بشار الأسد يتخذ إجراءات جديدة
ينتظر السوريون الذين يعيشون في مناطق سيطرة النظام شتاء بدون طعام،
وذلك على خلفية الكارثة التي حلت بالمؤونة التي تخزن عادة في فصل الصيف حيث تكون أسعار الخضار أقل قيمة وتتوفر بكميات كبيرة.
وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى عدم قدرة معظم السكان على تموين المواد التي تحتاج للتفريز،
مثل الفول والبزلاء والخضار الأخرى بينما شكل غلاء الأسعار الذي طال الخضار والفاكهة مؤخراً،
عاملاً إضافياً ساهم في إقلاع السكان عن تموين المواد التي لا تحتاج للكهرباء
ويقول سكان من دمشق لـ “اقتصاد” إن الامتناع عن تحضير المؤونة سينعكس سلباً على الواقع المعيشي لأن شريحة واسعة تعتمد عليها في تصنيع وجبات الطعام الأساسية
التفريز غير متاح
يعتقد سكان من العاصمة بأن الوضع المعيشي في طريقه إلى الانهيار التام، فالمجاعة على الأبواب
وإذا كان معظم السكان يعتمدون على المواد التموينية التي يستغلون رخص أثمانها صيفاً لتحضيرها بتكاليف أقل،
فإن أزمة الكهرباء وموجة الغلاء قضت على أي أمل في وجود طعام رخيص مخزن بالنسبة لآلاف الجائعين
يقول “أبو عبدو” أحد سكان دمشق لـ “اقتصاد” إن الثلاجات المنزلية لا تكاد تعمل لنصف ساعة حتى ينقطع التيار الكهربائي
لمدة تتراوح بين 5 و10 ساعات. مضيفاً أن تفريز المؤونة مستحيل في مثل هذه الظروف
وعن خيار الطاقة الشمسية المنتشرة بكثرة في دمشق وقدرتها على تفريز الخضار يقول “أبو عبدو”: “المشكلة التي تواجهنا
أن البرادات تصرف كمية كبيرة جداً من الكهرباء لا تتناسب مع المنظومات المتواضعة للطاقة الشمسية التي نعتمد عليها”
ويضيف: “حتى لو اشتغلت الثلاجة طوال النهار صيفاً فكيف سيتسنى الحفاظ على المؤونة مفرزة عند حلول الخريف وضعف قدرة الألواح على اكتساب أشعة الشمس في الأجواء الغائمة”
ماذا عن التجفيف؟
إذا كان خيار التفريز غير متوفر فإن الطريقة الأخرى لحفظ المؤونة وهي التجفيف والتيبيس تحت حرارة شمس الصيف غير مجدية أيضاً
بسبب غلاء الخضار بعد تنامي نسبة التصدير ووصولها إلى 80 بالمائة من الناتج المحلي، بحسب إحصاءات رسمية
وفي ظل حرص النظام السوري على تصدير أكبر كمية من الفاكهة والخضار تفيد إحصاءات رسمية
أن نحو 50 براداً محملاً بالخضار والفواكه تخرج من سوريا وبشكل يومي إلى دول الخليج عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وما بين 8 و15 براداً تخرج باتجاه العراق
كما كشف عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق، أسامة قزيز، مؤخراً،
أنه في حال كان إنتاج سوريا من الفواكه يومياً بحدود 1000 طن على سبيل المثال فإن حصة المصدرين من هذا الإنتاج ستكون 800 طناً
وإذا كان الآلاف لا يتمكنون من شراء الخضار الطازجة معتمدين على الحبة والحبتين فكيف سيتسنى لهم شراء كميات كبيرة بغرض تخزينها؟ تجيبنا “أم حسن”،
وهي سيدة دمشقية، بالقول: “انتهى زمن تخزين وتموين الطعام وبدأت مرحلة الجوع الحقيقي”