عد مضي شهـ.ـر على العمـ.ـلية العسـ.ـكرية الروسية في أوكرانيا، تكررت المقارنات بين هـ.ـذه الحـ.ـرب وما حصل في سوريا على مدار أكثر من 11 عاماً، آخرها موقف سعودي حيال الأزمتين.
وجاء ذلك مع تغير نسبي في مواقف الرياض تجاه ما يجري في سوريا، وتحولها من لاعب رئيسي في المعادلة السورية إلى طرف داع لحل سياسي، بعيداً عن العمليات العسكرية.
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان رفض في كلمة له بمنتدى الدوحة الـ 20، تشبيه سوريا بأوكرانيا، رداً على المفوض الأوروبي الذي أكد أن مدينة ماريوبول الأوكرانية بمثابة حلب السورية بالنسبة لأوروبا.
بن فرحان ذكر بأنّ: “حلب هي حلب بالنسبة لنا (للسعودية) ولكن المشكلة هي تفاعل المجتمع الدولي، والطرق التي كان من الممكن أن يكون فيها فعالاً في الأزمتين مختلف تماماً بين الآن وحينها”.
وزير الخارجية السعودي، كان قد أكد في تشرين الثاني/أكتوبر 2021 أن بلاده في الوقت الحالي لا تفكر بالتواصل مع رئيس النظام السوري وتدعم العملية السياسية في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.
#وزير_الخارجية السعودي🇸🇦: المفوض الأوروبي قال بأن #ماريوبول 🇺🇦الأوكرانية بمثابة #حلب ل #أوروبا 🇪🇺حسنا
— د.أحمد البدر (@DrAlbdr) March 26, 2022
"حلب"هي"حلب"بالنسبة لنا.
المفوض الأوروبي يرد:"لكننا لسنا من فجر حلب #سوريا 🇸🇾"
الأمير فيصل:لا ليس أنتم لكن تفاعل المجتمع الدولي مع الأزمتين كان مختلفاً.
pic.twitter.com/zezLSUllLv
تغير نسبي بالمواقف
المواقف السعودية تغيرت نسبياً تجاه النظام السوري من أزمة كبيرة وانقطاع في التواصل مع دعم معلن للمعارضة، إلى دعوة بشار الأسد لاتخاذ خطوات مناسبة توصل سوريا لحل سياسي.
سحبت الرياض سفيرها لدى دمشق عام 2011، وجمدت علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري على خلفية تعامله القمعي مع المظاهرات الشعبية السلمية وتسببه بتأجيج الأوضاع في سوريا.
ملامح التغير النسبي في الخطاب الرسمي السعودي بدأت تظهر تجاه الملف السوري نهاية عام 2017، رغم ثبات الرياض في خطابها على العناوين الرئيسية للحل السياسي.
رؤية سعودية جـ.ـديدة
وكالة “أسوشيتد برس” ذكر في أغسطس/آب 2017 أن وزير خارجية السعودي حينئذٍ عادل الجبير، دعا “الهيئة العليا للمفـ.ـاوضات” لوضع رؤية جـ.ـديدة حول تسوية الأزمـ.ـة في سوريا ومستقبل بشار الأسد.
بعد التقدم العسكري للنظام السوري جراء التدخل العسكري الروسي، ابتعدت الرياض عن الساحة العسكرية السورية، واتجهت نحو خطوات أكثر دبلوماسية.
لكن المملكة سمحت في أيلول/سبتمبر 2020 بمرور شاحنات البضائع السورية عبر أراضيها بعد فتح معبر نصيب/جابر على الحدود السورية ـ الأردنية.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2020 فتحت السعودية مجالاً لشركة أجنحة الشام بتسيير رحلة جوية من مطار دمشق الدولي إلى الرياض، هي الأولى من نوعها منذ أربع سنوات بين البلدين.
كما سمحت السعودية في مايو/أيار 2021 بمشاركة النظام السوري في اجتماع للجنة منظمة السياحة العالمية، عن طريق وفد ترأسه وزير السياحة السوري محمد مرتيني.
صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلت في ذلك الوقت معلومات لم تعلق عليها المملكة، تفيد بأن وفداً سعودياً برئاسة رئيس المخابـ.ـرات الفريق خالد الحميدان زار دمشق والتقى رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك.