستنجح.. لا تستسلم”
وأكمل القاضي خطابه للشاب السوري قائلاً: أنت متهم بتجاوز الضوء الأحمر.. أين كنت ذاهباً؟ ، أجاب محمد بأنه كان يوصل والده لعمله عند الساعة السادسة صباحاً وبدأ بسرد حكايته مع عائلته واهتمامه بوالده”، عندها أبدى القاضي إعجابه بالشاب وأخلاقه الحميدة وخاصة اعتناءه بوالده وقال له: حسناً سألغي مخالفة الضوء الأحمر.. حسناً سيتم الإلغاء بناء على الشرح
وأبدى محمد سروره بقرار القاضي وقال له: “أنا أقدر ذلك.. شكراً جزيلاً.. لقد شاهدت بالفعل الكثير من مقاطع الفيديو الخاصة بحلقاتك، وهي تلهمني نوعاً من الاستمرار وعدم الاستسلام أبداً”، فرد عليه القاضي: لقد أشرت لك بالفعل، لا تستسلم، إذا كان هناك أي رسالة خاصة يمكنني تقديمها لشخص مثلك هو أن الطريق سيكون وعراً وطويلاً وسيكون صعباً.. لكن لا تستسلم أبداً
ورد الشاب السوري في نهاية حديثه مع القاضي: “الطريق كان صعباً بالفعل منذ أن كنت طفلاً، كنت أنمو لم يكن لدي طفولة جيدة بسبب الحرب السورية التي بدأت في عام 2011، ولم أحصل على فرصة للدراسة في بلدي، لكن لحسن الحظ أواصل الدراسة وتعزيز تعليمي هنا في الولايات المتحدة”
واشتهر القاضي الأمريكي فرانك كابريو (80 عاماً) بتعاطفه مع المتهمين بالمخالفات المرورية، حيث ظهرت قصصه المُلهمة من خلال تعاطيه مع الكثير من القضايا المرورية التي عُرضت عليه لجنسيات مختلفة بينهم سوريون، حيث اشتهرت حلقاته على يوتيوب أثناء البت بقضايا وجنح معظمها تتعلق بمخالفات مرورية، ويكون الحكم الأخير فيها هو الصفح والمسامحة
أبرز تلك المواقف كانت في آب عام 2019، بقصة طفلة سورية (ماسة 8 أعوام) حين نجحت أن تكون مترجمة بين والدتها التي لا تجيد اللغة الإنكليزية وبين القاضي كابريو في محكمة بروفيدنس البلدية في ولاية رود آيلاند الأمريكية، حيث مثلت والدتها أمام القاضي بتهمة “تخطي حدود السرعة وهي تقود سيارتها في منطقة مدرسية”
وطلب القاضي حينها من الطفلة ماسة أن تترجم لوالدتها الأسئلة التي يريد أن يطرحها عليها. وبالفعل نجحت الطفلة في نقل إجابات والدتها بأنها تقيم في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات، و”أنها لا تلم بالقوانين إلماماً كافياً”، حيث أعربت الوالدة على لسان طفلتها عن أسفها لتخطي السرعة، وبررت الخطأ بأنه مرتبط بمرض ابنتها في ذلك اليوم
استدعى القاضي الطفلة الصغيرة إلى منصته، وسألها بعد التعرف إلى اسمها وعمرها واسم مدرستها والمادة الأحب إلى قلبها، وما الذي تنوي دراسته في المستقبل، طلب منها أن تختار الحكم المناسب بحق والدتها من بين ثلاثة اختيارات، كما طلب من ماسا متابعة دراستها بجد في أمريكا لكي تصبح طبيبة كما ترغب، وقال لها: “إن أمريكا بحاجة لأطباء أكفاء، وبانتظار أن تصبحي واحدة منهم”
والقاضي فرانك كوبر (83 عاماً)، من أصل إيطالي، وهو رئيس القضاة في المحكمة للمرة السادسة على التوالي، يُبث عبر البرنامج التلفزيوني “اعتقل في بروفيدانس”، في عام 2017، حظيت مقاطع الفيديو التي تُظهر جلسات المحكمة الخاصة بمشاهدات اقتربت من تسجيل 100 مليون مشاهدة عبر يوتيوب