الطفـ.ـلة السورية المعجـ.ـزة
في حـ.ـادثة مثـ.ـيرة للشفقة والأسى وتشفّ عن هول الأزمـ.ـة الاقتصادية التي بات يعـ.ـايشها الأهالي في مناطق سيطـ.ـرة النظام بمن فيهم الموالون أنفسهم، سجلت مدينة اللاذقية حالة غريبة لم يألفها السوريون تمثلت في تخلص عائلة من طفـ.ـلة تبلغ من العمر عشرة أشهر فقط.
وخلال الساعات القليلة الماضية، تداولت عشرات الصفحات الموالية للنظام صور طفـ.ـلة عثر عليها وسط مدينة اللاذقية أحد أبرز معاقل شبيحة أسد.
الطفلة التي سُميت “روح”، وُجدت دون مرافقٍ أمام مشفى “الدرَّاج” في المدينة يوم الخميس الماضي، ليسارع أحد الأطباء إلى نشر صورها على أمل أن تكون ضائعة أو تحرك تلك الصور وجدان ذويها لاستعادتها.
وكتب الدكتور عبد القادر حربا الذي كان أول من اعتنى بالطفلة :”سميناها روح.. روح بتحس وبتشوف وبتسمع وبتضحك لأنو هي قطعة من أهل فقدوا الإنسانية بحق طفلة عمرا شهور مرمية عباب المشفى ضحكتا البريئة بتخليك تغص وتبكي بقلبك”.
غير أن صور “روح” البريئة والدعوات المتواصلة على منصات التواصل لم تفلح في دفع ذويها إلى استعادتها ليصار إلى نقلها لمأوى (دار لحن الحياة) في ريف دمشق ويتم طي قصة الطفلة إلى ما لا نهاية.
وأمام هذا المشهد المأساوي طفت إلى السطح الكثير من الإشارات عن تسبب الأزمة الاقتصادية الحادة بمناطق سيطرة ميليشيا أسد بتنامي ظاهرة تخلي الأهالي عن أطفالهم، حيث بات رغيف الخبز حلماً بعيد المنال.
مشهـ.ـد متكرر
وتعيد الحادثة إلى الأذهان قصة الطفلتين “ورد و رقية” اللتين تركهما والدهما العسـ.ـكري السابق بقـ.ـوات النظام في أحد مشافي العاصمة دمشق منتصف العام الماضي.
ويعاني معظم من تبقى في مناطق سيطرة نظام أسد من عدم تمكنهم من توفير لقمة العيش لأولادهم، ما دفع بعضهم إلى ترك أطفالهم في المساجد أو على الطرقات أو الحدائق على أمل أن يجدوا من يعتني بهم.
ويقاسي المدنيون في مناطق أسد الأمرّين للبقـ.ـاء على قيد الحياة دون أي اكتراث من قبل النظام الذي كان وراء معظم الأزمـ.ـات الاقتصادية الخانقة جراء رهنه موارد البلاد الحيوية لروسيا وإيـ.ـران نظير مشاركتهم الحـ.ـرب إلى جانبه ضـ.ـد السوريين.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنـ.ـسانية، مارتن غريفيث، أكّد مؤخراً أن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفـ.ـقر تقدّر بأكثر من 90% من إجمالي سكان البلاد، مشيراً إلى أن كثيراً منهم يضـ.ـطر إلى اتخاذ خيارات صعـ.ـبة للغاية لتغطية نفقاتهم.