أفردت شبكة BBC البريطانية، زاوية للحديث عن الفتاة السورية “ديما الأكتع”، بعد تحديها لظروف الهجـ.ـرة وما خلفته الحـ.ـرب من تأثيـ.ـر على جسدها.
وبدأت القصة منذ العام 2012 عند إصـ.ـابة “ديما” بقذيـ.ـفة مدفـ.ـعية أطـ.ـلقتها قـ.ـوات الأسد في منزل أسرتها ببلدة سلقين شمالي إدلب السورية، والتي أدّت لبتـ.ـر ساقها من أعلى الركبة.
رحلت “ديما” مع عائلتها إلى لبنان، حاملة عكاكيزها. وفي العام 2017 حصلت الأسرة على لجوء في بريطانيا عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة.

رياضة المشي
كانت رياضة المشي من أبرز ما يميز حياة “ديما” في سوريا، وبمجرد وصولها إلى بريطانيا عادت ديما لممارسة الرياضة بصحبة طرفها الصناعي بإشراف مدربين، وبالرغم من الألم الذي صاحب الرياضة، إلا أن ديما أرادت أن تحول الألم إلى نجاح من خلال السير لمسافة أكثر من ميل مع منظمة “تشوز لوف”، ضمن مبادرة عالمية للمشي بهدف جمع التبرعات للاجئين وخاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات اليونان.


معـ.ـاناة الشابة “ديما”
أحسّت “ديما” بأوجاع هائلة بسبب ساقها الاصطناعية غير المؤهلة، والتي زادت من معاناتها من احتباس الدم عند مكان القطع، لكنها رغم ذلك تابعت المشي، لتقطع أكثر من 2 كيلومتر، رغم أنها كانت قد تعهدت بالسير في منطقتها لميل واحد فقط، ما يعادل حوالي 1.6 كيلومتر.


وفي المرة الثانية، كانت في غاية الحماس، رغم أنها اضطرت للتوقف مرات عدّة لتخلع الطرف الاصطناعي الجديد الخاص بالجري، وتجفف العرق الذي يسيل من ساقها، بل واستعانت بقطع من الثلج بعد أن شعرت أن الساق الاصطناعية تكاد تفلت من مكانها لكنها حققت الإنجاز ووصلت إلى خط النهاية.
وتبلغ ديما اليوم 27 عاما، وتدرس مجال التصميم الداخلي في إحدى الكليات بمقاطعة “بيدفوردشاير” في إنجلترا.
شاركت” ديما الأكتع” بنصف الماراثون في مدينة مانشستر في أغسطس/آب الماضي، إذ كانت تلك المرة الأولى التي تركض فيها بعد عشر سنوات، وأول تجربة لها بالطرف الاصطناعي الرياضي.
وجاء تصميم الشابة على المشاركة بنصف المارثون بعد أن تواصلت معها جمعية “سوريات عبر الحدود”، التي تساعد المصـ.ـابين وتوفر عمـ.ـليات للأطفـ.ـال الذين بتـ.ـرت أطرافهم في الحـ.ـرب السورية، وطلبت منها المشاركة في الجري لجمع تبرعات، والتي قابلتها ديما بالموافقة.
يشار إلى أن قصة “ديما” لم تكن الوحيدة بين السوريين التي أفقـ.ـدتهم حـ.ـرب نظام الأسد على الشعب أطرافهم بل يعج الفضاء الرقمي بقصص الكثير من السوريين الذين انتجوا ونجحوا في التأقلم مع الحياة والمجتمعات المضيفة.