تخطى إلى المحتوى

لجنة الحل المنتظر في سوريا تبين آخر ماوصلت إليه الاتفاقات النهـ.ـائية

لجنة الحل المنتظر في سوريا تبين آخر ماوصلت إليه الاتفاقات النهـ.ـائية

لجنة الحل المنتظر في سوريا تبين آخر ماوصلت إليه الاتفاقات النهـ.ـائية

تصر المعـ.ـارضة السورية كما يقول مثل صيني “لبس حذاء جـ.ـديد والسير على الطريق القديم”، بشكل يثير الريبة ويفوق الشك مع استمرار تفاعلها غير المفهوم ضمن مسار وصفه المنسحبون بالعبثي كتوصيف مهذب ودبلوماسي لما يصفه ناشطون وسياسيون بالغـ.ـباء السياسي أو كما يرغب البعض باحتسابه تحت بند الخيانة، لكنْ رغم ذلك يصر الباقون ليس على المواصلة فحسب بل لتقديم كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة، للظفر بنتيجة لن يطولوها نهائياً

لا شيء مفاجئ في أحدث الجولات المخاضة ضمن مسار اللجنة الدستورية، فما بني على تجاوز يبقى تجاوزاً لن يأخذ مساراً فعلياً وواقعياً مهما فعل أو قدم من تنازلات

جولة سابعة من مناقشات اللجنة الدستورية، اختتمت في جنيف تحت مظلة الأمم المتحدة وخارج مقارّها بسبب انشغال العالم بما يجري في أوكرانيا، في إشارة واضحة إلى جانبية ليس هذا المسار فحسب، بل في الملف السوري ككل، وهو ما يفهمه بشكل كبير النظام ووفده، فحضروا إلى جنيف، كإجازة خارج سوريا وكوارثها، ضامنين العودة ببعض البضائع والحقائب ضمن تجارة باتت رائجة ومحببة من قبل النظام ومبعوثيه

أربعة ملفات ليس للمشاركين في سابع جولات اللجنة الدستورية قدرة حتمية على مناقشتها، كحال الملفات الأخرى التي طرحت في الجولات السابقة كالإرهاب والجيش وغيرهما من المعضلة السورية التي لن تحل حتماً ببعض المجتمعين الفارغين من أي قدرة أو تفويض حقيقي باتخاذ أي قرار مهما صغر، فمن أساسيات النهج الدستوري أن يكون هيكلاً أساسياً لما يشبه دولة بإدارة موحدة قادرة على تأمين حد أقل من إمكانيات إجراء تصويت أو تشكيل فريق تقني قادر على الصياغة، ووجود هيئات ذات قبول شعبي حقيقي عبر انتخابات أو تفويضات من المكونات المختلفة للمجتمع

“أسس إدارة الدولة”، و”هوية الدولة”، و”رموز البلاد” و”بنية مؤسسات الدولة ووظيفتها”، كان الظن أنها المحاور الأسهل والتي ستتوج هذه المرة جولات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المكوكية بين العواصم لتحديد الموعد لعقد الجولة الجديدة، التي يرى فيها تسويقاً جيداً لمقاربة “خطوة مقابل خطوة” التي رفعها كمسار للحل الوحيد ٢٢٥٤، وبات من الماضي، في إجراء ليس من صلاحياتها

لكنه يفعل ما يشاء فلا قيمة للمعترضين، وخصوصاً من جهة المعارضة السورية التي بدت هذه الأيام بهزالة غير مسبوقة، وغير مشابهة لأقتم لحظات الثورة السورية، واليوم يظهرون بطريقة مريبة، فيقدمون الأوراق ويعدلون ويعدلون ويعدلون عليها علّها ترضي وفد النظام الذي كان واضحاً منذ البداية، بتسميته ما يجري بالإصلاحات الدستورية فقط، أو بمعنى أدق تعديلات لفظية على ما صاغه الأسد في عام ٢٠١٢، فلا الدستور كان المشكلة ولا حتى القانون، القضية في السلطة الحاكمة وأركانها وركائزها

مشهد مهين جديد ابتدعه المشاركون من “وفد المعارضة” التي تتلقف الدعوة وتتوجه مباشرة للاجتماع، ويقفز أعضاؤها مدافعين عن المسار وكأنهم سيصنعون من ركام سوريا جنةَ الله على الأرض، بتلك السطور التي يكتبونها، فلا هم قادرون على الاقتناع بها، لكنهم في غاية الذكاء بتجميلها، مهاجمين من ينتقد، ويتنقلون بسرعة بين الجلسات والندوات التي تأخذ شكل المحاضرات لا النقاشات، فهم فوق النقاش أو الجدل

اقرأ ايضا : مسؤولة إماراتية تبين للعالم حقيقة زيارة بشار الأسد لبلادها وتكـ.ـشف سر الرمز ميم في الزيارة

اختتمت اليوم الجولة الجديدة من اللجنة الدستورية، حتى دون بيان رسمي، وحتى المعارضة باتت محرجة وقال أحد الحاضرين نحتاج لسلسلة من النقاشات للاتفاق على البيان الذي سنصدره، يُترك الباب موارباً للعودة من جديد إلى جنيف

لا يوجد قرار واضح للمعـ.ـارضة السورية التي تنازلت عن كل شيء، ولا هي قادرة على الخروج من عباءة التحليل واتخاذ دور السياسي القادر على رسم الاستراتيجيات والعامل على تنفيذها، إنما نحن اليوم أمام حالة من التشتت والتعنت الفردي أكثر مما يكون جمعياً، ففي اللجنة الدستورية هنـ.ـاك فريق متعنت ومصرّ على المضي وفق رؤيته، وهنـ.ـاك في بقية أجـ.ـسام المعـ.ـارضة أشخاص آخرون متعنتون عنيدون حدَّ الانتحار، يجمع الجميع بصفة تكاد تكون متطابقة إلا ما رحم ربي، وهي جهل في مفهوم الكرامة، فيرفضون “خطوة بخطوة” ويهمل رفضهم ويهرولون نحو الدستورية هرولة، في مشهـ.ـد يعجز التاريخ عن تذكيرنا بمشهـ.ـد مشابه حتى نقول “التاريخ يعيد نفسه”، وإنما يصنعون تاريخهم الخاص، لكن لن يكونوا إلا

Advertisements