أثـ.ـار الفيلم الوثائقي “Emekçi Mülteciler” (اللاجـ.ـئون العمال) جـ.ـدلاً في الأوساط الشعبية والفنية التركية بعد حديثه عن معـ.ـاناة اللاجـ.ـئين السوريين في البلاد والصعـ.ـوبات والمشاكل التي يتعرضون لها، وسط حملة كراهـ.ـية وعنصـ.ـرية معـ.ـادية لهم من قبل بعض الشخصيات والأحزاب المعـ.ـارضة.
الفيلم التركي الذي عرض في منطقة “كاديكوي” بإسطنبول التي توجد فيها أغلبية معارضة وبحضور نواب من البرلمان ورؤساء نقابات عمالية وشخصيات من خلفيات سياسية وثقافية متعددة، أراد إيصال رسالة لمن يعادون السوريين ويسعون لطردهم ويبين لهم حقيقة الظروف التي يتعرضون لها وخاصة العمال في المصانع من فئة الشباب الذين يعيلون في أغلبهم أسراً كبيرة.
وبحسب الملصق التعريفي للفيلم فإنه جاء على خلفية خطاب الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين الذي يتم ضخه هذه الأيام في المجتمع بشكل واسع، كما أشار المخرج “سيركان آجار” إلى أنه أراد منه تصليت الضوء على ظروف اللاجئين وتصحيح ما يُساء فهمه بخصوصهم وأنه أثار أيضاً جدلاً ورفضاً من بعض القوميين الأتراك.
يوسف: اللاجئون ليسوا فقط من العرب
وركز “سيركان” في وثائقيه على حكاية الشاب السوري “يوسف” الذي يعمل بصناعة الأحذية في منطقة إيكيتلي بمدينة إسطنبول حيث يروي ظروف عمله دون تأمين أو عقد يضمن حقوقه، وأنه واجه بداية مشكلة اللغة ولم يكن بإمكانه سوى قول “نعم” دائماً، لهذا لم يكن لديه الحق في الاعتراض مطلقاً.
وتابع الشاب السوري أنه عندما تمكن من التحدث باللغة التركية وإتقانها، أصبح بمقدوره إبداء رأيه في العمل، ورفضه أو قبوله لأشياء معينة لم يكن سابقاً يحسن عليها، موضحا خلال الوثائقي أنّ حقوق اللاجئ لم تكن متساوية مع المواطنين على الرغم من أن السوريين ليسوا فقط عرباً بل بينهم أكراد وتركمان.
وحول تلقي المساعدات المالية من الحكومة التركية بيّن “يوسف” أن هناك العديد من الشائعات حول هذا الأمر، فالحقيقة أن الدولة لم تخصص قط رواتب شهرية للسوريين بل يقوم الاتحاد الأوروبي بإعطاء مبلغ قدره 155 ليرة لفئة معينة من الأشخاص الخاضعين للحماية المؤقتة أو الحماية الدولية في تركيا بعد استيفائهم عدة شروط.
أفلام سابقة عن المهاجرين
يذكر أن الفيلم جزء من سلسلة تموّلها بروكسل ضمن نطاق برنامج فكري، كما أنه ثالث فيلم لفريق العمل يكون اللاجئون محوره الأساسي، بعد فيلم شرح الصعوبات التي تعرضوا لها بعد تفشي فيروس كورونا قبل نحو عامين ونصف، وآخر روى التحدّيات التي يواجهها الفنانون اللاجئون على وجه الخصوص.
وجاء فيلم “اللاجئون العمال” الذي ينتصر للسوريين ويبيّن معاناتهم وسط استمرار حملة الكراهية والعنصرية ضدهم، عقب الفيلم العنصري “الغزو الصامت” الذي تم سحبه ومعاقبة مموليه بسبب تصويره للاجئين بأنهم احتلوا تركيا عام 2043 وهيمنوا على مركز الإدارة والحياة الاجتماعية فيها، في حين أن الأتراك لن يعودوا يستطيعون العثور على وظيفة ولا يمكنهم التحدث باللغة التركية.