قالت مجلة “فورين بوليسي” إن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا أصبحت “العاصمة الجـ.ـديدة للإرهـ.ـاب العالمي”، مع اختباء قادة تنظيمي “داعـ.ـش” و”القاعدة” فيها رغم إعلان هيئة “تحرير الشام” التي تسيطـ.ـر على المنطقة محاربتها المتشـ.ـددين في محاولة لاعتراف المجتمع الدولي بها.
وهيئة تحرير الشام التي كانت تسمى “جبهة النصرة” وهي ذراع القاعدة في سوريا، مدرجة على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة.
ويقول التقرير إن إدلب أصبحت “المخبأ المفضل لبقايا الجماعات الجهادية السورية بجميع أنواعها”، ويبدو أنها حلت محل باكستان، التي لجأ إليها في السابق زعيم “القاعدة” السابق، أسامة بن لادن، بينما عاش وقتل في إدلب زعيما تنظيم “داعش” أبو أبراهيم القرشي، وقبله أبو بكر البغدادي،
ويشكك مجللون في مزاعم الهيئة بشأن محاربة داعش، حيث استبعدوا عدم علمها بموقع القرشي الذي اختبأ بالقرب من نقطة تفتيش للجماعة وموقع عسكري تركي، وما يضعف موقفها أيضا الاتهامات ضدها باستهداف المؤيدين للديمقراطية واختطاف وتعذيب النشطاء والمحامين والصحفيين.
ويشير التقرير إلى أنه يبدو أن أحلام الجماعة التي تريد أن تكون بديلا لحكم بشار الأسد في المنطقة وتشرف عل توفير الخدمات لنحو ثلاثة ملايين سوري وتسعى إلى قبول المجتمع الدولي، قد تبددت بعد الأحداث الأخيرة.
وكان جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص لسوريا في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، يرى في “هيئة تحرير الشام” أداة للضغط على الأسد، مع إمكانية فتح قنوات خلفية معها.
ويشير التقرير كذلك إلى التعاون التركي مع الجماعة التي هي في وضع يسمح لها بالسيطرة على الأراضي التي تعتبرها تركيا موطئ قدم أساسي لمراقبة القوات الكردية، لكن تركيا لا تطارد “القاعدة” ولا “داعش”.
ويرى التحليل أنه يجب على واشنطن تطوير استراتيجية لترتيب إقليمي جديد، جنبا إلى جنب مع روسيا، يضع إدلب مرة أخرى تحت سيطرة الحكومة السورية.
لكن سياسة بايدن بشأن “هيئة تحرير الشام” ليست واضحة بعد، ويبقى السؤال هو هل ستسعى واشنطن إلى التعاون مع الجماعة ضد المتشددين العالميين؟ أم سترى المجموعة جزءا من المشكلة؟ “.
اقرأ ايضا : وزير الداخلية التركي : القادمون من هـ.ـذه المناطق السورية لن يحصلوا على الحماية المؤقتة في تركيا و ستتم إعادتهم إلى سوريا
آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية قال: “لا أعتقد أن هناك دعما واسع النطاق في الولايات المتحدة للتعامل مع هيئة تحرير الشام”، معتبرا أن الاعتقاد العام هو أن أياديهم “ملطخة بالدماء الأميركية”.
دانيال ميلتون، مديرة الأبحاث في مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية، قالت إن حقيقة أن اثنين من قادة “داعش” كانا في إدلب “يجب أن يدفعنا إلى إعادة تقييم كيف نفكر في العلاقات بين هذه الجماعات (هيئة تحرير الشام والقاعدة وداعش)”.
جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، قال إن إدارة ترامب اعتقدت أن “هيئة تحرير الشام” زادت النفوذ الأميركي على الأسد وحرمته من تحقيق مكاسب على الأرض، لكن هذا التصور قد يتغير الآن بعد محاصرة الخليفة الثاني لـ”داعش” وقتله في إدلب.
لكن، رغم ذلك، “ليس لدى إدارة بايدن رؤية حتى الآن حول كيفية إقناع الأسد بالموافقة على تشكيل هيكل لسلطة لامركزية في الشمال الغربي والسعي لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود”.
بينما قال متمرد سوري في “الجيش السوري الحر” إنه لا حل لإدلب سوى القضاء على كل الإسلاميين، وقال: “قريبا سنقاتل كل هؤلاء الإسلاميين لأنه لا حل في سوريا بوجودهم. إنها مجرد مسألة وقت”.
وسيكون هذا سيناريو مثاليا للولايات المتحدة، وفقا للتقرير، لكن من المستبعد أن يتمكن المتمردون المعتدلون من هزيمة عناصر الجماعة “المنضبطة”.
وينقل التقرير عن صالح مسلم، من الفصيل الكردي المهيمن في شرق سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي، القول إن معظم مقاتلي “داعش” الذين هاجموا مؤخرا سجنا في الحسكة عبروا من الشمال الغربي الخاضع لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.
وقال: “هيئة تحرير الشام هي بقايا داعش. يجب تفكيكها يجب على الولايات المتحدة أن تستهدفها أيضا”.