استعاد الأسد الآن سيطـ.ـرته على نحو 70 بالمئة من أراضي البلاد بعد صراع دام عشر سـ.ـنوات وأودى بحـ.ـياة مئات الآلاف وأدى إلى نزوح ملايين من السكان.
ابتدع النظام السوري وسائل مختلفة، للتخلّص من معارضيه، ولم يكتفي الأمر بالتخلص منهم، بل أنه حتى يتخلص من ضباطه الكبار، خصوصاً في أجهزة المخابرات ممن ارتبطت أسماؤهم بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم القتل والتعذيب.
ويشير خبراء إلى أن هناك تفسير واحد فقط لهذه العمليات التي يقوم بها بشار الأسد، وهي تصفيات متعمدة من لبعض الشخصيات المتورطة في جرائم واضحة بحق المدنيين في سوريا، في محاولة لتجنب أي إدانة له مستقبلاً من جانب المجتمع الدولي.
ويضيف الخبراء، أن العام الحالي شهد وفاة أو مقتل العديد من كبار الضباط في جيش النظام السوري في حوادث يكتنفها الغموض.
فعلى سبيل المثال، توفي العميد أكرم محمد معلا، قائد “اللواء 65 ميكا” التابع لـ”الفرقة الثالثة” في القلمون الشرقي بريف دمشق، عن عمر يناهز 56 عاماً.
ولم توضح عائلته أسباب الوفاة في نعيها له، غير أنها أشارت إلى أن جثته نُقلت من مستشفى تشرين العسكري في محيط العاصمة السورية، ليدفن في في ريف اللاذقية.
والجدير ذكره، إنّ المتوفى كان مسؤولاً عن العديد من المجازر المرتكبة بحق أهالي مناطق القلمون والغوطة الشرقية والبادية السورية.
كما أن الصفحات الموالية، نعت أكثر من 15 ضابطاً برتب كبيرة منذ مطلع العام الحالي، مشيراً الخبراء إلى أنّ أغلبهم “تقلّدوا مناصب حساسة ومهمة، سواء داخل المؤسسة العسكرية أو الأمنية، خلال السنوات العشر الأخيرة”.
الجدير بالذكر، أن نظام الأسد يتكتم عن خسائره العسكرية كسياسة تعتيم إعلامي يتبعها منذ بداية حربه على الشعب السوري قبل عشرة أعوام، فيما تضطر الصفحات الموالية إلى نشر أسماء القتلى من الضباط والعناصر جراء الهجمات العسكرية على الجبهات المشتعلة في معظم المناطق السورية.
ويشير الخبراء إلى أن العقيد سهيل الحسن أو كما يعرف بـ “النمر” من الشخصيات المحورية الصاعدة داخل الجهاز الأمني السوري، وعسكرياً يعتبر المهندس الأساسي في استراتيجية النظام السوري في ربيع 2013 ضد الثورة الشعبية والمعارضة.
حيث حقق العقيد سهيل الحسن انتصارات عسكرية هامة أبرزها، رفع الحصار عن الأحياء الموالية في حلب واستعادة السيطرة على قراها بالشمال الشرقي، واسترجع مدينة مورك في ريف حماه في تشرين الأول/أكتوبر بعد أن قصفتها طائرات النظام بالبراميل المتفجرة، والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للأسد حيث تستخدم كمنطقة لإطلاق الصواريخ نحو ريف إدلب.
ويختم الخبراء أن “النمر” بات أكثر من مجرد عسكري مفضل ومحبب وله حظوة كما تصفه وسائل الإعلام الموالية، ليتحول إلى تهديد مباشر وفعلي لبشار الأسد نفسه.
حيث أن شخصية النمر حازت على مكانة كبيرة بين المواليين وهو يمثل الأمل الوحيد لطائفته”. كما يحظى باهتمام غير مسبوق على صفحات التواصل الاجتماعي وتحديدا فيس بوك، حيث بات يلقب بـ بطل الفترة وفق ما يراه الموالون.
وتطور نفوذه وصل الى حد التحدي لشقيق الأسد “ماهر”. لذلك فإن التصفية هي الخيار الوحيد المتبقي للأسد بحسب الخبراء، لإنهاء الخطر المحدق بسلطته. وأنه على الرغم من كون النمر علوياً، فإن ما يصل إلى 80٪ من موالي الأسد من الطائفة السنية مستعدون لدعم سهيل الحسن.