بشار الأسد يعين ضـ.ـابط كبير للتعامل مع السوريين
كثف رئيس المخابـ.ـرات العامة التابعة للنظام السوري، حسام لوقا، من نشاطه في شمال، وشمال شرقي سوريا، وذلك منذ شهـ.ـر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، حيث يجري لقاءات مستمرة مع زعماء قبليين، ووجهاء محليين.
وأفاد مصدر خاص لموقع “تلفزيون سوريا” أن روسيا أوكلت إلى حسام لوقا، إطلاق سلسلة من التسويات، تستهدف بشكل رئيسي ريف الرقة الشرقي والجنوبي، وريف دير الزور الغربي.
وبحسب المصادر فإن روسيا شكلت فريقاً مشتركاً، يضم خبراء عسكريين، ومختصين في مكافحة “التنظيمات الجهادية”، من بينهم لوقا وضباط سوريون، بهدف إحداث اختراقات كبيرة في محافظتي الرقة ودير الزور لصالح موسكو، وقد زار الفريق ريف دير الزور الغربي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، والتقى مع بعض الشخصيات العشائرية أبرزها نواف البشير، أحد وجهاء قبيلة البكارة.
مسار التسوية الجديد
يتولى اللواء حسام لوقا، أحد أكثر ضباط الاستخبارات السوريين قرباً من روسيا، ملف التسوية في منطقتي “السبخة” و “الرصافة” في ريف الرقة، بالإضافة إلى منطقتي الميادين والبوكمال في ريف دير الزور، وأيضاً مدينة دير الزور.
وفي شهر كانون الثاني/ يناير الفائت، انطلقت عملية التسوية بالفعل في ريف الرقة، وتتضمن العملية منح مهلة للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية من أجل الالتحاق بها، أو استخراج أوراق تأجيل، بالإضافة إلى التحقيق مع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء أو الإفراج عنهم.
وسبق ذلك الإعلان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 عن فتح الباب أمام تسوية أوضاع المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في محافظة دير الزور.
وتعول روسيا على خبرة لوقا في مجال ما تسميه “المصالحة”، إذ إنه أدار ملف محافظة حمص عندما كان رئيساً لفرع أمن الدولة فيها حتى عام 2018، كما أنه استطاع التوصل إلى تسوية جديدة في درعا صيف عام 2021، بعد أن خاض مفاوضات مع الوجهاء واللجان المركزية.
إلى جانب الخبرة الأمنية الواسعة، فإن لوقا يقدم نفسه على أنه معارض للنفوذ الإيراني، في محاولة لاستمالة العشائر السنية، التي تتوجس من توسع النفوذ الإيراني في شمال وشمال شرقي سوريا.
ويتخذ رئيس المخابرات العامة من مدينة الميادين بريف دير الزور مقراً له وللفريق الروسي المشترك، الذي يجري زيارات متكررة إلى المنطقة.
أهداف روسيا من إطلاق التسوية
تسعى روسيا إلى تحقيق جملة أهداف من عملية التسوية والمصالحات التي تستهدف المكونات العشائرية في ريفي الرقة ودير الزور.
تبحث موسكو عن رفد عملياتها العسكرية في البادية السورية ضد تنظيم داعش بالعنصر البشري، تحديداً الشبان أصحاب الدراية بتضاريس المنطقة التي يستثمرها التنظيم بشكل جيد، نتيجة اعتماده على العنصر المحلي بشكل أساسي في إدارة تحركاته وعملياته في البادية السورية.
ومنذ خسارة “الباغوز” في أواخر عام 2019، تحول تنظيم داعش إلى إستراتيجية “الولايات الأمنية”، متخذاً من منطقة البادية السورية قاعدة انطلاق أساسية لعملياته الأمنية.
وعلى مدار عام ونصف من العمليات العسكرية، فإن روسيا والنظام السوري لم يتمكنا سوى من تأمين أجزاء من الطرقات الرئيسية التي تصل دمشق مع دير الزور، والرقة مع حماة وحلب، لكنهم مؤخراً باتوا يعانون بشكل واضح من نقص العنصر البشري، بالتوازي مع تصاعد كمائن تنظيم داعش وازدياد الخسائر البشرية في الميليشيات السورية التي تعتمد عليها روسيا.
وأكد مصدر مطلع لموقع “تلفزيون سوريا”، أن موسكو باتت تدرك مخاطر الاعتماد على الميليشيات المدعومة إيرانياً، حيث إنها تساعد تنظيم داعش على حشد المزيد من المقاتلين المنتمين للمكون السني، كما أن تنامي نفوذ إيران في البادية السورية غير مرحب به من جانب روسيا، لأنه سيكون على حساب مصالح موسكو، التي تطمح للهيمنة على المنطقة الغنية بحقول الغاز والفوسفات.
اقرأ ايضا : سفير روسيا لدى دمشق يكـ.ـشف حجم التبادل التجاري بين بلاده والنظام السوري
وتمكن اللواء حسام لوقا بالتنسيق مع نواف البشير من ضم كتائب ينتسب مقاتلوها لعشيرة “البوبدران” إلى صفوف “لواء الباقر” من أجل إشراكهم في معارك البادية السورية ضد تنظيم داعش.
من جهة أخرى، فإن روسيا تعمل على استمالة العشائر العربية بهدف توظيفها لاحقاً ضد تنظيم “قسد”، وهذا من جملة المهام التي طلبتها روسيا من اللواء “حسام لوقا” بحسب المصادر.
وتمتلك روسيا قاعدة جوية مهمة، فقد استقدمت مقاتلات وحوامات إلى مطار “القامشلي” شمال شرقي سوريا، وباتت قادرة على تغطية العمليات العسكرية المختلفة.
ومن المرجح أن روسيا ستكثف من جهودها لزيادة النفوذ في شمال شرقي سوريا على حساب “قسد”، بعد أن قامت الأخيرة بتجميد مسار المفاوضات مع النظام السوري، الذي كانت موسكو ترعاه بشكل كامل.
وتضع روسيا على رأس أولوياتها في سوريا، إنهاء ما تسميه “الدويلات ضمن الدولة”، خاصة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي البلاد.