نشر موقع “ريدل” المختص بالشؤون الروسية، مقالاً مطولاً اشترك في إعداده الخبيران الروسيان “أنطون مارداسوف” و”كيريل سيميونوف”، تحدثا خلاله عن أهداف حملة الإعلام الروسي ضـ.ـد نظام الأسد، وإمكانية حدوث تغيرات جذرية في النظام السياسي السوري.
واستهل الكاتبان المقال الذي جاء تحت عنوان “روسيا بدون الأسد” بالقول: “إن موسكو أرسلت أخيراً من خلال الحملة الإعلامية رسائل إلى النظام السوري حول اقتران روسيا بانتخابات الرئاسة المقبلة في سوريا عام 2021.
وحول موقف الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والقيادة الروسية من نظام الأسد في الآونة الأخـ.ـيرة، ذكر الكاتبان أن روسيا تعمدت فضـ.ـح فسـ.ـاد النظام السوري، وعدم قدرة “بشار الأسد” على إدارة شؤون البلاد.
وتحدثا خلال المقال عن ضعف إمكانيات نظام الأسد وانعـ.ـدام حظوظه في الاستمرار على رأس السلطة في سوريا، وذلك في حال إجراء انتخابات حـ.ـرة ونزيهة خلال العام القادم.
كما تطرقا للحديث حول تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا، واعتبرا أن النظام السوري كان مقبولاً نوعاً ما خلال سـ.ـنوات الحـ.ـرب، لكنه فشـ.ـل في مرحلة إعادة إعمار البلاد.
أما بالنسبة لمقـ.ـاطع الفيديو التي نشـ.ـرها رجل الأعمال السوري “رامي مخلوف” ابن خال رأس النظام السوري “بشار الأسد” فيقول موقع “ريدل”: “إن الخـ.ـلافات التي حصلت مؤخراً كـ.ـشفت النخبة الحاكمة لسوريا على حقيقتها أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي”.
وأشار الموقع أن ما يحدث ضمن الدائرة الضيقة المحيطة بـ “الأسد” يعتبر أمراً لافتاً يحدث للمرة الأولى في سوريا بهذا الشكل.
وأضاف إن النخب الاقتصادية في روسيا، وكما القيادة الروسية من حقها أن تسعى لتحقيق مصالح موسكو اقتصادياً في أي بقعة على وجه الأرض، وقد أشار الكاتبان إلى حديث أحد المحللين الإسـ.ـرائيليين الذي قال: “إن روسيا ستكون مغلقة بوجه الأسد”.
واعتبر الموقع أن جميع المتابعين للسياسة الروسية في سوريا باتوا يدركون تماماً بأن روسيا غير راضية عن المواقف التي اتخذها “الأسد” في الآونة الأخيرة، حيث بات واضحاً أنه يناور ويتهـ.ـرب من استحقاقات الحل السياسي في سوريا.
اقرأ ايضا : من داخل دمشق.. حزب معـ.ـارض يتحدث عن خطة روسية خبـ.ـيثة تتعلق بمصـ.ـير بشار الأسد ومستقبل سوريا
وأوضح أن نظام الأسد يرى نفسه أنه انتصر على معارضيه، ومن غير الممكن أن يقدم التنازلات، إذ يعتبر أنه قادر على إعادة البلاد كما كانت عليه قبل عام 2011.
ولفت الكاتبان في مقالهما المشترك إلى أن نظام الأسد يبدو غير قادر على استيعاب نتائج المستجدات والتطورات الأخيرة التي طرأت على الساحة السورية، وأن الدول المعنية في الملف السوري قد شكلت تحـ.ـديات جديدة في المنطقة.
وتحدث الموقع عن جني القادة الميدانيين في قوات نظام الأسد والجماعات الإيرانية المساندة له أموالاً طائلة جراء العمليات العسكرية التي استمرت في سوريا على مدار 9 سنوات، وأن معظم القادة تحولوا إلى لـ.ـصوص وقتـ.ـلة.
وحول إمكانية حدوث تغيرات جذرية في النظام السياسي السوري قال الكاتبان: “في حال استمرار الأوضاع في سوريا على ما هي عليه دون أن تجري إصلاحات عميقة تمس أسس النظام السياسي في البلاد، فإن سوريا مقبلة على صراعات جديدة وانهـ.ـيار آخر، سيودي بالأسد وروسيا معاً.
وأوضح موقع “ريدل” أن القيادة الروسية تدرك جيداً أنه طالما بقيت عائلة الأسد على رأس السلطة في سوريا، فإن حدوث إصلاحات عميقة وجدية أمر مستبعد وغير وارد.
وأشار الموقع أن موسكو تنظر أنه يتوجب على الأسد أن يشارك بشكل فعال وجدي في أعمال اللجنة الدستورية السورية حتى وإن كان في البداية بصورة شكلية، لافتاً أن على الأسد أن يكافح الفسـ.ـاد، خاصة محاولة تقليل ما ينـ.ـهبه القادة الميدانيين على الحـ.ـواجز.
وكشف أن القيادة الروسية قد شكلت لجنة مختصة في مراقبة الفسـ.ـاد في سوريا، وخاصة فبما يتعلق بالقادة العسكريين والمؤسسة العسكرية بشكل عام.
ورأى الكاتبان أن على روسيا أن تحضر نفسها للسيناريوهات القادمة التي تتمثل بإزاحة القوى والشخصيات التي تقف عائقاً أمام محاولة إجراء إصلاحات وتغييرات جدية.
وتحدثا عن أن نظام الأسد ما زال يراوغ ويلعب على التناقضات بين روسيا وإيران، كذلك يحاول أن يجمع الأموال في يديه، عبر زوجته “أسماء الأسد” التي تمكنت من السيطرة على شركة “سيرتيل” مؤخراً، على حد تعبير الخبيران الروسيان “أنطون مارداسوف” و”كيريل سيميونوف”.
واعتبرا أن روسيا لم تنجح خلال فترة تدخلها في سوريا بتشكيل نخبة سورية موالية لها، كذلك لم تتمكن من تأسيس قوة سياسية داعمة لها بشكل حقيقي على الساحة السورية.
وأوضحا أن روسيا حاولت أن تعتمد على الفيلق الخامس الذي قامت بتشكيله في سوريا، لكنه انضم إلى قوات نظام الأسد خلال العام الماضي، كذلك فشـ.ـلت كل محاولات موسكو بتشكيل الفيلق الرابع بمشاركة عناصـ.ـر المصالحات والتسويات الذين كانوا في صفوف فصائل المعـ.ـارضة في محافظة درعا.
كما لم تنجح مساعي روسيا بتجنيد الشباب في محافظة السويداء، واعتبرا أن حجم الدور الأمني والعسـ.ـكري الذي تلعبه موسكو في سوريا مبالغ فيه بشكل كبير.
وختم الخبيران الروسيان مقالهما بالقول: “إن روسيا نجحت برفع مستوى دورها عالمياً بعد أن وضعت لها موطئ قدم في منطقة الشـ.ـرق الأوسط من جـ.ـديد، لكن في الوقت نفسه فإن الركود في الحالة السورية والغمـ.ـوض في الحالة الليبية يطرح عدة تساؤلات من أهمها، ما هي جدوى وفعالية سياسة روسيا الخارجية”.
وأضافا: “إنه في حال لم تجري إصلاحات جدية في سوريا، فإن القيادة الروسية عليها أن تعمل مجدداً على إنقـ.ـاذ الدولة السورية في الوقت الذي تعـ.ـاني فيه روسيا نفسها من تـ.ـردي الأوضاع الاقتصادية جراء انخفاض أسعار النفط وانتشـ.ـار الفـ.ـيروس المستجد.
واستنتج الخبيران الروسيان “أنطون مارداسوف” و”كيريل سيميونوف”، في نهـ.ـاية المقال المشترك الذي نشـ.ـره موقع “ريدل” المختص بالشؤون الروسية، أن عودة موسكو إلى منطقة الشرق الأوسط التي بدأت آواخر شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015 تنذر بعودة روسيا إلى “الانسداد الشرق أوسطي”.
واعتبرا أن الحل الوحيد أمام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والقيادة الروسية هو التنسيق مع رأس النظام السوري “بشار الأسد” من أجل تجنب حدوث هـ.ـذا السيناريو، وأشارا إلى أن إمكانية تحقيق ذلك قد تكون معـ.ـدومة بسـ.ـبب إصرار دول العالم وعلى رأسها أمريكا بضرورة تحقيق انتقال سياسي في سوريا من أجل البدء بإعادة الإعمار في البلاد.