أعضـ.ـاء “التفاوض” يهـ.ـددون من يفكر بالانسحاب وآخرون يقترحون توجيه رسالة لموسكو! ما زالت مؤسسات المعـ.ـارضة السياسية تُمعن في ازدراء الرأي العام الثـ.ـوري، متمسكة بخيارات أشخاص ومجموعات أثبتت الأيام والتطورات كارثيتها، وأنها وُجدت لخدمة أجندات النظام وحلفائه
آخر حلقات هذا المسلسل الذي بات ممجوجاً من قِبل الشعب السوري، تمثّل بفشل هيئة التفاوض في التوصل لاتفاق على موقف موحَّد من مسار اللجنة الدستورية، حيث تمسّك معظم أعضـ.ـاء الهيئة بالاستمرار في هذا المسار، على الرغم من التصريحات الأخـ.ـيرة لموسكو فيما يتعلق بالنتائج المَرجوّة من أعمال اللجنة
وكان المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قد اعتبر أنه يجب على المعـ.ـارضة ألا تنتظر أن يؤدي أي تعديل دستوري إلى تغيير رأس النظام بشار أسد، وأن على هـ.ـذه المعـ.ـارضة أن تكون أكثر ليونة وواقعية
وقال لافرنتييف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية يوم الإثنين، إن “إنشاء الدستور السوري الجـ.ـديد يجب ألا يهدف إلى تغيير السلطة في ذلك البلد”
تصريحات أثـ.ـارت غضباً واسعاً، إلى درجة أن رئيس منصة موسكو قدري جميل، المقرَّب جداً من روسيا، انتقـ.ـد ما جاء فيها، بينما لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي عن هيئة التفاوض بهذا الخصوص
لكن مصادر خاصة من داخل الهيئة كشفت لـ”أورينت نت” عن إفشال التيار المؤيِّد للاستمرار في العملية السياسية، بشكلها الحالي، لاقتراح تقدم به اثنان من أعضاء الهيئة، وينص على إعلان الانسحاب من مفاوضات اللجنة الدستورية، احتجاجاً على التصريحات الأخيرة للمبعوث الروسي
وحسب المصدر، فإن الأغلبية الساحقة من أعضاء الهيئة رفضوا هذا الاقتراح في الاجتماع الذي عقدوه مساء الثلاثاء، وإن بعضهم لم يكتفِ برفضه، بل اتهم المتقدّمين به بالمزاودة والإضرار بالقضية السورية، وبالسعي لإغضاب حلفاء المعارضة!
المصدر نقل عن أحد أعضاء الوفد المصغَّر للجنة الدستورية توجيهه سؤالاً بصيغة استنكارية لأحد العضوين الذينِ طالبا بالانسحاب قائلاً: هل تعني أنك ضد العملية السياسية؟!
اقرأ ايضا : روسيا تحدد الميعاد الذي من الممكن الحديث فيه عن رحيل بشار الأسد عن السلطة
ويروِّج الفريق الداعم لمسارات التفاوض الحالية في الهيئة، لوجود موقف جماعي للدول التي تقول إنها حليفة للمعارضة، ينصّ على ضرورة استمرار الوفد بالمفاوضات، رغم مرور سنتين على انطلاقها دون تحقيق أي نتائج، ورغم أنها منحت النظام وحلفاءه الوقت والشرعية لفرض إجراءات تخدم أجندتهم، مقابل تعطيل التفاوض على تطبيق بنود القرارين الدوليين 2118 و 2254 اللذينِ ينصّان على تشكيل هيئة حكم انتقالي ومحاسبة مجرمي النظام
ولم يكتفِ أعضاء هيئة التفاوض في هذا الاجتماع برفض أي حديث عن الانسحاب من مفاوضات اللجنة الدستورية، بل أثنى العديد منهم خلال النقاشات على جهود وفدي المعارضة والمجتمع المدني في الجولات السابقة، واعتبروا أنها قدّمت “خدمات كبيرة” للثورة والقضية السورية، مؤكدين أن من الخطأ الانصياع لرأي الجمهور والانجرار خلفه!
وإمعاناً في التهرب من تسجيل موقف اعتباري للرد على تصريحات لافرنتييف المُهينة للمعارضة، اقترح بعض الأعضاء توجيه رسائل إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة وإلى القيادة الروسية نفسها، للاحتجاج على تلك التصريحات، معتبرين أن هذا هو الموقف الأسلم!
وأمام استهجان الأعضـ.ـاء الذين طالبوا بالانسحاب من مفاوضات اللجنة الدستورية لهذا الاقتراح، لجأ المتمسِّكون بخيار الاستمرار فيها إلى مراوغة جـ.ـديدة، حسب المصدر، عندما اعتبروا أن اتخاذ مثل هذا الموقف يتطلب حضور جميع ممثلي الكتل التي تتكون منها هيئة التفاوض
موقف يؤكد الرغبة في التفلُّت من اتخاذ أي موقف يمكن أن يغضب روسيا على ما يبدو، خاصة أن هؤلاء الأعضـ.ـاء أنفسهم كانوا قد أجروا انتخابات رئاسة الهيئة في حزيران / يونيو من هذا العام، بغياب ممثلي هيئة التنسيق ومنصة موسكو وقسم من منصة القاهرة!
وامام إصـ.ـرار العضـ.ـوين على اتخاذ موقف صريح يتحمل مسؤوليته أعضـ.ـاء الهيئة أمام الشعب السوري وجمهور الثـ.ـورة، صوّت الغالبية على تأجيل النقاش إلى عدة أيام، على أن يقدِّم كل طرف مسوَّدة اقتراح جرى التوافق على ألا تتضمن أي إشارة إلى الانسحاب من مفاوضات اللجنة الدستورية