منذ إعلان قرار عزل محمد الجاسم المعروف بـ”أبو عمشة” و5 قياديين من فرقة “السلطان سليمان شاه” التابعة لـ”الجـ.ـيش الوطني” شمالي سوريا، هنـ.ـاك الكثير من إشارات الاستفهام حول تنفيذ القرار من عدمه في المنطقة، في الوقت الذي أكدت فيه الفرقة لـ”روزنة” أنّ “أبو عمشة باقٍ كقائد للفصيل ولن يتم عـ.ـزله”.
المحامي أكرم جنيد رئيس المكتب القانوني لفرقة “السلطان سليمان شاه” قال لـ”روزنة” اليوم السبت: إنّ محمد الجاسم “أبو عمشة” سيبقى قائداً للفرقة، فيما سيُعفى خمسة قياديين من مناصبهم وسيتم إبعادهم عن العمل العسكري، وفقاً لقرار اللجنة الثلاثية المعنية بالتحقيق في انتهاكات الفصيل.
وأضاف جنيد، أنّ اللجنة الثلاثية لم تستطع إثبات أي شيء من الاتهامات حول أبو عمشة.
وانتشرت معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيها أنه تقرر بعد اجتماع بين ضباط استخبارات أتراك وقيادات من “الجيش الوطني السوري” بقاء أبو عمشة قائداً للفرقة وخروج بعض القيادات إلى تركيا، كما سيتم إلغاء أمنية منطقة الشيخ حديد في عفرين، وستبقى الإدارة المدنية في المنطقة.
وحول إلغاء أمنية الشيخ حديد، أوضح جنيد، أنّه تم إلغاء صلاحيات الإدارة الأمنية بمنطقة الشيخ حديد، وانحصر عمل الأمنيين ضمن عناصر وكوادر فرقة “سليمان شاه” فقط دون التدخل مع أي شخص آخر، لافتاً إلى وجود إدارة مدنية ضمن المنطقة من قبل.
وأكد جنيد استعداد فرقة “سليمان شاه” لتنفيذ القرارات التي تجمع عليها قيادات “الجيش الوطني”.
وتعتبر فرقة “سليمان شاه” إحدى أكبر الفصائل المقاتلة ضمن “الجيش الوطني” وتشكّل مصدر رعب للكثير من الأهالي حيث امتنع أكثر من 30 شخصاً من عفرين للإدلاء برأيهم لـ”روزنة” حول قضية أبو عمشة خوفاً من أي انتهاك قد يرتكب بحقهم لاحقاً.
اقرأ ايضا : تركيا تقرر حـ.ـرمان أبناء مناطق سورية معينة من “الكملك”
وتواصلت “روزنة” مع أحد الأشخاص المقرّبين من اللجنة الثلاثية المكلّفة بالتحقيق في انتهاكات فرقة “السلطان سليمان شاه”، رفض ذكر اسمه، للتأكد من بقاء أبو عمشة قائداً للفرقة.
وأكد المصدر لـ”روزنة” أنّ القيادة الموحدة “عزم” تعهدت بتنفيذ قرارات اللجنة الصادر عنها قرار عزل أبو عمشة منذ أيام، ولا تزال عند وعدها، ومبدئياً تم استبعاد عدة قيادات من فرقة “سليمان شاه” ولاحقاً سيتم العمل على إبعاد أبو عمشة، رغم الإبقاء عليه في الوقت الحالي قائداً للفرقة.
وأوضح المصدر أنّ عزل قائد الفصيل لا يتم إلا عن طريق القضاء العسكري التابع لـ”الجيش الوطني” في وزارة الدفاع بـ”الحكومة السورية المؤقتة”.
وانتشر الخميس الفائت على مواقع التواصل الاجتماعي بيان موقّع من اللجنة الثلاثية ، أكده المحامي القانوني للفصيل والمصدر المقرب من اللجنة لـ”روزنة”.
وجاء في البيان أنه سيتم متابعة الدعاوى المالية المتعلقة بفرقة “سليمان شاه” من قبل قيادة “عزم”، وتعليقاً على هذا البند قال محامي “سليمان شاه” جنيد إنّ الدعاوى المالية هي دعاوى شخصية لا علاقة للقيادات بها.
كما سيتم الإبقاء على سجن كل من وليد حسين الجاسم (شقيق أبو عمشة) وأحمد محمد خوجة، وعامر محمد عذاب، لحين صدور قرار من اللجنة بإخلاء سبيلهم، وفق البيان، وهم من القيادات التي أصدرت اللجنة قراراً بعزلهم من الفرقة.
وأعلنت اللجنة الثلاثية منذ أيام عزل محمد الجاسم المعروف بـ”أبو عـمشة” إلى جانب 5 قياديين من فرقة “سليمان شاه”، وردت الفرقة على قرار العزل معتبرة أن “لا أهمية له ويبرّئ قادة العمشات من التهم المنسوبة إليهم”.
وتتألف اللجنة من ثلاثة أعضاء في المجلس الإسلامي السوري، وهم: “موفق العمر وأحمد العلوان وعبد العليم العبد الله”، ومهمتها إثبات أو نفي التهم الموجهة بحق فرقة “السلطان سليمان شاه” فيما يعود تنفيذ القرار للفصائل على الأرض.
اقرأ ايضا : الولايات المتحدة الأمريكية تعلن عن أربعة أهـ.ـداف في سوريا لها ستحققها رغم أنف بشار وبوتين وتشـ.ـرح الحل النهائي الذي ستفرضه عليهم
وبعد يوم من إصدار قرار العزل أعلنت غرفة القيادة الموحدة “عزم” تبني القرارات الصادرة عن اللجنة بشكل كامل وتنفيذها.
العديد من الاتهامات وجّهت إلى أبو عمشة وفرقته بمنطقة شيخ الحديد غربي عفرين بريف حلب، تتعلق حول انتهاكات مارسها الفصيل بحق أهالي المنطقة مثل الاستيلاء على الأراضي، وجمع إتاوات من المزارعين ومقاسمة الأهالي محاصيلهم، وانتهاكات أخرى مثل الاغتصاب وغير ذلك.
وطالب سوريون بمحاسبة أبو عمشة وفرقته على الانتهاكات المتّهم بها، متسائلين عن دور وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بالملف والقضاء.
وتواصلت “روزنة” مع وزارة العدل لدى الحكومة السورية المؤقتة للاستفسار حول كيفية محاسبة الفاسدين مرتكبي الانتهاكات دون وجود رد حتى نشر هذا التقرير.
ومثل أبو عمشة في الخامس من شباط الحالي أمام اللجنة الثلاثية المفوّضة بالتحقيق، إضافة إلى عدد من المطلوبين، حيث تم استجوابه بحضور قائد “فرقة السلطان مراد” فهيم عيسى بعد التنسيق مع اللجنة، وفق تقارير إعلامية.
وينحدر أبو عمشة (مواليد 1985) من منطقة السقيلبية شمالي حماة، وهو من تركمان سوريا، كان يعمل قبل 2011 سائق جرافة زراعية، ويتهم بتجارة الأسلحة عبر طرق التهريب، وفق موقع “سوريا على طول”.
أواخر عام 2011 أسس أبو عمشة لواء “خط النار” كفصيل ينتمي للجيش السوري الحر بريف حماة، عام 2015 هرب أبو عمشة إلى تركيا بسبب التضييق من قبل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) التي صادرت أسلحة لوائه وعتادهم وسياراتهم، ليتم عام 2016 إعادة تشكيل اللواء تحت اسم “السلطان سليمان شاه”.