تخطى إلى المحتوى

بعد إقـ.ـصاء بشار الأسد للمفتي الشيخ أحمد حسون.. مصدر من داخل القصر يكـ.ـشف الشيخ البديل

بعد إقـ.ـصاء بشار الأسد للمفتي الشيخ أحمد حسون.. مصدر من داخل القصر يكـ.ـشف الشيخ البديل

بعد إقـ.ـصاء بشار الأسد للمفتي الشيخ أحمد حسون.. مصدر من داخل القصر يكـ.ـشف الشيخ البديل

حتى عام 2011، اتبعت إدارة الدولة في المجال الديني داخل سوريا مزيجا من ثلاثة أنماط رئيسية. بداية عبر جسد نهج الدولة السورية سياسات التدخل التي تميز الحكم الديني في منطقة الشـ.ـرق الأوسط وشمال إفريقيا عموما. ومن ثم عكس الحوكمة الدينية السورية التوجهات العلمانية، بالإضافة إلى أن كـ.ـشف النهج السوري هو تركيز الهوس على التهـ.ـديد الأمني ​​من الإسلام.

فبعد جدل أثاره المفتي السوري السابق، أحمد حسون، خلال تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، مرسوما لتعزيز دور “المجلس العلمي الفقهي” في وزارة الأوقاف، ويكون مناطا به صلاحية إصدار الفتوى، وهو ما بدا واضحا خلال اللقاء الأخير، أمس الاثنين، مع الأسد.

الأسد يتوسط المؤسسات الإسلامية

خلال استقباله وفدا من علماء الدين الإسلامي في دمشق بمناسبة شهر رمضان، كان أحمد حسون، هو الحاضر على ألسنة السوريين بسبب التفاف عدد من الشخصيات الدينية على يمين ويسار الأسد، فيما كان هو رجل الدين الذي اعتاد السوريين على ظهوره، غائبا عن هذا الاجتماع.

الأسد وخلال حديثه، قال إن تلك المؤسسات “بحاجة لاستخدام أدوات ومحاور موازية، هي التربية والأخلاق، العادات والتقاليد، والمسلمات، حتى تستطيع ضرب الأفكار السامة التي تتعرض لها مجتمعاتنا”.

فيما ذكرت حسابات الرئاسة السورية، أن الحديث تمحور “حول دور المؤسسة الدينية وعن المفاهيم والمصطلحات التي تطرح أحيانا من قبل البعض بمضامين مناقضة للعقيدة، وأهمية تبني علماء الدين للمصطلحات بالطريقة التي تناسب جوهر الدين ومقاصده”.

مصطلح التجديد هي الكلمة التي تكررت خلال الاجتماع، سواء على لسان الرئيس السوري، أو من قبل المجتمعين معه، إذ أشار الأسد، إلى أن “المفهوم العميق لمصطلح التجديد يعتمد على قدرتنا على أن نغرف من الدين أعمق ما نستطيع من العلم، انطلاقا من مبدأ أن القرآن الكريم هو لكل العصور والظروف”.

اقرأ ايضا : دعوة أممية للتحقيق في أعمال العـ.ـنف ضـ.ـد النساء بأوكرانيا (فيديو)

إقالة حسون عززت مكانة وزير الأوقاف

كثير من الجدل أثاره قرار الرئيس بشار الأسد آنذاك، بإلغاء منصب المفتي العام للجمهورية، وهو الذي قضى ضمنيا بإبعاد أحمد حسون عن المشهد العام في سوريا، ولتبرز العديد من التساؤلات حول توقيت هذا القرار ومعانيه وآثاره.

المفكر الإسلامي، محمد حبش، قال خلال حديث خاص لـ”الحل نت” حينها، إن إلغاء منصب مفتي الجمهورية في سوريا، هو خطوة تتجه أكثر إلى الاستبداد في سوريا. وأبدى حبش، تخوفه من أن لا تتجه هذه الخطوة نحو الحريات، بقدر ما تتجه في إلى الاستبداد.

في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، أصدر الأسد، قانونا جديدا لتنظيم الأوقاف الإسلامية، وحدد فترة ولاية مفتي الجمهورية بثلاث سنوات فقط قابلة للتمديد، كما منح صلاحيات واسعة لوزير الأوقاف، على أن تتم تسميته بموجب مرسوم مقترح من وزير الأوقاف، إذ كان رئيس الجمهورية هو من يعين المفتي من دون تحديد مدة ولايته.

وبذلك منح الأسد صلاحيات واسعة لوزير الأوقاف، واعتبره الممثل الشرعي والقانوني للأوقاف الإسلامية في سوريا. بالإضافة لتسميته المشرف على المدارس والمعاهد الشرعية ويرأس “المجلس العلمي الفقهي” و”مجلس الأوقاف المركزي”.

محمّد عبد السّتار السيد، والذي يعد الآن سيد المؤسسات الدينية في سوريا، وكان على يمين الأسد في اجتماعه الأخير، من مواليد 1958، متزوج وله ثلاثة أولاد، عيّن مديرا للأوقاف منذ عام 1985، ثم صار معاونا لوزير الأوقاف في 2002، وفي عام 2007 أصبح وزير للأوقاف حتى اليوم.

الجدير ذكره، أن الخلاف بين السيد وحسون هو أيضا جزء من الانقسام الآخر الذي شكل السياسة السورية في السنوات الأخيرة، وهو التنافس بين روسيا وإيران. وبدا أن انضمام نجل الوزير عبد الله إلى اللجنة الدستورية السورية التي ترعاها روسيا وتركيا يشير إلى أن موسكو تفضل الوزير.

ويزعم عبد الله السيد أنه يتمتع بشعبية في جمهورية الشيشان الروسية، والتي يرى أنها تبنت من الاستراتيجية التي ابتكرها هو ووالده لإعادة تشكيل الإسلام في سوريا. يقال أيضا أن ابن السيد الأكبر قريب من رجل الأعمال إياد حسن، الذي يشترك مع مستثمرين روس في مشروع “يالطا” العقاري في مدينة طرطوس الساحلية السورية على طول البحر الأبيض المتوسط.

البوطي ذراع السيد

بدلا من الدخول في حقبة جديدة في إدارة الحكومة السورية للإسلام، دعمت الحرب العملية القائمة مسبقا لتوسيع السلطة الرسمية لوزارة الأوقاف على المجال الديني. لا سيما وأن الحركة الأخيرة في إقالة حسون، كان درسا لغيره من رجال الدين داخل البلاد، بأن السيادة في بيت واحد.

جلوس رئيس “اتحاد علماء بلاد الشام”، محمد توفيق البوطي، على يسار الأسد، أي على الضفة المقابلة للوزير، هي رسالة أن السياسة الدينية في سوريا ورجالها بات محصورا بين الرجلين، لا سيما وأن البوطي يرجع فضل وصوله إلى هذا المرتبة للوزير.

فمن خلال فريق الشباب الديني، دعم عبد الستار جيلا جديدا من رجال الدين الذين لا يدينون إلا بالكثير لمزاياهم العلمية والكثير من علاقاتهم السياسية. إلى جانب الاعتبارات الأخلاقية، كان هناك قيود على هذه الاستراتيجية.

اقرأ ايضا : صويلو يرد على كليتشدار أوغلو حول اتهـ.ـاماته لإدارة الهجـ.ـرة التركية

وعلى الرغم من تمجيد السيد لعلماء الدين الشباب باعتبارهم أكثر قدرة على نشر خطاب ديني مرن من كبار السن، فإن العلماء الأصغر سنا ليسوا على وشك استبدال زملائهم الأكثر خبرة.

فخلال أشهر قليلة، تم استبدال خطيب الجامع الأموي مأمون رحمة، والذي كان حماسه المطلق الموالي للأسد يتناسب عكسيا مع التبجيل الذي كان مصدر إلهامه بين المواطنين، تم استبداله بتوفيق البوطي، نجل رجل الدين البارز محمد سعيد رمضان البوطي.

الجدير ذكره، أن البوطي الابن، حصل على إجازة من كلية الشريعة عام 1971 وهو البالغ من العمر 72 سنة من مواليد 1949، وشغل عدة مناصب في كلية الشريعة في جامعة دمشق حيث كان عميدا لها ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومعيد، كما كان عضوا في الهيئة الاستشارية في مجلس النقد والتسليف.

وعليه وبعد عقد من الحرب السورية، أصبحت المؤسسات الدينية الرسمية في جميع أنحاء سوريا منظمة الآن على أساس أنماط تختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى. ففي مناطق سيطرة الحكومة، سرع الصراع تأميم المجال الديني تحت سلطة السيد وعلى حساب خصمه حسون المفتي.

Advertisements