كـ.ـشفت صحيفة تركية تفاصيل خطة وزارة الداخلية التركية ضمن ما يعرف بمشـ.ـروع “التخفيف” من السوريين، لتقليل كثافتهم السكانية في بعض الأحـ.ـياء والولايات في البلاد.
وتحدثت الصحفية “هاندي فرات”، في مقال لها بصحيفة “حريات” التركية، تفاصيل الخطة التي كـ.ـشف عنها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الأسبوع الماضي، بهـ.ـدف ضبط أعداد السوريين في المدن والبلدات التركية، ومـ.ـنع تكتلهم في مناطق محددة.
أشارت هاندي في مقالها إلى أن الخطة تزامنت مع تصريحات زعيم المعـ.ـارضة التركية كمال كليجدار أوغلو لوكالة رويترز، حيث قال إن السوريين بدؤوا بتشكيل أحياء “غيتو” (مصطلح يشير إلى حي يهودي منعزل في أوروبا)، وعالم سرّي خاص بهم في تركيا.
وأضاف كليجدار أوغلو أنه يجب حل هذه المشكلة وضمان أمن وعودة السوريين إلى بلادهم عبر التوصل إلى اتفاق مع نظام أسد وإعادة العلاقات الدبلوماسية معه.
تفريق تجمعات السوريين
وفي حديثها عن التفاصيل، قالت هاندي إن اسم الخطة هو “مكافحة التركيز المكاني” لمنع تجمّع السوريين في مناطق وأحياء معينة، حيث يعيش 5.4 ملايين أجنبي في تركيا، 3.7 مليون منهم سوري الجنسية.
وأوضحت الصحفية أن السلطات التركية تعرف كافة تفاصيل السوريين في تركيا من الألف إلى الياء، إلا أن تشكيل ما قالت إنه “غيتوات” من قبل الأجانب، وخاصة السوريين، أجبر دائرة الهجرة على التركيز على 3 مسائل هي: “التكيف مع الحياة الاجتماعية، المشاكل الأمنية، تنسيق الخدمات العامة، منع التفكك الاجتماع”.
وبيّنت الصحفية أنه عندما وقعت الأحداث في منطقة ألتنداغ بالعاصمة أنقرة وقتل أميرهان يالتشين على يد سوريين، برز مشروع التخفيف أو مكافحة التركيز المكاني لأول مرة، حيث تم هدم المباني التي لم تكن مناسبة للسكن ونقل ما يقرب من 5 آلاف أجنبي من المنطقة، ليتقرر على إثر ذلك تطبيق المشروع في عموم البلاد.
تفاصيل الخطة
وفق هاندي، فإن الخطة تعتمد على 3 نقاط أساسية هي:
-أولاً، لا يُسمح بأن يصبح للسوريين تجمعات في حي أو منطقة.
- ثانياً، لا يسمح للسكان الأجانب بتجاوز 25% من سكان الحي.
-ثالثاً، في المناطق التي تجاوزت نسبة الأجانب فيها 25%، سيتم اتخاذ خطوتين:
أولاً، يتم إغلاق التسجيل في 800 حي تابع لـ52 ولاية، من ضمنها الولايات التي يتركز فيها السوريون، وعددها 16 ولاية هي: (أنقرة – أنطاليا – بورصا – أيدن – تشاناكالي – دوزجي – أدرنة – هاتاي – إسطنبول – إزمير – كيركلاريلي – كوجالي – موغلا – سكاريا – تكيرداغ – يالوفا)، وفي إسطنبول سيتم إغلاق التسجيل في منطقتي الفاتح وإسنيورت لجميع الأجانب.
ثانيا، سيتم نقل السوريين الموجودين في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية إلى مناطق وولايات أخرى على أساس طوعي.
النظام مرتهن
وحول عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، أشارت هاندي إلى أنه في البداية لا بد من تحقيق الاستقرار هناك، الأمر الذي لن يكون في المستقبل القريب.
وحول وجود اتصالات مع نظام أسد للتنسيق على عودة اللاجئين، قالت إن تركيا عندما توترت العلاقات بينها وبين بعض الدول العربية، كانت تجري اجتماعات استخباراتية في الخفاء، إلا أن ذلك غير ممكن مع نظام أسد، بسبب استمرار روسيا وإيران في ممارسة الضغط على النظام، مضيفة أنه “من المفهوم أن النظام لا يستطيع أن يأخذ زمام المبادرة ويتصرف بشكل مستقل بمفرده”.
اقرأ ايضا : نائب رئيس “العدالة والتنمية”: يجب أن يكون السوريون في تركيا مكسباً لا عـ.ـبئاً
سياسات جـ.ـديدة
وكانت السلطات التركية أعلنت أنها نقلت في إطار المشروع 4514 لاجئاً من منطقة ألتنداغ إلى مدن أخرى وقامت بتدمير 309 مبان مهجورة يستخدمها اللاجئون إلى جانب إغلاق 177 مكان عمل يعود للسوريين في المنطقة نفسها.
فيما أعلن صويلو، منع السوريين القادمين من دمشق وريفها الدخول إلى تركيا، وذلك في إطار تغييرات جـ.ـديدة طرأت على سياسة الهجـ.ـرة التركية.
وقامت الحكومة مؤخرا بحسب وسائل إعلام تركية بتدقيق عناوين السوريين في الولايات التي تم تسجيلهم فيها، وتحديد ما إذا كانوا قد بقوا في المدن التي سجلوا فيها، وبناء عليه تمت إعادة اللاجـ.ـئين الذين غادروا ولاياتهم، ووقف استقبال وتسجيل اللاجـ.ـئين الجدد في المدن التي يتركز فيها السوريون وخاصة إسطنبول إلى جانب عـ.ـدم السماح لهم بمغـ.ـادرة ولاياتهم التي يعيشون فيها إلا لأسـ.ـباب إنسانية.