تلجأ بعض الدول إلى اعتماد توقيتين، صيفي وشتوي، أي يبدأ التوقيت الصيفي عندما يتم تحريك الساعة إلى الأمام لمدة ساعة واحدة في فصل الربيع، وينتهي عندما تتم إعادة الساعة للوراء مدة ساعة في فصل الخريف من كل عام.
ويشكو الكثير من الناس من “تأثير” هذا التغيير المتكرّر في التوقيت على حياتهم، إذ يكون نظام حياتهم قد تبلور على أساس محدّد، فيحتاجون إلى وقت غير قصير للتكيّف مع التعديل الذي يحصل.
فما “قصّة” التوقيت الصيفي نظريًا وعمليًا؟ كيف وُلِدت الفكرة ومتى بدأ اعتمادها؟ وهل من “كلمة سرّ” تبرّر لجوء بعض الدول والحكومات إليها؟
في ما يلي محاولة للإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعًا حول التوقيت الصيفي و”المغزى” من ورائه.
متى بدأ اعتماد التوقيت الصيفي؟
تعود فكرة تغيير التوقيت القائمة على “توفير الطاقة”، أو جعل اليوم يبدو أطول إلى أكثر من 200 عام وفق “الغارديان”، على الرغم من أنها لم تطبق إلا في الحرب العالمية الأولى.
ويرجح المؤرخون أن يكون النقص بالفحم في جميع أنحاء أوروبا، هو الدافع الأساسي خلف اعتماد التوقيت الصيفي لأول مرة عام 1916 وذلك بطبيعة الحال للحفاظ على الطاقة.
وسرعان ما حذت موجة من الدول الأخرى الحذو نفسه على طول جانبي الصراع آنذاك، واعتمدتها بشكل سنوي، قبل أن تعود العديد من البلدان وتتخلى عن هذه “الحيلة” فيما تستمر دول أخرى في اتباعها حتى يومنا هذا.
اقرأ ايضا : سافرت إلى الفضاء: 6 حقائق تعرفها عن السلحفاة لأول مرة
ما هي الآثار الجانبية للتوقيت الصيفي؟
يجادل البعض بأن التوقيت الصيفي لا يوفر علميًا الطاقة حقًا، لأن تقليل نسبة الاستخدام المنزلي في أمسيات الصيف قد يقابله ارتفاع بالاستخدام الصباحي.
وقد تخلت بعض الدول عنها لأسباب صحية، إذ يتم الترويج أن للتوقيت الصيفي تأثيرات صحية على نطاق واسع، لا سيما مع تعرض الناس لوقت أطول لأشعة الشمس الخطيرة خلال أشهر الصيف.
ويجادل النقاد بأن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية (أنماط النوم) يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الإنسان، حيث وجدت الدراسات أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد في الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع بعد التحول إلى التوقيت الصيفي في الربيع، وفق “الغارديان”.
لكنهم وجدوا أيضًا أن ساعة النوم الإضافية بعد عودة الساعات إلى الوراء في الخريف، قللت من خطر الإصابة بالنوبات القلبية في أيام الأسبوع القليلة الأولى بعد التبديل.
كذلك تشير الدراسات إلى أن الحصول على “ساعة إضافية من النوم” عند رجوع الساعات إلى الوراء لا يعني بالضرورة نوم الأشخاص لفترة أطول، إلا أن فقدان ساعة من النوم عندما تتحرك الساعة إلى الأمام يؤثر قطعًا بشكل سلبي على أنماط النوم، إذ قد يمتد لعدة أسابيع بعد التغيير.
هل هناك تأثير اقتصادي للتوقيت الصيفي؟
يُعتقد أن للتوقيت الصيفي تأثيرًا على الاقتصاد، لكن الصورة مختلطة بين مؤيد ومعارض، ففي حين أن صناعات البيع بالتجزئة والسياحة قد تستفيد من ساعة إضافية من ضوء النهار في الصيف، إلا أن بعض القطاعات الأخرى تعاني من هذا الأمر.
ففي بريطانيا، تشكو المزارع الكبرى من التوقيت الصيفي نظرًا لتأثيره على “كل شيء”، بدءًا من حلب الأبقار وحتى جني المحاصيل.
حتى إن قطاع الطيران يتأثر بتغير التوقيت قليلًا، إذ تعمل جداول الطائرات على حل مشكلة تغيير الساعات في أوقات مختلفة بين البلدان.
وللقيام بذلك، تنطلق جميع جداول مواعيد الطائرات والمطارات من التوقيت العالمي المنسق (UTC) الذي يعتمد على توقيت غرينتش.
دول تخلّت عن التوقيت الصيفي
تلتزم حوالي 70 دولة بالتوقيت الصيفي، بينما معظم البلدان حول خط الاستواء لا تعتمده، وذلك بسبب وجود اختلاف بسيط في ضوء النهار على مدار العام.
وفي 15 مارس/ آذار الجاري، أقر مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع تشريعًا من شأنه إلغاء التبديل في فصل الخريف واعتماد التوقيت الصيفي توقيتًا دائمًا في الولايات المتحدة.
رغم ذلك، يجب أن تتم الموافقة على مشروع القانون من قبل الحزبين، قبل أن يحال لمناقشته في مجلس النواب وتوقيعه من قبل الرئيس جو بايدن قبل أن يصبح قانونًا يدخل حيز التنفيذ العام المقبل.
أما في أوروبا فتضبط معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ساعاتها بشكل موحد بتوقيت يتفق عليه مسبقًا، وذلك بموجب قانون ينسق فترة الشتاء لمنع انتشار التغيرات الموسمية المختلفة عبر البلدان المجاورة.
ووفق موقع “تايم أند ديت”، وضع الاتحاد خطة لإبطال اعتماد التوقيت الصيفي عام 2021، لكن ذلك لم يحدث، ففي عامي 2020 و2021، كانت أوروبا مثل بقية العالم، مشغولة بالتعامل مع الآثار الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا.
وتخلت روسيا عن استخدام التوقيت الصيفي في البلاد، منذ مارس/ آذار 2011.
أما في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، فيبدأ الربيع نهاية سبتمبر/ أيلول بينما يحل فصل الصيف في يناير/ كانون الثاني، لذلك تنعكس مواعيد التوقيت الصيفي في البلدان الواقعة في هذا القسم عن مواعيد التوقيت الصيفي في باقي البلدان.
ما هي الدول العربية التي تتبع التوقيت الصيفي؟
لا تتبع جميع الدول العربية قاعدة تغيير التوقيت، إذ لا تستخدم معظم الدول الإسلامية التوقيت الصيفي حيث أنه خلال شهر رمضان يمكن أن يغير هذا الأمر موعد الإفطار
وتختصر لائحة الدول العربية التي تعتمد التوقيت الصيفي على الأردن، وفلسطين ولبنان وسوريا، ولكل دولة منها موعد مختلف لبدء التوقيت
ولعام 2022، من المنتظر أن يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي في سوريا والأردن يوم 25 مارس/ آذار، على أن يبدأ فجر اليوم التالي بفلسطين 26 مارس، ثم في لبنان تقدم عقارب الساعة 60 دقيقة عند منتصف ليل السبت/ الأحد، 27 مارس