تخطى إلى المحتوى

سوريا: سجّل اليوم واحصل على جواز سفرك في 2024

سوريا: سجّل اليوم واحصل على جواز سفرك في 2024

بعد معـ.ـاناة استمرت لأشهر من صعـ.ـوبة حجز المواعيد على منصة “جوازات السفر السورية” الإلكترونية التابعة لوزارة الداخلية لدى حكومة النظام، عادت إلى العمل خلال اليومين الماضيين، وأظهرت الحجوزات أعداداً كبيرة من السوريين الراغبين بالسفر خارج البلاد، حيث وصلت المواعيد إلى عام 2024.

وكانت المنصة الإلكترونية خلال الأشهر الماضية شبه متوقفة عن العمل، وتستقبل أعداداً محدودة جداً للحصول على موعد من أجل التقديم على جوازات السفر.

اليوم بعدما فتحت المنصة لساعات متواصلة استطاع عشرات السوريين وربما المئات، أمس الإثنين، من حجز مواعيد من أجل الحصول على جوازات سفر أو تجديدها، منهم استطاع الحصول على موعد قريب خلال العام الجاري، ومنهم من لم يحظَ بموعد إلّا في عام 2023 والبعض في عام 2024.

الشابة ديمة مقيمة في مدينة حلب قالت لـ”روزنة” إنها استطاعت حجز موعد للحصول على جوازي سفر لها ولزوجها، بعد يومين عن طريق سمسار، مقابل مبلغ مالي وصل إلى 4 مليون ليرة سورية (1000 دولار أميركي)، مليونا ليرة عن كل جواز (ما يعادل 500 دولار).

وأضافت: لا يوجد تسعيرة واحدة، ويتراوح مبلغ السمسرة بين مليون ونصف وحتى مليونين ونصف عن كل جواز سفر، فيما لا يزال المغترب بإمكانه الحصول على جواز سفر غير مستعجل مقابل 300 دولار خلال شهر، وجواز مستعجل مقابل 800 دولار خلال أسبوع أو 10 أيام.

وانتشر بين السوريين في الداخل تعميم لوزارة الداخلية، بيّنت فيه أنه يمكن الحصول على جواز سفر مستعجل مقابل رسوم بقيمة 300 ألف ليرة سورية (75 دولار أميركي) “بغض النظر عن حجز الدور على المنصة الإلكترونية الخاصة بجوازات السفر، ويسلم لصاحب العلاقة بنفس اليوم”.

المواعيد البعيدة أثارت استياء الكثيرين من الراغبين بالسفر ولا سيما المضطرين مثل الشباب الذين يريدون الخروج من البلاد قبيل سن الخدمة الإلزامية، وطالب سوريون حكومة النظام بإلغاء العمل على المنصة الإلكترونية بسبب صعوبة الحصول على جوازات جراء المواعيد البعيدة.

وفي ظل الطلب الكبير على مواعيد المنصة الإلكترونية، ازدادت حركة السماسرة، الذين طلبوا أسعاراً بين الـ 50 و 300 ألف مقابل الموعد، فيما سابقاً كان السمسار يطلب مقابل الموعد مبالغاً تصل إلى مليون ليرة، وأحياناً إلى 3 مليون، وتصل إلى 8 مليون مع الحصول على جواز السفر، في استغلال لحاجة السوريين للسفر خارج البلاد، بحسب تحقيق أجرته “روزنة”.

وسبق أن طالب سوريون من حكومة النظام التدخل لحل أزمة إصدار جوازات السفر، ووضع حد للسماسرة الذين رفعوا الأتعاب إلى حد غير مقبول، وصل إلى 800 دولار أميركي، وهو ما لا يقدر الكثيرون على دفعه.

واعترفت إدارة الهجرة والجوازات بوجود حالات فساد ورشوة بين موظفيها وابتزاز للمواطنين.

مدير إدارة الهجرة، خالد حديد قال خلال مقابلة مع التلفزيون السوري في شباط الماضي، إن فرع التحقيق بالإدارة وبالتعاون مع فرع الأمن الجنائي ألقى القبض على عدد من الموظفين والضباط داخل فروع الهجرة والجوازات وتم تقديمهم إلى القضاء عن طريق الأمن الجنائي بسبب الرشوة وابتزاز المواطنين، إضافة إلى نقل بعض الضباط إلى خارج فروع الهجرة بسبب إهمالهم وعدم متابعة عمل العناصر.

وبدأت أزمة جواز السفر منذ مطلع تموز عام 2021، حيث تأخر صدور جوازات السفر في عموم المحافظات، وبرّر وزير الداخلية محمد الرحمون آنذاك أنّ “التأخير بمنح وتجديد جوازات السفر يعود إلى أسباب فنية خارجة عن إرادة الوزارة”.

أسباب الأزمة بحسب إدارة الهجرة، تعود إلى العقوبات الاقتصادية على سوريا وجائحة كورونا التي تسببت بتأخير ورود المواد الخام الخاصة بتصنيع جوازات السفر وتأخّر شحنها ووصولها إلى المطابع.

وكان دور الشباب الذين يريدون استخراج جواز سفر في إدارة مبنى الهجرة مثل دور الناس على طابور أفران الخبز، كما وصف العديد من السوريين أزمة جواز السفر خلال شهري تموز وآب العام الفائت، والتسليم قد يمتد لشهرين أو أكثر.

ويصدر معظم السوريين جوازات سفر بهدف الخروج من البلد، إما لأسباب أمنية أو اقتصادية، حيث توجهت أعداد كبيرة خلال الربع الأخير من العام الفائت إلى بيلاروسيا أملاً في الوصول إلى دول اللجوء الأوروبي، كما سافر المئات إلى مصر، وأربيل في العراق.

وشهر أيلول العام الفائت، ذكرت وسائل إعلام محلية، أنّ ألف صناعي غادروا مدينة حلب، و28 ألفا غادروا مدينة دمشق خلال أسبوعين، مبينة بأن واقع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات والعوامل الأخرى التي ترفع كلفة الإنتاج والصعوبة بتأهيل المعامل، ساهمت بأعباء كبيرة وأثرت في تنافسية المنتج السوري خارجياً، وهي من العوامل التي ساهمت في هجرة الصناعيين.

وكان الاتحاد الأوروبي ذكر في شهر آب عام 2021 أنّ عدد المهاجرين غير القانونيين إلى الاتحاد الأوروبي من غربي البلقان بلغ نحو 23 ألفاً بين كانون الثاني وشهر تموز بزيادة 90 في المئة مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2020، معظمهم من سوريا وأفغانستان، وفق موقع “مهاجر نيوز”.

Advertisements