أقامت لاجـ.ـئتان سوريتان سبق لهما أن وصلتا إلى نيوتاون هـ.ـرباً من لظى الحـ.ـرب في بلادهما، مأدبة عشاء هـ.ـدفها جمع التبرعات الأساسية ضمن مهمة إنـ.ـسانية تتمثل بمساعدة اللاجـ.ـئين الأوكرانيين.
كما تقرر سفر كل من سارة ويلار وفيكي روي إلى المنطقة الحدودية الواقعة بين بولندا وأوكرانيا يوم الأربعاء الواقع في 30 آذار، وذلك لتقوما بتقديم المساعدات “العاجلة”.
صبا دبادو ورحمة عثمان لاجئتان سوريتان استقرتا في نيوتاون برفقة أسرتيهما، وقررتا كلتاهما، إلى جانب مؤسسة ميد ويلز رفيوجي آكشن، إقامة مأدبة عشاء سورية بهدف جمع التبرعات، حيث تمكنتا من خلالها أن تجمعا مبلغ 800 جنيه إسترليني.
وعن تلك المبادرة تخبرنا صبا فتقول: “في سوريا عانينا من الحرب، وفي أوكرانيا، أخذت روسيا تقصف كل يوم، ولهذا تنتابني المشاعر ذاتها، إذ سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود، أو من أي دين آخر، جميعنا بشر، ونستحق حياة سعيدة كما نستحق أن ننعم بالسلام، فنحن لا نريد الحرب.. ثم إن جميع من حضروا مأدبة العشاء أحبوا الطعام، ولهذا كان الحفل رائعاً، بل كان أشبه بحلم تحقق، ولهذا أشعر بالفخر من أعماق قلبي، لأني أعرف من أنا وأحب أن أساعد الجميع، وأن أمنح السعادة لكل من يشعر بالأسى”.
أما سارة فقد عبرت عن مشاعرها بالقول: “شعرت بألم كبير وأنا أشاهد أحد مقاطع الفيديو التي تصور الدمار، ولذلك انتابتنا حماسة غامرة عندما تسنت لنا الفرصة لتقديم المساعدة، ولكننا قلقنا كثيراً أيضاً، ليس بسبب الخطر الذي يمكن أن يتعرض له المرء في نفسه، بل لأننا شهدنا الصدمة بسبب الخراب وكذلك عند لقائنا بأشخاص وعائلات تفرق شملها وتشتت أفرادها”.
يذكر أن صبا سافرت من مدينة حلب السورية إلى نيوتاون قبل خمس سنوات، فأصبحت هي وزوجها وأبناؤها الثلاثة أول عائلة سورية لاجئة تستقر في هذه المدينة، ثم ولدت صبا ابنتها في ويلز، وأصبح عمرها اليوم ثلاث سنوات، وعن تلك التجربة تقول صبا: “وصلت إلى هنا وأنا لا أفقه من الإنكليزية شيئاً، كما لم يكن لدي أصدقاء، ولا أي شيء آخر. فكانت السنة الأولى صعبة للغاية لأننا لم نكن نتحدث الإنكليزية، أما خلال السنة الثانية فقد انتابتني حماسة شديدة لتعلم اللغة، ولإقامة علاقات صداقة، وللتطوع، حتى أصبح فرداً من هذا المجتمع… فأنا ودودة جداً واجتماعية، ولذلك نظمنا حفلة بمناسبة العيد لتحضرها كل أسرة جديدة تصل إلى هذه المدينة… كما أنني مسرورة لأن الحكومة سمحت لنا بالمجيء إلى هنا، وهنا نود أن نشكر شعب ويلز على كل شيء، لأنني لم أعد أفكر بالانتقال من هنا أبداً، اللهم إلا إن توقفت الحرب في سوريا، عندها يمكن أن أفكر بذلك”.
أقامت صبا ورحمة العديد من الحفلات بهدف جمع التبرعات وذلك لدعم اللاجئين، سواء القادمين من سوريا أو من أفغانستان، وهذا ما دعا صبا للقول: “قبل فيروس كورونا، كان من عادتنا أن نذهب برفقة تلك المجموعة لزيارة المدارس حيث نشرح للأطفال ما تعنيه كلمة لاجئ وذلك ليتسنى لهم فهم معناها، فقد زرت حتى الآن 10 مدارس ابتدائية، ولكني أود أن أفعل ما هو أكبر من ذلك”.