بعد الاعتداء على منازل وممتلكات السوريين في مدينة أنقرة ومطالبات بترحيلهم منذ أيام، إثر مقتل تركي على يد شاب سوري، وعد رئيس بلدية أزمير، تونش سويار (Tunç Soyer) أنه سيستمر في دعم اللاجئين وتحسين حياتهم لضمان راحتهم.
سويار من “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، قال وفق ما نقلت عنه صحيفة “gazeteduvar”:
“عندما جئت إلى البلدية وعدت بأن أكون رئيس بلدية الجميع حتى طيور الفلامينجو،
فهل سأتخلى عن اللاجئين؟ سأواصل عمل كل شيء لتحسين حياتهم طوال فترة وجودهم بأزمير”.
وأضاف أنّ هناك 148 ألف لاجئ سوري في أزمير، وهدفنا هو إنتاج حلول تجعل حياة اللاجئين الذين يعيشون في أزمير أسهل.
وتابع: “في يوم من الأيام سيذهبون إلى مسقط رأسهم، لكن طالما بقوا هنا ، فأنا لا أفعل أي شيء مثل طردهم أو مضاعفة فواتير مياههم”.
“نحاول دعم النساء واللاجئين، نحاول تعليم اللغة التركية للأطفال” يقول سويار،
ويشير إلى أنّ سياسة الباب المفتوح على طالبي اللجوء كانت خاطئة ومع ذلك فإن هذا الخطأ هو قضية يجب حلها على المستوى الدولي.
وفرّق سويار خلال حديثه ما بين طالبي اللجوء الأفغان والسوريين: “الآن هناك تهديد آخر، نحن بمواجهة الهجرة الأفغانية، الأفغان والسوريون مختلفون”.
اقرأ ايضا : والي غازي عنتاب يعلن عن قرار هام للسوريين انتظروه منذ سنوات واليوم يحققه لهم
في بولو الأمر مختلف
رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان اقترح أواخر شهر تموز الماضي رفع تكاليف فواتير المياه بمقدار عشرة أضعاف للأجانب في المدينة، ووافق مجلس البلدية على تحويل المقترح إلى لجنة التخطيط والموازنة في البلدية.
وأوضح أوزجان أنّ الهدف من زيادة الضرائب هو الدفع باتجاه ترك الأجانب للولاية والعودة الطوعية إلى بلادهم.
وفي 27 تموز الفائت أعلنت “الرابطة الرسمية لحقوق اللاجئين في تركيا” قرارها رفع دعوى قضائية رسمية ضد أوزجان،
عقب القرارات والتصريحات التي وصفت بـ”العنصرية” ضد اللاجئين والأجانب في المنطقة.
الرابطة قالت في بيان لها، على انستغرام، “نحن بصدد تقديم شكوى جنائية مرة أخرى ضد أوزجان، الذي يريد معاقبة اللاجئين الذين يعيشون في مقاطعتنا بالمياه،
وهي الحاجة الحيوية الأساسية، بسبب تصريحاته الجديدة المليئة بالكراهية”، لافتة إلى أنها ستتابع الإجراءات القانونية ضده بشكل شخصي.
ووصف مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، في الـ 26 من تموز،
تهديدات رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، كمال كليشدار أوغلو، بإعادة السوريين إلى بلادهم، بأنها “عنصرية”.
وقال كليشدار، شهر تموز، إنه سيعمل على ترحيل جميع اللاجئين السوريين من تركيا في مدة زمنية أقصاها عامين، في حال وصل حزبه إلى الحكم.
ورأى أقطاي خلال مقابلة مع قناة “يورو نيوز” أن كليشدار متضامن مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وجرائمه.
أحداث أنقرة
وشهدت منطقة ألتين داغ في مدينة أنقرة التركية خروج مظاهرة لجموع من الأتراك، مساء الأربعاء الماضي، 11 آب،
طالبت بإخراج السوريين من المنطقة، إثر مقتل تركي على يد شاب سوري (مساء الثلاثاء).
و تلت تلك المظاهرة أعمال شغب وتخريب استهدفت منازل ومتاجر السوريين في المنطقة.
قوات الأمن التركي، ألقت القبض على 72 شخصاً لنشرهم منشورات استفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي، متعلقة بأحداث أنقرة،
وذلك بعد إلقائها القبض الخميس الماضي على 76 آخرين شاركوا في حملات العنصرية والاعتداء على أملاك السوريين.
وقالت مديرية الأمن في أنقرة عبر بيان، أمس الجمعة، إنه تم اتخاذ إجراءات إدارية بحق 29 شخصاً، وبدأت في محاكمة 43 شخصاً آخرين،
موضحة أنّ 28 شخصاً من الموقوفين لديهم سجل جرائم متعلقة بالابتزاز والسرقة والمخدرات وإلحاق الضرر بالممتلكات.
واندلعت مشاجرة مساء الثلاثاء الماضي بين مجموعة شبان أتراك اشتبكوا مع مجموعة شبان سوريين تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً
في حديقة “بازار” في ألتين داغ، بعد أن بدؤوا بتراشق الشتائم والسباب فيما بينهم ليتطور الأمر إلى شجار
استخدمت فيه السكاكين ما أدى إلى إصابة الشاب التركي أميرهان يالجين إصابة خطيرة،
تم على إثرها إدخاله إلى العناية المشددة قبل أن يفارق الحياة، فيما أصيب شاب تركي آخر إصابة طفيفة.
وتستمر مؤخراً الحملات الداعية لترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم من قبل بعض الأحزاب السياسية التركية،
وسط تصريحات رسمية من الحكومة التركية تؤكد مواصلتها رعاية اللاجئين وحمايتهم.