تواصل ميلـ.ـيشيا PKK وذراعها السورية (قسد) توسّلاتها السياسية لميلـ.ـيشيا أسد في دمشق، من أجل الهـ.ـرب إلى الوراء خـ.ـوفاً من التهـ.ـديدات التركية الهادفة لإنهـ.ـاء خطـ.ـرها بمناطق شرق الفرات، حيث لم تنقـ.ـطع تلك العـ.ـلاقات بين الميليـ.ـشيا المصنَّفة على قوائم الإرهـ.ـاب مع بشار أسد ومخابـ.ـراته طوال السـ.ـنوات الماضية، رغم أن نظام الأسد (حافظ وبشار) كان وراء تهـ.ـميش وقمع الكرد في سوريا خلال عقود طويلة.
ونقل موقع “باسينوز” الكردي، عن (مصدر كردي مطّلع) اليوم، أن وفداً من ميليشيا (حزب العمال الكردستاني) المعروفة بـ PKK بقيادة (صبري أوك)، التقى كبير مسؤولي المخابرات لدى ميليشيا أسد، علي مملوك، “للتباحث حول أوضاع المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب والنظام في غربي كوردستان وكذلك حلب”، (أي مناطق قسد).
وأوضح المصدر المقرّب من الميليشيا الكردية أن “الطرفين اتّفقا على تهدئة الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين والعمل معاً وفق اتفاقات سابقة بين الجانبين”.
وتعليقاً على الزيارة الأخيرة، أكد الناشط الحقوقي محمود علو، أن العلاقة بين ميليشيا PKK وذراعها السورية (قسد) لم تنقطع بمخابرات أسد “ولو للحظة واحدة”، حيث تتسم العلاقة بين الطرفين باتفاقيات عديدة على المستوى الاقتصادي والأمني، وعلى رأسها ملاحقة ناشطين كرد معارضين لميليشيا أسد.
وأضاف علو أن ميليشيا قسد “تسلّم بين الحين والآخر الناشطين الكورد المعارضين للنظام وفق اتفاقات بين الطرفين، وهناك أمثلة كثيرة ومنهم القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا عبد الرحمن آبو”، إلى جانب العلاقات التجارية وتهريب المحروقات إلى مناطق أسد.
علاقات متواصلة وعنجهيّة أسدية
ومنذ سيطرتها على مناطق شرق الفرات بدعم قوات التحالف الدولي، لم تقطع ميليشيا قسد (الذراع السورية لـ PKK) علاقاتها بميليشيا أسد، وخاصة للهرب من العمليات العسكرية التركية التي تعمل على مكافحة خطر التنظيم في سوريا وتركيا والعراق، ولا سيما قياديّوه الأجانب القادمون من جبال قنديل.
في المقابل يرفض أسد وميليشياته كافة التنازلات التي تقدّمها قسد وخاصة بما يتعلق بالملف السيادي والحكم الذاتي للمناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرق سوريا، ويدعو الميليشيا الكردية لإنهاء مشروعها والعودة إلى صفوفه، مع توجيه اتهامات الانفصال والعمالة لتلك الميليشيات، رغم أن الكرد تعرّضوا لتهميش وطمس للهوية والقمع الأمني خلال العقود الماضية في عهد حافظ أسد ووريثه بشار، وآخرها أحداث القامشلي عام 2004، والتي راح ضحيتها عشرات الكرد بهجوم لمخابرات أسد على ملعب المدينة حينها.
وكان (جميل بايك) القيادي الثاني في ميليشيا “العمال الكردستاني” المصنّفة على قوائم الإرهاب، قال في مقابلة خاصة مع صحيفة “النهار” في تشرين الأول الماضي، إن “علاقتنا بحافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة ودافئة، ولا يمكننا أن نكون مناهضين لسوريا أو ضد الأسد”.
وأضاف: “سبق أن أقمنا علاقاتنا على أساس المصلحة العامة للأكراد والأخوّة الكردية العربية، الآن نريد أن نكون طرفاً في مثل هذه العلاقة، وعلى الرغم من أن إدارة بشار الأسد اتبعت موقفاً بارداً وسلبياً تجاهنا بسبب ما حدث في روج آفا، إلا أننا لم نتخذ مقاربة مماثلة”، مؤكداً أنهم لم يقطعوا علاقتهم بالنظام في دمشق قطّ، وأنهم لن يقوموا بقطعها أبداً، ولطالما قدّروا “الصداقة بين عبد الله أوجلان وعائلة الأسد”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن لدمشق أن تقول أي شيء سلبي” عنهم، “وإن فعلت، فسيكون ذلك تقييماً غير عادل وغير موضوعي”، على حد تعبيره.
وتابع القيادي في الميليشيا: “طالما أردنا أن تحلّ الإدارة الذاتية مشكلاتها مع دمشق (النظام) وحاولنا استخدام تأثيرنا في هذا الاتجاه، لأن الحل الأصح هو المصالحة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، وإذا كان هناك حسن نيّة ومرونة متبادلَين، فإن النظام والإدارة الذاتية ستتفقان على حل”، لافتاً إلى أن القوة الرئيسية التي لا تريد حلاً بين النظام والكرد هي تركيا، لأنها تخشى أن يزعزع هذا الحل نظام الإبادة الجماعية في تركيا، على حد قوله.